ماكرون يحرز هدفًا في مرماه.. والنتيجة لصالح اليمين المتطرف

عبدالمقصود علي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

حصل الائتلاف الرئاسي الفرنسي على 22% من الأصوات، الأحد 30 يونيو 2024 في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، متخلفًا عن حزب “التجمع الوطني” واتحاد اليسار، فبقراره حل الجمعية الوطنية، ألحق الرئيس إيمانويل ماكرون بمعسكره هزيمة كبرى.

هذا ما خلصت إليه صحيفة “لاكرو” الفرنسية التي أكدت أنه بعد نسبة 14.6% التي حصلت عليها قائمة فاليري هاير في الانتخابات الأوروبية، بفارق 15 نقطة عن جوردان بارديلا، مني معسكر ماكرون بثاني هزيمة ثقيلة في ثلاثة أسابيع.

فشل ذريع

الصحيفة أوضحت أنه مع انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، سجل الائتلاف الرئاسي “معا” فشلا ذريعا،  بحصوله على 22% من الأصوات، وفقًا للتقديرات الأولية لمعهد استطلاعات الرأي “إيفوب”، حيث جاء في المركز الثالث، بفارق كبير عن “التجمع الوطني” و”الجبهة الشعبية الجديدة”، بنسبة 34% و29.1% على التوالي.

واشارت “لاكروا” إلى أنه في 21 من شهر أبريل 2002، استطاع الحزب اليميني المتطرف أن يمر إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، وفي 30 من شهر يونيو 2024 وضع وريثه حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في موقع يسمح له بالحكم بفرنسا.

ومن خلال عبارته التي اعتاد استخدامها منذ استقالته من وزارة الاقتصاد، في 2016، لبناء مشروع سياسي بديل “لقد قررت أن أعيد لكم خيار مستقبلنا البرلماني من خلال التصويت” يوم 9 يونيو، قام ماكرون بالمخاطرة، بحسب الصحيفة.

“أزمة هيكلية في النظام”

رئيس الدولة رأى أنه من الممكن استعادة الزخم، لكنه على العكس من ذلك ساهم في تقليص الكتلة المركزية، وخلال الجولة الثانية سواء مع أو بدون الأغلبية المطلقة قد يجد الرئيس نفسه محاصرًا في حالة تعايش أو حالة من الانسداد المؤسسي.

وتقول “لاكروا” إن الرئيس الفرنسي كان قد دعا خلال مؤتمر صحفي عُقد في 12 يونيو” القوى الجمهورية” إلى الانضمام إلى معسكره قبل الانتخابات التشريعية.

لكن ما لم ينجح مع الجمهوريين بعد الانتخابات التشريعية 2022 لم ينجح بعد حل البرلمان، حيث قام رئيس حزب الجمهوريين إيريك سيوتي بالتحالف مع حزب التجمع الوطني المتطرف، في حين رفض الأعضاء الأكثر اعتدالًا في الحزب الارتباط بالائتلاف الرئاسي.

وبعبارات قاسية قبل الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، أشار رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشيه، إلى فشل رئيس الجمهورية في تهدئة النقاش، وانتقد “الموقف العمودي والبعيد والمتعالي” وتخوف من “أزمة هيكلية في النظام” الفرنسي.

استراتيجية ماكرون

يومية “لاكروا” اعتبرت كذلك أن استراتيجية ماكرون في وضع حزب “التجمع الوطني” وحزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي على قدم المساواة، واتهامهما بالتسبب في “حرب أهلية” من خلال برامجهما، أثارت الاضطراب في المشهد السياسي، قبل أن يوضح موقفه من بروكسل، قبل ساعات من نهاية الحملة الانتخابية.

وفي الساعة الثامنة مساء أمس، وقت ظهور نتائج الجولة الأولى، دعا ماكرون، في بيان مكتوب قصير، إلى “مسيرة كبيرة واضحة وديمقراطية وجمهورية” ضد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.

ربما يعجبك أيضا