لاستعراض القوة أمام إيران.. قاذفات نووية أمريكية تحلق فوق الشرق الأوسط

آية سيد
توترات مع إيران

حلقت قاذفتان أمريكيتان من طراز "بي-52" ذات القدرة النووية فوق الشرق الأوسط، في الوقت الذي تظل التوترات متصاعدة مع إيران.


قال الجيش الأمريكي إن قاذفتين أمريكيتين حلقتا فوق الشرق الأوسط بمشاركة الحلفاء، يوم الأحد الماضي 4 سبتمبر 2022، في استعراض للقوة أمام إيران.

وبحسب ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس“، أول أمس الاثنين 5 سبتمبر 2022، حلقت قاذفتان من طراز “بي-52” ذات القدرة النووية فوق الشرق الأوسط، في الوقت الذي تظل التوترات متصاعدة بين واشنطن وطهران.

توترات مع إيران

قاذفات بي-52 الأمريكية

مهمة مشتركة مع الحلفاء

بحسب “أسوشيتد برس”، أقلعت قاذفات “بي-52” من قاعدة “فيرفورد” التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في إنجلترا، وحلقت فوق شرق المتوسط، وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، يوم الأحد الماضي، في مهام تدريب مع طائرات حربية كويتية وسعودية، قبل أن تغادر المنطقة.

وفي بيان، قال قائد سلاح الجو الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال أليكسوس جرينكيويتش: “إن التهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة وشركاؤها لن تمر دون رد”، مضيفًا أن المهام من هذا النوع تهدف إلى “استعراض قدرتنا على دمج القوات لردع خصومنا، وهزيمتهم إذا لزم الأمر”.

إيران في الصورة

قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا: “هذا النوع من العمليات يظهر القدرات الجماعية للشراكة العسكرية التي طورناها في الشرق الأوسط. لدينا القدرة على وضع قدر كبير من القوة القتالية في الجو إلى جانب شركائنا بسرعة كبيرة. ونستطيع فعل الشيء ذاته على البر وفي البحر”.

وعلى الرغم من أن القيادة المركزية لم تذكر إيران، لفتت “أسوشيتد برس” إلى أن واشنطن ترسل قاذفات “بي-52” إلى المنطقة عندما تشتعل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

مشاركة إسرائيلية

أفادت “أسوشيتد برس” بأن إسرائيل انضمت إلى المهمة متعددة الجنسيات. وعلى الرغم من أن البيان الأمريكي لم يذكر ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن 3 مقاتلات من طراز “إف-16” رافقت القاذفات الأمريكية “في أثناء تحليقها فوق سماء إسرائيل في طريقها إلى الخليج العربي”، مشددًا على أهمية التعاون مع الجيش الأمريكي من أجل “الحفاظ على الأمن الجوي في إسرائيل والشرق الأوسط”.

وتوسعت القيادة المركزية الأمريكية، العام الماضي، لتضم إسرائيل، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون تشجيعًا على التعاون الإقليمي ضد إيران، وفق “أسوشيتد برس”.

توترات مع إيران

قاذفات بي-52 الأمريكية

 

التوترات مع إيران

شهدت الفترة الماضية تصاعدًا في التوترات مع إيران، في ظل تعثر المفاوضات التي تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي. وبحسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في 2 سبتمبر 2022، احتجزت البحرية الإيرانية زورقين أمريكيين غير مأهولين في المياه الدولية في البحر الأحمر، يوم الخميس الماضي، قبل أن تعيدهما في النهاية.

ووفق مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، شوهدت سفينة تابعة للبحرية الإيرانية وهي تسحب الزورقين خارج المياه “في محاولة لسرقتهما”. ونتيجة لهذا، تحركت الولايات المتحدة سريعًا بمدمرتين قريبتين، وهما “يو إس إس نيتز” و”يو إس إس ديلبرت دي بلاك”، ومروحيتين وتواصلت بالراديو لطلب إعادة الزورقين. وقال المسؤول إن إيران وافقت لكنها طلبت الانتظار حتى صباح الجمعة لأسباب أمنية.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، منعت البحرية الأمريكية سفينة إيرانية من الاستيلاء على زورق أمريكي غير مأهول في الخليج العربي. وتعليقًا على الحادثتين، قال المسؤول الأمريكي إنها تبدو ” تصعيدًا في الأعمال العدائية الإيرانية ضد الولايات المتحدة”.

استهداف القوات الأمريكية في سوريا

تعرضت القوات الأمريكية في سوريا، في الفترة الأخيرة، لهجمات من الجماعات المدعومة إيرانيًّا، ما استتبع ردًا أمريكيًّا. وبحسب بيان للقيادة المركزية، نفذت القوات ضربات جوية دقيقة في محافظة دير الزور السورية، في 23 أغسطس 2022. وذكر البيان أن هذه الضربات “استهدفت منشآت البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني”.

وأوضح البيان أن الهدف من هذه الضربات الدقيقة هو “الدفاع عن القوات الأمريكية وحمايتها من هجمات مثل التي وقعت في 15 أغسطس ونفذتها جماعات مدعومة إيرانيًّا”.

وكذلك تعرضت قاعدتان أمريكيتان لهجوم صاروخي، مساء 24 أغسطس 2022. وبحسب بيان للقيادة المركزية الأمريكية، سقطت العديد من الصواريخ داخل محيط قاعدة كونيكو في شمال شرق سوريا، وتبعها سقوط صواريخ أخرى في محيط قاعدة القرية الخضراء. وبحسب البيان، استخدمت القوات الأمريكية مروحيات هجومية للرد على الهجمات.

تعثر مفاوضات الاتفاق النووي

في سياق منفصل، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن جهود إبرام اتفاقية جديدة بشأن برنامج إيران النووي “في خطر” بعد تغيّر المواقف الأمريكية والإيرانية في الأيام الأخيرة، بحسب تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز“، أول أمس الاثنين 5 سبتمبر.

وقال بوريل، الذي يرأس المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران لإعادة إحياء الاتفاق النووي: “إن المواقف ليست قريبة.. وإذا لم تتلق، ستصبح العملية كلها في خطر”. وأشار بوريل إلى أنه أصبح أقل ثقة في إمكانية إبرام الاتفاق.

ربما يعجبك أيضا