لاعبون جدد يقتحمون سوق السلاح العالمية.. من هم؟

آية سيد
لاعبون جدد يدخلون سوق السلاح العالمية.. من هم؟

أدت التحولات الجيوسياسية إلى ظهور لاعبين جدد في سوق السلاح العالمية، على رأسهم كوريا الجنوبية وتركيا.


لفتت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية إلى أن التحولات الجيوسياسية أدت إلى ظهور لاعبين جدد في سوق السلاح العالمية.

وحسب تقريرها، المنشور يوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، يستفيد منتجو السلاح الجدد من الحرب الروسية الأوكرانية، ويشكلون تحديًا لأكبر 5 بائعين في العالم، وهي أمريكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا، التي تستحوذ على 75% من صادرات السلاح.

كوريا الشمالية                                   

أشارت المجلة البريطانية إلى زيارة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، إلى روسيا، الأسبوع الماضي، لبحث إمكانية بيع الأسلحة لروسيا، لافتة إلى أن دول قليلة فقط ترغب في بيع السلاح لموسكو، ومنها إيران التي باعت روسيا 2400 من مسيّرات “شاهد” الانتحارية.

لاعبون جدد يدخلون سوق السلاح العالمية.. من هم؟

كيم جونج أون يتفقد الرؤوس الحربية

وفق التقرير، تستطيع كوريا الشمالية تقديم مجموعة متنوعة من المعدات، مثل المسيّرات والصواريخ من طراز «كيه إن-23»، التي تُعد نسخة طبق الأصل من صواريخ إسكندر الروسية، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع، ومنظومات راجمات الصواريخ المتعددة.

وذكرت مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أن كوريا الشمالية أرسلت قذائف من عيار 152 مم وصواريخ كاتيوشا إلى روسيا، منذ ما يقرب من عام. وتشتري موسكو السلاح من بيونج يانج وطهران لأنهما خاضعتان لعقوبات دولية صارمة، وليس لديهما ما تخسرانه بالتعامل مع روسيا.

اقرأ أيضًا| رغم التحذيرات الأمريكية.. كيم جونج أون يصل إلى روسيا

كوريا الجنوبية

تحتل كوريا الجنوبية الصدارة ضمن مُصدّري السلاح الناشئين، وحققت مكاسب كبرى حتى قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية. وخلال 5 سنوات السابقة للعام 2022، صعدت سيول إلى المرتبة التاسعة في تصنيف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) لبائعي السلاح، وتطمح في أن تصعد إلى المرتبة الرابعة بحلول 2027.

وأشارت ذي إيكونوميست إلى أن الجزء الأكبر من مبيعات كوريا الجنوبية يذهب إلى بولندا، ويشمل دبابات بلاك بانتر، ومدافع كيه-9 ثاندر، وراجمات صواريخ كيه-239 تشانمو، ومقاتلات جولدن إيجل إف-أيه 50.

لاعبون جدد يدخلون سوق السلاح العالمية.. من هم؟

دبابة بلاك بانثر الكورية الجنوبية

وعزا الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، توم والدواين، نجاح كوريا الجنوبية إلى التكلفة التنافسية، والجودة المرتفعة، والتسليم السريع. في حين رأى الباحث ببرنامج نقل الأسلحة بمعهد سيبري، سيمون ويزمان، أن الدعم الحكومي القوي والترتيبات الائتمانية الجاذبة جزءًا أساسيًّا من هذا النجاح.

تركيا

تأتي تركيا في المرتبة الثانية، وفق ذي إيكونوميست، ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002، أغدق بالأموال على صناعة الدفاع، وأصبح هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في الأسلحة أكثر إلحاحًا في وجه العقوبات الأمريكية والغربية.

اقرأ أيضًا| اتفاقية دفاعية جديدة بين بولندا وكوريا الجنوبية.. ما علاقتها بأوكرانيا؟

ويعتقد معهد سيبري أنه في الفترة بين 2018 و2022، ارتفعت صادرات الأسلحة التركية 69% عن الأعوام الـ5 السابقة، وأن حصتها في سوق السلاح العالمية تضاعفت. ووفق تقرير صادر عن هيئة صناعية محلية، يوليو الماضي، ارتفعت قيمة الصادرات الدفاعية والجوية التركية 38% خلال 2022، لتصل إلى 4.4 مليار دولار.

طموحات تركية

لاعبون جدد يدخلون سوق السلاح العالمية.. من هم؟

مسيّرة آقنجي التركية

حسب ذي إيكونوميست، تأتي المسيّرات المسلحة على رأس الصادرات التركية، مثل مسيّرتي آقنجي وبيرقدار تي بي 2، اللتين تتطلع الكثير من الدول لشرائهما. وتظهر طموحات تركيا أيضًا في السفينة الهجومية البرمائية وحاملة الطائرات الخفيفة “أناضول“.

وتظهر كذلك في مقاتلة الجيل الخامس “كان”، التي يمكن اعتبارها ردًا على استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات إف-35 الأمريكية. ولفتت المجلة إلى أن أنقرة ستبيع المقاتلة للدول التي لن تبيع لها أمريكا إف-35، أو التي ترفض الشروط الأمريكية.

تراجع روسي

تراجعت صادرات السلاح الروسية 31% في الفترة بين 2018 و2022، عن الأعوام الـ5 السابقة، حسب سيبري. وتواجه موسكو المزيد من التراجع بسبب الضغط الذي تفرضه الحرب في أوكرانيا على صناعاتها الدفاعية، وعزلتها الجيوسياسية، ومحاولات أكبر عملائها، الصين والهند، تقليل الاعتماد على الأسلحة الروسية.

وأشارت ذي إيكونوميست إلى أنه كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا، ستصارع روسيا لاستعادة مكانتها في سوق السلاح العالمية.

اقرأ أيضًا| الإنفاق العسكري العالمي يصل إلى مستويات قياسية في 2021

أداء متواضع

بالنسبة للصين، ذهب أكثر من نصف صادرات سلاحها في الفترة بين 2018 و2022 إلى باكستان، التي تعد حليفًا ضد الهند. ووفق سيبري، تحصل إسلام أباد على 80% تقريبًا من أسلحتها من بكين، وتشمل طائرات مقاتلة، وصواريخ، وفرقاطات وغواصات.

لكن صناعة السلاح الصينية تواجه عدة تحديات. وقال والدواين إن أحد التحديات يتمثل في شكاوى العملاء من الجودة السيئة للمسيّرات العسكرية الصينية. في حين قال ويزمان إن الكثير من دول جنوب شرق آسيا سئمت من البلطجة الصينية، و”لن تقترب” من الأسلحة الصينية.

وحسب ذي إيكونوميست، كان نمو الهند في مجال تصدير السلاح بطيئًا للغاية، بسبب اعتمادها على نقل التكنولوجيا من روسيا، وتوجيه الاستثمارات عبر هيئات تابعة للدولة تتسم بالروتين.

ربما يعجبك أيضا