لا للكراهية من أجل الربح.. هكذا انتصرت شركات عالمية لـ”فلويد”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

منذ أن اشتعلت الاحتجاجات في أمريكا والعالم بعد مقتل “جورج فلويد” على يد الشرطة الأمريكية، أخذ الإعلام والشركات العالمية في مختلف المجالات في البحث عن نافذة للخروج من مأزق مصطلح “العنصرية”، الحادثة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ولكن ما حدث بعدها من تبدل النظرة العامة لأصحاب البشرة الداكنة هو ما جعل الأمر مختلفًا.

لا للكراهية

أعلنت الشركة العالمية “كوكا كولا”، أنّها ستعلّق لمدة 30 يوماً على الأقلّ كلّ إعلاناتها على كلّ وسائل التواصل الاجتماعي في مسعى منها لمحاربة العنصرية على الشبكات الافتراضية.

يقول رئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الغازية -في بيان مقتضب للغاية- “لا مكان للعنصرية في العالم ولا مكان للعنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي”.

وأوضح، أنّ الهدف من هذه الخطوة هو دفع مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتماد مزيد من “الشفافية والمسؤولية”، في وقت تواجه فيه هذه الشبكات حملة مقاطعة، انضمّت إليها ماركات عديدة، لحرمان هذه المواقع من العائدات الإعلانية كوسيلة للضغط عليها كي تحارب بقوة أكبر المحتويات التي تنمّ عن عنصرية أو كراهية.

ولاحقاً أعلنت شركة المشروبات الغازية أنّ هذا “التوقف” لا يعني أنّ “كوكا كولا” انضمّت إلى الحملة التي أطلقتها الأسبوع الماضي منظمات للدفاع عن حقوق السود وأخرى من المجتمع المدني.

والحملة التي أطلقت بعنوان ” لا للكراهية من أجل الربح” رفعت شعار مقاطعة الإعلان على فيسبوك خلال شهر يوليو.

وترمي الحملة إلى الضغط على فيسبوك لإرغامه على إصلاح القواعد المتعلّقة بعمل مجموعات تحضّ على الكراهية أو العنصرية أو العنف.

الأميرة والضفدع 

أعادت شركات في هوليوود من بينها “ديزني” النظر في أعمال من الماضي في ضوء تجدد مطالبات بالعدالة العرقية في أعقاب وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد خلال اعتقاله بمدينة منيابوليس.

حيث أعلنت شركة “والت ديزني” إنها ستجدد لعبة الملاهي “سبلاش ماونتن” لتصبح عن تيانا، لتكون بذلك أول أميرة ببشرة داكنة بين أميرات شركة الترفيه، ونجمة فيلم الرسوم المتحركة “الأميرة والضفدع” الذي صدر في عام 2009.

جاء الإعلان بعد انتقاد للفكرة الحالية للعبة والمستندة إلى فيلم “أغنية الجنوب” لعام 1946. وهناك احتجاجات عديدة تتهم الفيلم بالترويج لأفكار عنصرية نمطية.

وفي بيان لها أعلنت “ديزني” أنها ستجري إعادة تصوير كاملة لـ”سبلاش ماونتن” بقصة محورها الأميرة تيانا.

وأضافت الشركة: “تيانا امرأة عصرية وشجاعة وقوية تسعى وراء أحلامها ولا يحيد نظرها أبدا عما هو مهم حقا. إنها قصة رائعة تتضمن شخصية رئيسية قوية”.

يقول موقع “تشينج.أورج” إن “سبلاش ماونتن” لعبة كلاسيكية محبوبة في متنزهات ديزني لاند في كاليفورنيا، ووالت ديزني وورلد في فلوريدا، وطوكيو ديزني لاند، لكن ”تاريخها وقصتها مشبعة بمجازات عنصرية جدلية ونمطية للغاية من فيلم سونج أوف ذا ساوث لعام 1946“.

عائلة سيمبسون

خطوة أخرى أخذتها “عائلة سيمبسون” حيث أعلن مسلسل الرسوم المتحركة الفكاهي عدم الاستعانة بممثلين بيض لأداء أصوات الشخصيات الملونة في المسلسل التلفزيوني الشهير.

تقول شركة “فوكس” للإنتاج في بيان لها: “من الآن فصاعدا، لن تعتمد عائلة سيمبسون على ممثلين بيض لأداء أصوات الشخصيات الملونة”، ولم يخض البيان في التفاصيل، لكن الخطوة تأتي بعد ضغط شعبي على مدى عام فيما يتعلق بقيام الممثل الأبيض “هانك أزاريا” بأداء صوت شخصية أبوالهندي صاحب متجر السلع الغذائية في المسلسل.

يقول “أزاريا” -في وقت سابق من العام- إنه لن يؤدي بعد الآن صوت هذه الشخصية التي انتقدها البعض باعتبار أنها تقدم صورة سلبية للأمريكيين الهنود.

وأدى أزاريا أيضا صوت رجل الشرطة الأسود (لو)، وكذلك صوت الأمريكي المكسيكي الأصل “بامبلبي مان”، لكن بيان شركة فوكس لم يبين إن كان المسلسل سيحتفظ بشخصية أبو أو بالشخصيات الأخرى.

لا تفتيح بعد اليوم

لم يقف الأمر عند أفلام الرسوم المتحركة بل طال أيضا شركات مستحضرات التجميل ،الأسبوع الماضي أعلنت شركة “جونسون آند جونسون” عن توقف بيع مساحيق تفتيح البشرة التي تباع في دول آسيا والشرق الأوسط تحت علامتي “نيتروجينا” و”كلين آند كلير” التجاريتين ، لتعلن بعد ذلك شركة “لوريال” وهي أكبر مصنع لمواد التجميل في العالم، إن الشركة قررت التوقف عن استخدام كلمات في منتجاتها مثل “بيضاء” و”شقراء” و”تفتيح” لون البشرة، وذلك بعد يوم من إعلان شركة (يونيليفر) عن قرار مماثل، لمواجهة موجة انتقادات متزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

و(يونيليفر) و(لوريال) شركتان كبيرتان في السوق العالمية لمساحيق تفتيح البشرة التي تستخدم في العديد من الدول الآسيوية والأفريقية والكاريبية، حيث تعتبر البشرة فاتحة اللون في كثير من الأحيان أمرا مرغوبا فيه.

وتعرضت شركة يونيليفر، على وجه الخصوص، لانتقادات بسبب علامتها التجارية (فير آند لافلي) في وقت يركز فيه العالم على الظلم العنصري بعد أسابيع من احتجاجات أثارتها في مايو أيار وفاة جورج فلويد الأمريكي الأسود بعدما احتجزته الشرطة في الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا