لحكمة «زايد».. الإمارات في أولويات الاستراتيجية الأمريكية

الاستثمار والشراكة.. نظرة إستراتيجية من واشنطن إلى أبوظبي

يوسف بنده

تشير تدوينة البعثة الأمريكية بهشتاج "مرحبًا الساع"، التي تعني باللهجة الإماراتية، مبارك الوقت الذي أطللت علينا فيه، إلى أن واشنطن تنظر إلى دولة الإمارات ورئيسها بنظرة استراتيجية.


في زيارة تاريخية يراقب العالم القمة التي تجمع رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن.

وتُعد القمة التاسعة في سلسلة لقاءات بين الزعيمين خلال عامين فقط، وهو رقم قياسي يُبرز قوة الشراكة المتنامية بين البلدين، خاصة أن طبيعة السياسة الخارجية للإمارات تظهر أن شريك موثوق لإدارة مستقبل المنطقة والعالم.

بايدن وبن زايد

بايدن وبن زايد

شريك إقليمي موثوق

حملت تدوينة البعثة الأمريكية في الإمارات، على منصة إكس، الخميس 19 سبتمبر 2024، إشارة مهمة إلى أهمية دولة الإمارات في تحقيق أمن المنطقة، وذلك لطبيعة سياستها الخارجية التي تدعم أولوية الحوار والأمن أولًا من أجل توفير بيئة استقرار لتنمية الاقتصاد.

فقد كتبت البعثة على صفحتها: “ستعزز الزيارة علاقاتنا الثنائية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، واستكشاف الفضاء، والطاقة النظيفة، التجارة، واستقرار المنطقة”.

ما يشير إلى أولوية العلاقات مع الإمارات في استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية التي تبحث عن مستقبل عالم ما بعد الطاقة الأحفورية، وكذلك يهمها الشراكة مع الإمارات بوصفها شريك موثوق في منطقة الخليج والشرق الأوسط، داعم للاستقرار وخفض الصراعات لأولوية الاقتصاد وتوفير بيئة آمنة للأعمال.

ترحيب البعثة الأمريكية في الإمارات بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن 2

ترحيب البعثة الأمريكية في الإمارات بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن

لحكمة زايد

عُرف الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان (6 مايو 1918 – 2 نوفمبر 2004)، مؤسس دولة الإمارات، بالحكمة التي أبهرت حتى العدو قبل الصديق، إذ لم تدخل الإمارات في أية صراعات في عهده، والتزم الحوار وسياسة المصالح المشتركة لحل القضايا الخلافية.

ومنذ أن تولى الشيخ محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات، 13 مايو 2022م، وتشهد السياسية الخارجية لدولة الإمارات امتدادًا لسياسة الأب المؤسس، إذ يشير الكاتب نضال شقير في شبكة المشهد، 14 مايو 2024، أن الإمارات تمضي للإمارات بينما بعض دول المنطقة تتعثر في الأزمات والحروب. وذلك لأن الإمارات تضع كل جهودها في توفير قرارات قادرة على تخطي الأزمات المحيطة بحكمة.

ويشير أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية، إلى أن الشيخ محمد بن زايد، ركز على اعتماد فلسفة حكم بسيطة ومتقدمة، تركز بشكل خاص على 5 خطوط متوازية: “الاستقرار والأمن والازدهار والاستثمار والشراكة”.

وتشير تدوينة البعثة الأمريكية بهشتاج “مرحبًا الساع“، التي تعني باللهجة الإماراتية، مبارك الوقت الذي أطللت علينا فيه أيها الزائر، إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع دولة الإمارات ورئيسها بنظرة استراتيجية نظرًا للطبيعة الحكيمة لسلوك السياسة الإماراتية إقليميًا وعالميًا.

ترحيب البعثة الأمريكية في الإمارات بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن 5

ترحيب البعثة الأمريكية في الإمارات بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن

شراكة إستراتيجية

يشير تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الجمعة 20 سبتمبر، إلى أن زيارة بن زايد تأتي قبل ستة أسابيع فقط من الانتخابات الأمريكية، في نوفمبر المقبل.

ما يعني أن الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات استراتيجية ولا تنتظر تحديد الفائز في البيت الأبيض، إن كان جمهوريًا أم ديموقراطيًا.

وحسب تقرير المعهد الأمريكي، تشمل الأجندة العامة للاجتماع، كما حددها “مجلس الأعمال الأمريكي – الإماراتي”، مجالات الطاقة والصحة والذكاء الاصطناعي والفضاء والدفاع.

ويتطلع الإماراتيون إلى تحويل الشراكة من كونها قائمة على التعاون الدفاعي والأمني إلى شراكة ترتكز بشكل أساسي على التكامل الاقتصادي والتكنولوجي.

ومن المرجح أن تشمل النتائج التركيز على تعاون تكنولوجي يعزز رغبة الإمارات في أن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا الرقمية في المنطقة، بالإضافة إلى تنفيذ المزيد من المبادرات الاقتصادية مثل “الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا”.

وهو ما يجعل من الإمارات شريكًا مهمًا في استراتيجية الولايات المتحدة لعالم ما بعد الطاقة الأحفورية، لما لديها من تطلعات نحو عصر التكنولوجيا مع الحفاظ على سياسة خارجية منضبطة قائمة على أولوية الاستقرار والشراكة لدعم الاقتصاد.

ربما يعجبك أيضا