لعبة الانتخابات المبكرة في بريطانيا.. سوناك يقامر بحزبه

بسام عباس
ريشي سوناك

في خطوة مفاجئة، دعا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى إجراء انتخابات مبكرة في 4 يوليو المقبل، ويشكك مراقبو السياسة البريطانية في فرص حزبه للفوز.

وهذه الخطوة ستلقى ترحيب حزب العمال المزدهر، بقيادة كير ستارمر، الذي يرتفع رصيده في استطلاعات الرأي ويسعى إلى تقديم نفسه كمجموعة إصلاحية ومعتدلة ومستعدة لتولي السلطة.

رد فعل غاضب

كانت فترة انزلاق طويلة لحزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك، فمنذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، شهدت انتخابات المملكة المتحدة فوز المحافظين في معاقل حزب العمال السابقة، ما يعكس اتجاهًا في سياسات اليسار واليمين في أماكن أخرى من العالم الغربي.

ولكن بعد جائحة كوفيد 19، وفضيحة “بارتي جيت” حول الأمسيات الحكومية أثناء الإغلاق الوبائي، وصعود وسقوط حكومات حزب المحافظين المتعاقبة التي كافحت من أجل تفعيل البريكسيت، وأخيرًا التضخم الذي أغرق البلاد، يتخلف المحافظون عن حزب العمال بشكل كبير.

وقال “لوسي فيشر وجورج باركر ورافي أودين”، في مقال مشترك نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز”، الخميس 23 مايو 2024، إن “قرار سوناك بإجراء انتخابات صيفية أثار رد فعل غاضب من بعض أعضاء البرلمان اليائسين من حزب المحافظين، الذين أذهلتهم خطوته في وقت تخلَّف فيه الحزب كثيرًا في استطلاعات الرأي.

استراتيجية الخسارة

كتبت المحررة السياسية كاتي بولز، في مجلة (The Spectator)، يوم 23 مايو 2024، أن سوناك انتظر أخبارًا اقتصادية جيدة، نمو أعلى من المتوقع في الربع الأول، وانخفاض التضخم، قبل الدعوة للتصويت، لكن يبدو هذا للبعض وكأنه استراتيجية مصممة ببساطة لخسارة عدد أقل من المقاعد.

وأضافت بولز: “أي شخص يعتقد أن حزب المحافظين سيفوز، عليه بالطبع أن يلجأ إلى وكلاء المراهنات، الذين يعرضون احتمالات بنسبة 25 إلى 1 على أغلبية المحافظين”، موضحةً أنه “من الصعب أن نفكر في حكومة محافظة واجهت مشكلات أكثر صعوبة، ويقول أحد المتنافسين السابقين على القيادة: “يمكننا الفوز، فقد حدثت أشياء غريبة”.

وأوضحت أن فرصة حزب المحافظين في ظل هذه الظروف السياسية والاقتصادية ضعيفة، وعلى الرغم من كل شكوك أعضائه بشأن استراتيجية سوناك، فليس لديهم خيار سوى دعمه والأمل في نتائج أفضل.

ستارمر ليس بلير

من جانبها، أوضحت هيلين لويس، في مقال نشرته مجلة (The Atlantic)، الأربعاء 22 مايو 2024، أن على حزب العمال التغلب على صراعاته من أجل الاستفادة من ضعف المحافظين، إذ يأمل سوناك، من الدعوة للانتخابات مبكرًا، في خداع أحزاب المعارضة، التي يجب أن تسعى جاهدة للعثور على مرشحين للمقاعد المتاحة وسرعة تجهيز التمويل.

وأضافت أن حزب العمال، بزعامة كير ستارمر، بدأ حملته الانتخابية في ظل حالة من التراجع، ففي انتخابات ديسمبر 2019، خسر الحزب 59 مقعدًا، ولتحقيق الأغلبية، يحتاج حزب العمال إلى قفزة أكبر مما شهده الحزب في عام 1997 تحت قيادة “توني بلير”، صاحب الشعبية والكاريزما، ولكن ستارمر لن يكون بلير ثانٍ.

ربما يعجبك أيضا