لإنقاذ الاتفاق النووي.. تحركات قطرية إيرانية نحو روسيا

يوسف بنده

تحركات من جانب قطر وإيران نحو روسيا بعد مهلة أمريكية أخيرة لتحديد موقف مفاوضات إحياء الإتفاق النووي.


جرى تعليق المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا، بعدما طالبت روسيا السبت 5 مارس الحالي، بتقديم ضمانات  بعدم تأثر الاتفاق الجديد بالعقوبات الأمريكية عليها بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الجمعة 11 مارس، إن المحادثات بحاجة إلى وقفة بسبب “عوامل خارجية”، رافضًا الخوض في المزيد من التفاصيل.

المحادثات النووية رهينة روسيا

عقب هذه التصريحات، انتقد دبلوماسي أوروبي، يوم السبت، في تصريح لوكالة “رويترز“، ما وصفه بـ”أخذ روسيا المحادثات النووية كرهينة”، مشددًا على أنه في حال استمرار موسكو في عرقلة المحادثات، يجب النظر في خيارات أخرى للاتفاق.

وبعد ذلك، قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك: “لا ينبغي لأي دولة أن تسعى لاستغلال محادثات إحياء الاتفاق النووي وأخذ ضمانات مستقلة عن الاتفاق النووي مع إيران”.

مهلة الأسبوع

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال“، يوم الأحد، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن حددت لروسيا مهلة أسبوع لسحب طلبها في محادثات فيينا، وإلا فستسعى الولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق بديل مع إيران.

وقالت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، اليوم الاثنين، إن أحد الخيارات المطروحة بشأن مصير محادثات فيينا استبعاد روسيا، القضية التي لم ترد عليها الحكومة الإيرانية، لكن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمود عباس زاده، عارض اليوم الاثنين، استبعاد روسيا من المحادثات، وقال: “روسيا كانت معنا هذه الفترة أكثر من السابق، وروسيا جزء من توقعاتنا من مجموعة 4+1”.

اتفاق مؤقت

الضغط الأمريكي على روسيا، جدد الحديث عن خيار “الاتفاق المؤقت“، الذي سبق أن رفضه مسؤولون إيرانيون. كذلك طرحت مسألة التوصل إلى الاتفاق دون مشاركة روسيا بحضور الولايات المتحدة وأوروبا والصين، لكن إيران لم تعلق على هذا الخيار حتى الآن.

ودعا 160 برلمانيًا إيرانيًا، في بيان يوم الأحد، إلى ضرورة أخذ ضمانات من الولايات المتحدة، مشيرين إلى ارتفاع أسعار النفط في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية وأنه “لا ينبغي تلبية حاجة الولايات المتحدة بخفض أسعار النفط دون تلبية مطالب إيران”.

فرصة حرجة

تساءل الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، صادق زيبا كلام، في مقاله بصحيفة “آرمان ملي“، اليوم الاثنين، عما إذا كانت إيران مستعدة لقبول اتفاق دون مشاركة روسيا، وسط مخاوف من أن تنتهي المحادثات النووية بالفشل ويذهب ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وتعود العقوبات الدولية على إيران.

وأشار السياسي الإيراني إلى أن هذا السقف الزمني الذي أعلنته واشنطن وإن كان في الظاهر يوحي بأنه يخاطب روسيا، لكنه في الحقيقة يخاطب إيران، لأنه من الواضح أن روسيا لن تنصاع لمطالب الولايات المتحدة وستستمر في نهجها الحالي.

أضاف أن إيران سيكون أمامها أسبوع مهم وحساس وعلى صناع القرار في طهران أن يقرروا ما إذا كانوا مستعدين للذهاب إلى اتفاق نووي دون وجود روسيا، الأمر الذي سيترك آثارًا سلبية على العلاقة بين طهران وموسكو، أم يستمرون في الاحتفاظ بعلاقات حسنة مع روسيا ويتحملون المصائب الاقتصادية واستمرار العقوبات.

نحو التصعيد

بعد الاتفاق النووي عام 2015، عمد المتشددون والحرس الثوري إلى إفشال الاتفاق بالتعاون مع روسيا، ورفع مستوى التهديد الإيراني في المنطقة عبر دعم المليشيات.

الآن يتجدد نفس السلوك لمساندة روسيا وإفشال المحادثات النووية، بعدما أقرت إيران بتورطها في الهجوم الصاروخي على محيط القنصلية الأمريكية في أربيل بإقليم كردستان فجر الأحد. وبيّن تحليل لصحيفة “عكاظ” السعودية أن الاستهداف الصاروخي يشير إلى رغبة النظام الإيراني في خلط الأوراق مجددًا للضغط على واشنطن، مع اقتراب المحادثات النووية على الانهيار.

وساطة قطرية

خلال الأزمتين الإيرانية والأوكرانية، برز الحدث عن وساطة قطرية بين واشنطن وموسكو، وأكدت الخارجية القطرية، الأحد، أن وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بحثا هاتفيًا مستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية ومستجدات المباحثات النووية مع إيران.

كذلك أجرى وزير الخارجية القطري، يوم السبت ، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، دار فيه الحديث بشأن المحادثات النووية ومستقبل الاتفاق النووي. قبل أن يسافر إلى إلى موسكو، الأحد، لإجراء مشاورات بشأن المحادثات النووية الإيرانية والأزمة الروسية الأوكرانية، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف. ما يعزز افتراضية أن قطر تنقل رسائل بين واشنطن وموسكو وطهران؛ لتسوية الأزمة النووية والأوكرانية.

 

تأكيدًا على التنسيق الإيراني الروسي، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، أن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، يعتزم زيارة موسكو غدًا الثلاثاء.

أضاف خطيب زاده أن موضوع المباحثات النووية على رأس جدول أعمال الزيارة، إضافة الى قضايا ثنائية. وشدد على أن “إنجاز التفاهم في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، يحتاج الى “قرار سياسي” أمريكي. وإذا أعلنوا أنهم اتخذوا قرارهم، يمكن لكل الوفود أن تعود الى فيينا.

ربما يعجبك أيضا