كيف يعيش السنغاليون بعد 40 عامًا من الحروب؟ «صور»

هالة عبدالرحمن

صراع قديم حديث في السنغال، بين الانفصاليين في الجنوب وبين الحكومة السنغالية، أدى إلى نزوح أكثر من 5 آلاف و600 مواطن جامبي خلال الأسبوعين الماضيين


 

 

في الأسابيع الأخيرة فر مئات الأشخاص من اندلاع واحد من أقدم الصراعات المستمرة في إفريقيا منذ 40 عامًا، بين الجيش السنغالي والانفصاليين، في الجزء الصغير من جنوب دولة جامبيا, بحسب تقرير نشر في جريدة الجارديان البريطانية اليوم.

ودولة جامبيا هي واحدة من دول الغرب الإفريقي، وتعتبر أصغر دولة موجودة في البر الرئيسي لقارة إفريقيا، وتحدها من الشمال والجنوب والشرق دولة السنغال التي يواصل جيشها الاشتباك مع حركة القوى الديمقراطية في إقليم كازامانس.. فكيف يعيش المواطنون هناك؟

 

6720 1

معاناة أهالي إقليم كازامانس

ووفقاً للجارديان, أدى القتال في بعض الأماكن إلى فرار قرى بأكملها في السنغال، كما أدى القتال الأخير إلى نزوح آلاف الجامبيين مع انتشار إطلاق النار والقصف عبر الحدود، على طول منطقة الساحل الغربي في جامبيا، وتضخم عدد أهالي القرى الباحثين عن مأوى لهم بعيدًا عن مناطق الاشتباكات.

وتسبب الصراع في بعض الأماكن في فرار سكان قرى بأكملها في السنغال، وأدى القتال الأخير إلى نزوح آلاف الجامبيين مع انتشار إطلاق النار والقصف عبر الحدود، على طول منطقة الساحل الغربي في جامبيا، وزاد عدد أهالي القرى الباحثين عن مأوى لهم بعيدًا عن مناطق الاشتباكات.

ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار على مدى الـ40 سنة الماضية، يواصل الجيش السنغالي الاشتباك مع الانفصاليين من حركة القوى الديمقراطية في إقليم كازامانس جنوبي السنغال. وبعد فصله جسديًّا وثقافيًّا ولغويًّا عن بقية السنغال عانى إقليم كازامانس تاريخيًّا من قلة الاهتمام من حكومة داكار. وينظر البعض إلى التباطؤ الاقتصادي في السنغال في السبعينات على أنه السبب الجذري للتمرد في الثمانينات.

عودة الهدوء والتنمية

مع بلوغ العنف ذروته في التسعينات، لا تزال بعض  الفصائل المتمردة الصغيرة تخيم على طول الحدود مع جامبيا وغينيا بيساو، وبعضها متورط في تهريب الحشيش والأخشاب.

وأدى هدوء القتال في السنوات الأخيرة إلى مزيد من التنمية في المنطقة، وإعادة توطين من فروا من القتال السابق، وفي 13 مارس الحالي، شنّ الجيش هجومًا على المتمردين بقيادة ساليف ساديو بعد اختطاف جنود سنغاليين في مهمة في جامبيا.

3500 1 1

الحدود المشتعلة بين جامبيا والسنغال

وفقًا للوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في جامبيا، نزح أكثر من 5 آلاف و600 مواطن جامبي خلال الأسبوعين الماضيين، إلى جانب 691 سنغاليًّا، وقالت منسقة الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في المنطقة، بنتا سي جاداما يعاني الأبرياء كثيرًا في تلك المناطق.

ويقعد 7 جنود سنغاليين في طابور، في حين يعلن الانفصاليون التابعون لحركة القوى الديمقراطية عن إطلاق سراحهم في مستوطنة مهجورة، بايبال، في جامبيا في فبراير. وتستهدف الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث “NDMA” توصيل الطعام والمراتب وتقييم الوضع في القرى. وتعهد الرئيس الجامبي، أداما بارو، بتقديم 5 ملايين دالسي، أي نحو 70 ألف جنيه إسترليني، لجهود الإغاثة.

جامبيا لن تستخدم لشن هجمات

قال إيدي باه، مدير اتحاد “فوني دينج دينج”، وهي جمعية خيرية محلية للأطفال في تصريحات للجريدة : “إنها الحدود التي تميزنا بنحو أو بآخر، لذا فنحن دائمًا على استعداد لاستضافة اللاجئين السنغاليين”. وأوضح أن العديد من العائلات المضيفة التي توسعت أسرها فجأة بحاجة إلى المال والغذاء، احتياجاتهم الأساسية تحت الضغط، شخص لديه أسرة مكونة من 10 أفراد، أصبح لديك الآن 20 أسرة إضافية، لذا فقد زاد العبء”.

وأدى القصف على بعد أقل من ميلين من الحدود الجامبية إلى تعطيل زيارة المسؤولين الحكوميين للقرى الأسبوع الماضي، وتعهدت الحكومة في بانجول أن جامبيا لن تستخدم كنقطة انطلاق “لشن هجمات”، ولن تسمح لأي شخص بدخول البلاد بأسلحة وذخيرة”.

وقال الجيش السنغالي، في بيان، اليوم الثلاثاء 29 مارس 2022، بعد تدمير عدة قواعد للمتمردين: “هذه العصابات الإجرامية سنلاحقها حتى تنتهي آخر ترساناتها المسلحة داخل التراب الوطني وفي أي مكان آخر”.

3500 2

معاناة نزوح السنغاليين

غادرت مريم بوجانج قريتها كامبانت، على بعد 2.5 ميل جنوب الحدود، للمرة الثانية خلال 3 أشهر، بعد أن أجبرها القتال في يناير على مغادرة قريتها. وتحدث مزارعون جامبيون آخرون عن إطلاق النار على الماشية وحرق الحقول في القتال، وبقي البعض في الخلف لحماية ما يمكن حمايته في مزارعهم.

واضطرت سيرا كامارا إلى مغادرة قريتها في جامبيا، وتقول: “لقد أخذنا أطفالنا وركضنا، سنبقى هنا، لكن عقلي ما زال هناك”. وقال ساجر باجي، إمام في باجاجار شمال كامبانت الحرب ليست سهلة، على الحكومة أن تفعل شيئًا.

وأوضح الباحث الزميل في المركز الوطني لأبحاث العلوم في فرنسا، فينسينت فوشيه، أن إنهاء الصراع بالكامل سيكون أمرًا صعبًا، وتابع: لطالما كان يوجد نقاش داخل إقليم كازامانس، حول العلاقة بالدولة السنغالية – سواء أكانت عادلة أم لا. واتُّهم الرئيس الجامبي السابق، يحيى جامع، بغض الطرف عن المتمردين عندما عبروا الحدود إلى جامبيا وأثاروا التوتر مجددًا بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا