لا يسار ولا يمين.. فمن هو ماكرون؟

علاء بريك

وفي الانتخابات الحالية قد يظفر الرئيس ماكرون بولاية ثانية ليكون أول رئيس منذ أيام شيراك يكمل ولايتين.


وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى السلطة في العام 2017 خلفًا لفرانسوا أولاند، بعد تأسيس حزبٍ جديد رفع شعار “لا يسار ولا يمين”.

واليوم، يستعد ماكرون لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية بعد نجاحه في اجتياز الجولة الأولى إلى جانب المرشحة اليمينية، مارين لوبان، في سيناريو يبدو مكررًا. فماذا نعرف عن ماكرون وحزبه السياسي؟

سيرة موجزة

خلافًا لإخوته وأبويه، لم يدرس إيمانويل ماكرون الطب، بل الفلسفة والعلوم السياسية في أرقى الجامعات الفرنسية، وجمعته علاقة وطيدة مع الفيلسوف الفرنسي بول ريكور. قبل الدراسة الجامعية، تعرف ماكرون على زوجته المستقبلية، بريجيت، حين كان يبلغ من العمر 15 عامًا خلال دراسته في مسقط رأسه مدينة أميان.

بعد الجامعة، بدأت حياته المهنية مع بنك روتشيلد الاستثماري إلى أن تغيّرت بانتقاله إلى عالم السياسة. في 2012، ترك ماكرون البنك ليشغل منصب النائب العام لقصر الإليزيه، بعدها حلَّ محل وزير الاقتصاد، آرنو مونتبِرج، في عهد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند، في العام 2014 ليشرع في تنفيذ إصلاح اقتصادي لم يكن ليرضى عنه مونتبِرج، بحسب موقع “بزنس إنسايدر”.

لا يسار ولا يمين

بعد عمله وزيرًا للاقتصاد واتخاذه مجموعة من الإجراءات لتنشيط الاقتصاد الفرنسي والابتعاد عن حمائية سلفه، أعلن إيمانويل ماكرون استقالته من الوزارة في 2016 وقبلها في إبريل من السنة ذاتها أسس حزبَ “La République En Marche”، ولم يكن ماكرون بعد معروفًا لعموم الفرنسيين ولا يمتلك أي خبرة في تنظيم الحملات الانتخابية.

نجح ماكرون في الفوز في الانتخابات الرئاسية ليكون أصغر رئيس يشغل هذا المنصب بعمر 39 سنة، ووصف برنامجه الرئاسي بأنَّه “لا يسار ولا يمين” الذي نجح في جذب عدد من أصوات اليمين واليسار إليه، لكنَّ عديد التقارير تشير إلى أنَّ الرئيس الشاب كان من مؤيدي رجال الأعمال والاتحاد الأوروبي. وفي الانتخابات الحالية قد يظفر الرئيس ماكرون بولاية ثانية ليكون أول رئيس منذ أيام شيراك يكمل ولايتين، وأول رئيس يكمل ولايتين بعد تعديل مدة الولاية من 7 سنواتٍ إلى 5، بحسب الجارديان.

ما الماكرونية؟

تقليديًّا، انقسمت الحياة السياسية في فرنسا إلى يمين يجمع المحافظين والنيوليبراليين تحت راية الحزب الجمهوري، ويسار يجمع الليبراليين واليساريين تحت راية الحزب الاشتراكي. لكنّ الماكرونية كسرت هذا الانقسام بجمعها الليبرالية والنيوليبرالية، بمعنى أنَّ الاتجاه السياسي الوليد يجمع بين القيم الليبرالية أيديولوجيًّا وثقافيًّا ولكنه اقتصاديًّا يجمع المقولات النيوليبرالية، بحسب دراسة فيليب أشكينازي.

على الصعيد الانتخابي، أثبتت هذه الاستراتيجية في 2017 نجاحًا بارزًا لا في فرنسا فقط بل في إيطاليا أيضًا مع حزب “Partito Democratico”، لكن مع التطبيق العملي لهذه الاستراتيجية رأى قطاع عريض من الشعب أنها تحابي رجال الأعمال والشركات ما كشف عن تناقض خطابها، في حالة فرنسا خرجت مظاهرات الستر الصفراء. وفي الانتخابات الحالية، يتنافس في الجولة الثانية  ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، كما كان الأمر في انتخابات 2017 ولعل النتيجة ستكون ذاتها أيضًا.

ربما يعجبك أيضا