لزيادة صادرات النفط.. هل تراهن الحكومة الإيرانية على «الأسطول الشبح»؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

تؤكد إيران في عهد الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، على دعم سياسة الاقتصاد المقاوم؛ لدعم الاقتصاد الإيراني بعيدًا عن اللجوء للمفاوضات مع الغرب.

وقد صرح وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، أمس الأربعاء إن إيران مصممة على زيادة صادراتها النفطية على الرغم من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على مبيعات طهران من الخام.

وأبلغ أوجي التلفزيون الإيراني “توجد إرادة قوية في إيران لزيادة صادرات النفط على الرغم من العقوبات الأميركية غير العادلة وغير القانونية في الأشهر المقبلة سنرى الزيادة في مبيعات الخام”.

لكن، ليس من المعروف كيف ستعود طهران إلى أسواق النفط العالمية في ظل استمرار العقوبات. ومن المعروف أن إيران تلجأ إلى حيل لتخطي العقوبات من خلال الشركات الخاصة ورحلات النفط السرية والبيع باسم الغير.

الأسطول الشبح

في يونيو 2021، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن إيران تستعمل”أسطولا شبحيا” من الناقلات لحمل النفط إلى الصين في مخالفة للعقوبات المفروضة عليها من أجل تمويل برنامجها النووي.

وقالت الصحيفة إن طهران ضاعفت من عدد رحلات ناقلاتها العام الماضي إلى 123 رحلة.

وتشير الصحيفة إلى أن الناقلات تبحر تحت أعلام دول أخرى وهربت للصين ما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا العام الماضي.

ويستخدم الأسطول سلسلة من التقنيات للتهرب من العقوبات وهو يبحر في العالم بشحناته غير المشروعة، بما في ذلك تسجيل السفن في الدول الصغيرة غير قادرة على مراقبة الناقلات التي ترفع علمها.

كما تتحايل السفن الإيرانية على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، الذي يبلغ عن موقع السفن، ما يمكنها من الرسو في مناطق محظورة دون كشفها.

وقالت الصحيفة: إن صور الأقمار الاصطناعية التي اطلعت عليها تظهر سفنا إيرانية تتحايل على النظام، كما تظهر سفنا أخرى تنقل النفط إلى سفن صينية في بحر الصين الجنوبي.

ويمكن لهذه الناقلات نقل نحو 100 مليون برميل من النفط الخام و12 مليون برميل من مكثفات الغاز، بقيمة 5.5 مليار دولار.

وفي تقرير آخر، نشره مركز أبحاث الدفاع الإسرائيلي “إسرائيل ديفنس” في أغسطس الماضي، كشفن أن هناك ترتيبات خاصة بين إيران والصين لتشغيل واستثمار وتمويه أسطول نقل النفط الإيراني المكون من 143 ناقلة.

وأضاف أن “الصين تساعد إيران في بيع النفط المهرب واستخدام أسطول الناقلات المموهة (أسطول الظل الجديد) من أجل تجاوز العقوبات الأمريكية”.

ولفت إلى أن “إيران تمتلك أسطولا من نحو 143 ناقلة، قادرة على نقل نحو 102 مليون برميل من النفط الخام و11.8 مليون برميل من الغاز الطبيعي السائل، بقيمة إجمالية تزيد على 7.7 مليار دولار. وباستخدام أسطولها من الناقلات، بدأت إيران في نقل النفط سرا إلى الصين وكوريا الشمالية وروسيا وسوريا ولبنان وفنزويلا”.

اختطاف السفن

وفي تقرير يظهر تشكيل الحرس الثوري لعصابات خطف للسفن؛ لتشغيلها ضمن الأسطول الإيراني، ذكرت شبكة “بي بي سي” العالمية في تقرير عن ناقلة “جولف سكاي” التي اختفت قبالة سواحل الإمارات، الصيف الماضي، أن الناقلة تنقل النفط الآن إلى دول مختلفة في “الأسطول السري” الإيراني.

وبحسب التقرير، فإن السفينة التي تضم طاقمًا من 28 فردًا “اختطفت على يد مجموعة من المسلحين”، وأجبرت على العمل في شبكة نقل النفط لتصبح صهريجًا لتخزين النفط.

ولم يحدد التقرير الجماعة أو الدولة التي ينتمي إليها المسلحون، لكن مراجعة لسجلات السفينة، التي نشرتها سابقًا وزارة الخزانة الأميركية، تظهر أن شبكةً شريكةً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كانت تتابع قضية السفينة.

وقال أحد أفراد طاقم السفينة، الذي لم يُذكر اسمه، إن الخاطفين يتحدثون العربية والفارسية، وإن السفينة نقلت إلى بندر عباس بعد اختطافها.

ثم نقل طاقم السفينة إلى طهران بطائرة عسكرية، وعادوا إلى بلادهم بعد فترة بالتنسيق مع السفارة الهندية في طهران.

وبحسب هذا التقرير، فإن جهاز تعقب السفينة كان متوقفًا حتى أغسطس (آب) من العام الماضي، وفي أوائل سبتمبر (أيلول) 2020، عندما تم تشغيله لأول مرة بعد اختفائها، تم الكشف عن أن السفينة كانت تطفو قبالة الساحل الجنوبي لإيران.

ثم تم تغيير اسم السفينة إلى “ريما” وهي تعمل بالعلم الإيراني. كما أصبحت ملكًا لشركة تسمى “مشتاق تجارت صنعت”، وهي شركة تعدين.

وبحسب المعلومات المنشورة في منظمة تسجيل الشركات، فإن هذه الشركة يديرها أمير ديانت. وهو مواطن إيراني- عراقي مزدوج الجنسية ويعمل، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، مع كبار مسؤولي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منذ سنوات.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة 1 مايو (أيار) 2020، فإن أمير ديانت، المعروف أيضًا باسم “أمير عبد العزيز جعفر المثاجي”، يساعد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تمويل وتهريب الأسلحة، وقد سجل شركة للتغطية على أعماله في عمان تحت اسم “شركة طيف لخدمات التعدين”.

ووفقًا لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، فقد شارك ديانت في السنوات الأخيرة بشكل أساسي في غسيل الأموال وتهريب الأسلحة وحتى شحنات الصواريخ بين إيران واليمن، وعمل عن كثب مع بعض كبار المسؤولين في إيران، بما في ذلك رستم قاسمي، وزير الطرق والتنمية العمرانية الحالي، وبهنام شهرياري، العضو البارز في فيلق القدس الذي تم إدراجه في قائمة العقوبات في عهد إدارة أوباما.

كانت سفينة “اسكاي جولف” مملوكة لشركة يونانية قبل أن يتم اختطافها، وفي سبتمبر 2019، اشترى أمين ديانت هذه السفينة من خلال “شركة طيف لخدمات التعدين” مقابل 12 مليون دولار، ولكن تمت مصادرة هذه الأموال من قبل الولايات المتحدة.

وفقًا للأدلة التي قدمها تقرير شبكة “بي بي سي” العالمية، والمعلومات الواردة في بيان وزارة الخزانة الأميركية، العام الماضي، يبدو أن شبكة ديانت قد اختطفت السفينة التي كانت متوقفة في خليج عمان.

ربما يعجبك أيضا