لأول مرة.. امرأة يهودية تقترب من رئاسة المكسيك

آية سيد
لأول مرة.. امرأة يهودية تقترب من رئاسة المكسيك

إذا فازت كلوديا شينباوم، ستصبح أول امرأة ويهودية تتولى رئاسة المكسيك.


تشير استطلاعات الرأي إلى أن المكسيك تتجه إلى انتخاب أول “امرأة” لتولي الرئاسة العام المقبل.

وحسب ما أوردت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أمس الخميس 21 سبتمبر 2023، تتصدر مرشحتان الاستطلاعات لانتخابات 2024، إحداهما عمدة مكسيكو سيتي السابقة، كلوديا شينباوم، التي إذا فازت، ستصبح أول رئيس يهودي للمكسيك.

صعود قوي

تتنافس عضوة مجلس الشيوخ المكسيكي، سوشيتل جالفيز، مع شينباوم في استطلاعات الرأي. ووفق جيروزاليم بوست، جرى الإعلان مطلع الشهر الحالي عن ترشيح شينباوم عن حزب مورينا (حركة التجديد الوطنية) اليساري، الذي يقوده الرئيس المنتهية ولايته، أندريس مانويل لوبيس أوبرادور.

لأول مرة.. امرأة يهودية تقترب من رئاسة المكسيك

من اليمين: سوشيتل جالفيز، وكلوديا شينباوم

ومنذ ذلك الحين، ارتفع زخم شينباوم، وأظهر استطلاع لصحيفة “إل باييس” الإسبانية أن 47% من الناخبين يدعمونها، مقابل 30% لأقرب منافسيها، جالفيز.

الانضمام إلى صفوف اليهود

حال فوز شينباوم، ستنضم إلى صفوف اليهود من خارج إسرائيل الذين انتُخبوا لتولي مناصب رفيعة في بلادهم، مثل رئيسة جويانا، جانيت جاجان، ورئيس الهندوراس، ريكاردو مادورو، ورئيس بيرو، بيدرو بابلو كوشينسكي، ورئيس أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي.

اقرأ أيضًا| للمرة الأولى.. المكسيك تستعد لسباق رئاسي بطلتاه امرأتان

ووُلدت شينباوم لأستاذي علوم في العاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي، ودرست الفيزياء وأصبحت أستاذة هندسة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك. وحسب الصحيفة الإسرائيلية، ركزت أبحاث شينباوم على استخدام الطاقة في المباني ونظام المواصلات في المكسيك.

وفي 2007، ربحت شينباوم جائزة نوبل للسلام، إلى جانب مجموعة من الخبراء الآخرين في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

المسيرة السياسية

عندما كان أوبرادور رئيسًا لحكومة مكسيكو سيتي، عيّن شينباوم وزيرة للبيئة في 2000، ثم أصبحت حليفة مقربة منه، وانضمت إلى حزب مورينا اليساري. وفي 2015، انتُخبت عمدة لتالالبان، أكبر منطقة في مكسيكو سيتي، قبل أن تصبح عمدة للمدينة بأكملها في 2018.

لكنها تنحت عن منصبها هذا الصيف للانضمام إلى السباق الرئاسي. وحسب جيروزاليم بوست، يتضمن برنامج شينباوم الانتخابي محاربة الفساد المتأصل في المكسيك، ومواصلة التحويلات المالية إلى السكان الأكثر ضعفًا، وتنمية سيادة المكسيك في مجال الطاقة.

إنجازات سابقة

رجحت الصحيفة الإسرائيلية أن تكون شينباوم مناصرة للبيئة أكثر من أوبرادور. وفي حين أن الرئيس الحالي عزز صناعة النفط في المكسيك، قالت شينباوم إن معظم مستقبل الدولة “يجب أن يكون مرتبطًا بالطاقة المتجددة”.

اقرأ أيضًا| حرب «الكارتلات» مشتعلة في المكسيك.. مَن أطرافها وما التداعيات؟

وعندما كانت عمدة مكسيكو سيتي، قادت شينباوم المدينة أثناء جائحة كوفيد-19. ودعت شينباوم إلى ارتداء الكمامات وزيادة الفحص المبكر. وفي دولة يعصف بها العنف، قللت معدل الجريمة في مدينتها إلى النصف تقريبًا.

اتهامات بالتقصير

ظهر بعض الجدل بشأن شينباوم أثناء توليها منصب العمدة، ورغم توسيع شبكة المواصلات العامة، وقعت 12 حادثة على الأقل، بعضها مميت، في شبكة مترو الأنفاق بالمدينة. وحسب جيروزاليم بوست، يقول النقاد إنها لم تفعل ما يكفي لإصلاح البنية التحتية المتداعية للمدينة.

وفي 2017، في أثناء زلزال قتل أكثر من 300 شخص في المكسيك، انهارت مدرسة ابتدائية في مقاطة تالالبان، عندما كانت شينباوم عمدتها، ما أسفر عن مقتل 19 طفلًا و6 بالغين، وكان السبب هو بناء شقة فوق المدرسة.

وانتقد البعض شينباوم لسماحها لمسؤولي المقاطعة بالموافقة على تصاريح البناء، ورغم اعتذارها، لا يزال بعض الآباء يحملونها المسؤولية.

الهوية اليهودية

لأول مرة.. امرأة يهودية تقترب من رئاسة المكسيك

المرشحة لرئاسة المكسيك، كلوديا شينباوم

تنحدر شينباوم من أجداد أشكناز هاجروا من ليتوانيا في عشرينات القرن الماضي، وأجداد سفارديم هربوا من بلغاريا في الأربعينات. وقالت شينباوم إنها كانت تحتفل بالأعياد في منازل أجدادها، لكن في منزلها، كانت تعيش حياة علمانية.

ووفق ما أفادت مصادر لوكالة التلجراف اليهودية في 2018، تشعر شينباوم بالارتباط بتاريخ اليهود في النشاط السياسي، لكن ليس بالقدر نفسه بالدين أو تقاليده. وأخبرت شينباوم مجموعة من الناخبات اليهوديات، أثناء حملتها لمنصب العمدة في 2018، أنها فخورة بكونها امرأة يهودية.

وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن شينباوم لم تدلِ بأي تصريحات علنية بشأن إسرائيل أو تتحدث كعضو في جماعة أقلية، على الرغم من أن اليهود يشكلون أقل من 1% من سكان العاصمة المكسيكية، وليس من المعروف أيضًا إذا كانت تنتمي إلى أي كنيس أو مؤسسة يهودية.

سياسة علمانية

لفت عالم الاجتماع المكسيكي بجامعة كاليفورنيا بسان دييجو، خوان بابلو باردو جويرا، إلى أن المكسيك لديها تاريخ قوي في فصل الدين عن السياسة، برغم أن معظم المكسيكيين كاثوليك. وقال، لوكالة التلجراف اليهودية: “السياسة المكسيكية علمانية، لذا لا تُناقش ديانة الرئيس أو شعائره الدينية أبدًا”.

لكن في خروج عن التقليد المتبع، وصف الرئيس السابق، فيسينتي فوكس، شينباوم بأنها “يهودية بلغارية” في محاولة لإضعاف فرصتها، مضيفًا أن “سوشيتل (جالفيز) هي المكسيكية الوحيدة”، قبل أن يعتذر لاحقًا.

ورأى باردو جويرا أن هوية شينباوم اليهودية، لن تلعب دورًا كبيرًا في الانتخابات، ولفتت جيروزاليم بوست إلى أن معظم اليهود المكسيكيين لن يصوتوا لها، لأن معظمهم يميل إلى التيار المحافظ سياسيًّا، لذا، قد تكون جالفيز أكثر جاذبية لهم.

ربما يعجبك أيضا