بدأ أبحاثه بالمغناطيسية الحيوانية.. من هو مؤسس التنويم المغناطيسي؟

علي محمد
الطبيب الألماني فرانز أنطون ميسمر مؤسس التنويم المغناطيسي،

أصبح التنويم المغناطيسي ظاهرة غامضة تُثير فضول الكثيرين، فهو حالة من التركيز العميق والاسترخاء، إذ يصبح الشخص أكثر استجابة للاقتراحات، يُعتقد أن التنويم المغناطيسي يُمكن أن يُساعد في علاج العديد من المشكلات، مثل القلق والألم والاكتئاب.

وكان الطبيب الألماني فرانز أنطون ميسمر مؤسس التنويم المغناطيسي، الذي عاش في القرن الثامن عشر، شخصية مثيرة للجدل، فقد طور نظرية “المغناطيسية الحيوانية” التي ادّعى من خلالها أن الأجسام الحية تحتوي على سائل مغناطيسي يمكن توازنه لعلاج الأمراض، حققت هذه النظرية نجاحًا هائلاً في البداية، لكنها واجهت في النهاية رفضًا من قبل المجتمع العلمي.

مؤسس التنويم المغناطيسي

فرانز أنطون ميسمر طبيب نمساوي عاش في القرن الثامن عشر، اشتهر بأبحاثه حول “المغناطيسية الحيوانية” التي مهدت الطريق لنشوء علم التنويم المغناطيسي.

واشتهر الطبيب الألماني فرانز أنطون ميسمر بأبحاثه حول “المغناطيسية الحيوانية” التي مهدت الطريق لنشوء علم التنويم المغناطيسي.

نشأته وتعليمه

ولد ميسمر في إيلفانغن، النمسا، عام 1734، ودرس الطب في جامعة ستراسبورج، وتخرج عام 1760.

بعد تخرجه، عمل ميسمر طبيبًا في فيينا، حيث بدأ باختبار تأثير المغناطيس على المرضى. ولاحظ أن بعض المرضى يعانون من تأثيرات جسدية ونفسية غريبة عند تعرضهم للمغناطيس.

نظرية المغناطيسية الحيوانية

طور ميسمر نظرية مفادها أن جميع الكائنات الحية تمتلك سائلًا مغناطيسيًا يُسمى “المغناطيسية الحيوانية”. اعتقد ميسمر أن هذا السائل يمكن استخدامه لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الصداع والتهاب المفاصل والأمراض العقلية.

أقام ميسمر العديد من العروض العامة التي أظهر فيها قدرته على علاج المرضى باستخدام المغناطيسية الحيوانية، وجذبت هذه العروض اهتمامًا كبيرًا من الجمهور، وأثارت جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية.

وتعرضت نظريات ميسمر لانتقادات شديدة من قبل العديد من العلماء، الذين اعتبروا أنها تفتقر إلى الأدلة العلمية. وفي عام 1784، تم تشكيل لجنة للتحقيق في ادعاءات ميسمر، وخلصت اللجنة إلى أن “المغناطيسية الحيوانية” لا أساس لها من الصحة.

وفي فيينا، طور ميسمر نظريته، مستخدمًا مغناطيسية جسمه للتأثير على “السائل المغناطيسي” في مرضاه، ادّعى أنه قادر على علاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الأمراض الجسدية والعقلية.

وبعد ذلك انتقل ميسمر إلى باريس في عام 1778، حيث حققت نظريته شعبية هائلة، وأنشأ “أحواضًا مغناطيسية”، حيث يجلس المرضى ويتعرضون لمياه ممغنطة وموسيقى وأضواء ملونة، غالبًا ما كان المرضى يصابون بحالات من الغثيان وفقدان الوعي، ما اعتبره ميسمر دليلًا على فعالية علاجه.

مؤسس التنويم المغناطيسي

مؤسس التنويم المغناطيسي

ومع ذلك، شكّكت المؤسسة الطبية في باريس في نظريات مؤسس التنويم المغناطيسي فرانز طور . وفي عام 1784، أمر الملك لويس السادس عشر بتشكيل لجنة للتحقيق في صحة “المغناطيسية الحيوانية”. خلصت اللجنة إلى أن شفاء المرضى كان ناتجًا عن تأثير التخيل، وليس عن أي سائل مغناطيسي، ما أدى إلى انهيار شعبية ميسمر، وغادر باريس وعاد إلى ألمانيا، حيث مارس الطب بشكل هادئ حتى وفاته عام 1815، رغم رفض المجتمع العلمي لنظريات ميسمر، إلا أن أفكاره تركت تأثيرًا هامًا على مجال علم النفس. ساهم عمله في تطوير مفهوم التنويم المغناطيسي، وهو تقنية تستخدم اليوم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات.

فوائد التنويم المغناطيسي

يُعتقد أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يُساعد في علاج العديد من المشكلات، تقليل أعراض القلق، مثل التوتر وخفقان القلب وصعوبة التنفس، تخفيف الألم، خاصةً الألم المزمن، الإقلاع عن التدخين، من خلال تغيير سلوكيات المدخن.

فوائد التنويم المغناطيسي

فوائد التنويم المغناطيسي

وقد يسهم التنويم المغناطيسي في التغلب على شعور الخوف.

كيف يعمل التنويم المغناطيسي؟

يُعتقد أن التنويم المغناطيسي يُؤثر على العقل الباطن، وهو الجزء من العقل الذي لا نُدركه بوعي، إذ يُمكن للمُنوم المغناطيسي أن يُقدم اقتراحات للعقل الباطن، والتي تُصبح أوامر يُنفذها الشخص دون وعي.

كيف يعمل التنويم المغناطيسي؟

كيف يعمل التنويم المغناطيسي؟

أضرار التنويم المغناطيسي

رغم الفوائد الكثيرة التي يُمكن أن يُقدمها التنويم المغناطيسي، إلا أنه قد يُسبب بعض الأضرار والمخاطر المحتملة وتشمل:

أضرار التنويم المغناطيسي

أضرار التنويم المغناطيسي

-فقدان السيطرة حيث يُمكن لبعض الأشخاص أن يفقدوا السيطرة على أفعالهم أو أفكارهم أثناء جلسة التنويم المغناطيسي.

-استرجاع ذكريات مؤلمة، يُمكن أن يُؤدي التنويم المغناطيسي إلى استرجاع ذكريات مُزعجة من الماضي، ما يُسبب للشخص صدمة نفسية.

-وفي بعض الحالات يمكن أن يؤثر التنويم المغناطيسي سلبًا على بعض الأمراض (الصرع أو الفصام)، وفق مايو كلينك الطبي.

ربما يعجبك أيضا