لبنان.. ما خيارات تيار المستقبل بعد اعتزال سعد الحريري؟

محمود سعيد

قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في الذكرى الـ17 لاغتيال والده رفيق الحريري، إن اعتزاله العمل السياسي سيمتد لـ4 أعوام ليضع جمهور تيار المستقبل أمام خيارات انتخابية صعبة.


ورفض سعد الحريري المشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية في مايو المقبل، وأبلغ نوابه بأنه لا يمانع من ترشحهم فيها، مع رفض الزج باسمه أو باسم تياره في أي معركة سياسية أو انتخابية، لكن غالب نخبة تيار “المستقبل” الذي يرأسه قرر الاستمرار في العمل السياسي، وعدم مقاطعة الانتخابات النيابيبة.

تعميمات تيار المستقبل

أصدر “تيار المستقبل” تعميمًا بالموجبات التنظيمية في حال ترشح أحد أعضائه للانتخابات النيابية المزمعة، معلنًا تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلة “تيار المستقبل” لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية أو التقدم بأي ترشيحات من “تيار المستقبل” أو باسم التيار.

وطلب التيار من منتسبيه، في حال عدم التزام توجيهات الرئيس سعد الحريري والعزم على المشاركة في الانتخابات النيابية كمرشحين، توجيه طلب استقالة من “تيار المستقبل” خطيًا إلى الهيئة التي ينتمي إليها أو إلى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية، والامتناع عن استخدام اسم “تيار المستقبل” أو أحد شعاراته أو رموزه في الحملات الانتخابية، والامتناع عن أي ادعاء بتمثيل “تيار المستقبل” أو مشروعه خلال أي نشاط انتخابي.

ونقلت فضائية “إم تي في”، عن مصادر لم تسمها، أن الالتزام من قبل ​تيار المستقبل​ سيكون كاملاً بالنسبة للابتعاد عن الحياة السياسية، التزامًا بقرار رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري، وكشفت المصادر أن “النائب ​بهية الحريري​ تتوجه أيضا لعدم الترشح في ​مدينة صيدا​ في ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة”.

في انتظار حريري آخر

جمهور التيار بات أمام خيارات عدة، كانتخاب أعضاء التيار الذين سيترشحون بشكل فردي ومستقل، أو اختيار قوى وأحزاب سنية أخرى منظمة كالجماعة الاسلامية في لبنان، وجبهة العمل الإسلامي، وأحزاب الحوار الوطني والاتحاد، والولاء الوطني، والتحرر العربي، والنجادة، وحركة التوحيد الإسلامي، ولبنان العربي، والمؤتمر الشعبي اللبناني، وحزب شبيبة لبنان العربي وحركة “المرابطون” وعدد من الأحزاب الناصرية الأخرى.

قطاع آخر من جمهور التيار سيقاطع الانتخابات النيابية، لكن الآلاف منهم ينتظرون من الشقيق الأكبر، بهاء الحريري الإعلان عن حركته الجديدة، التي قال إنها ستكون عابرة للطوائف وستعمل على إنقاذ لبنان من الأزمة الحالية، مشددًا على أنه “لن يقبل أن تهمّش الطائفة السنّية، معاهدًا الطائفة أن تأخذ حقوقها كاملة”.

موقف السنة في لبنان

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي،  شدد على ضرورة المشاركة في الاقتراع، رافضًا مقاطعة الطائفة السنّية التصويت، لكنه أضاف: “أخشى من إقبال ضعيف لها. لذا دعوت، إلى المشاركة في الاقتراع، وأنا وتياري سنشارك، ولن نقاطع حتمًا، ومن غير المقبول التفكير في المقاطعة أياً تكن الأسباب، والعودة إلى أخطاء الماضي. موقفي هذا لا علاقة له بترشحي أو عدمه، قد أدعم لائحة انتخابية في طرابلس، لأن من غير الطبيعي أن أقف متفرجًا أو أبدو غير معني بما يجري فيها”.

القيادي السابق في تيار المستقبل ووزير العدل الأسبق أشرف ريفي، قال إن مستقبل السنة في لبنان “حتمًا سيكون أفضل من الوضع الحالي”، لافتًا إلى أن الطائفة “تمر بمرحلة تحور بعد سقوط القيادة السابقة نتيجة خياراتها وإدارتها وعدم معايشتها لنبض الناس. ويقول: “اليوم الطائفة قد تنتقل إلى قيادات جديدة عدة، وليس قيادة أحادية وقد تكون تلك القيادات مناطقية”. وأوضح ريفي أن “الطائفة السنية حتمًا ستحتاج إلى مرحلة انتقالية، لكن في النهاية هذه الطائفة ليست عاقرًا ، ولديها خامات وقيادات وحيوية سياسية وامتداد عربي كبير وكل مقومات الانطلاق”.

الأكاديمي الدكتور  في القانون العام الدولي الجنائي طارق شندب قال إن “الطائفة السنية ليست عقيمة ويجب محاسبة من تاجروا بالسنة، وأهلا بالوجوه الجديدة ولتعطى دورها، وليتقدم كل من يرغب باستنهاض لبنان، وإعادة الحق السني المسلوب، الحق المسلوب من المحيطين بسعد وغيرهم، الحق الضائع الذي اضاعه سعد ورفاقه”.

ربما يعجبك أيضا