لعبة الرهائن.. طهران تسعى لاستعادة أموال لدى لندن

يوسف بنده

رؤية

عاد ملف السجناء والمعتقلين الأجانب في إيران ثانية إلى الواجهة، لكن هذه المرة عبر بوابة التصريحات والتلميحات المتبادلة بين وزير الدفاع البريطاني والإيراني، حول الديون القديمة العائدة لطهران.

فقد طالبت الخارجية البريطانية السلطات الإيرانية بالسماح للمواطنة نازانين زغاري راتكليف، بالمغادرة والعودة إلى بريطانيا وعدم تقديمها لمحاكمة جديدة بعد انتهاء عقوبتها بتهمة التجسس.

وأطلقت إيران سراح المواطنة البريطانية الإيرانية نازانين، التي كانت قيد الإقامة الجبرية مؤخرا في إطار عقوبة خمس سنوات بتهمة التجسس على إيران، وأزيلت أسورة إلكترونية كانت في كاحلها لمراقبتها.

وكانت نازانين، 42 عاما عاما، التي كانت تعمل في مؤسسة خيرية، قيد الإقامة الجبرية في طهران منذ نقلها من السجن في مارس/ آذار الماضي لاستكمال العقوبة. وتنكر نازانين اتهامات النظام الإيراني ضدها وخاصة اتهامها بالتجسس لصالح جهات خارجية.

وكانت السلطات الإيرانية قد قبضت على نازانين وطفلتها أثناء زيارتها عائلتها في طهران عام 2016.

وتستخدم طهران المعتقلين السياسيين، حاملي الجنسيات المزدوجة، كرهائن في تفاوضها مع دولهم؛ للضغط عليهم وابتزازهم.

أموال إيرانية

تقدر ديون بريطانيا لإيران بـ400 مليون جنيه إسترليني، فقد عُقدت في السبعينيات، صفقة بين البلدين دفعت بمقتضاها إيران المبلغ لبريطانيا كعربون 1500 دبابة وعربة مدرعة، إلا أن قيام الثورة الإيرانية ألغى الصفقة فلم ترد بريطانيا هذه الأموال إلى إيران منذ ذلك الحين.

طالب وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بريطانيا بأن تقرن كلامها عن سداد الديون لإيران بالفعل والعمل.

وحسب وكالة “إرنا” الإيرانية، أكد وزير الدفاع، أن حديث نظيره البريطاني، بن والاس بشأن ديون إيران يجب أن يكون عمليا.

وأشار حاتمي إلى وجود فجوة بين مواقف المسؤولين البريطانيين وواقع الإرادة العملية لمسألة تسوية ديون إيران بعد 42 عاما.

وقال وزير الدفاع والاس عنها “صحيح تماما أن علينا أن نحترم هذه الديون. وما أعلناه بوضوح هو أننا ملتزمون بالقانون وسيادة القانون.. علينا أن نحترم هذه الديون وأن نبحث عن سبل لإعادتها إلى إيران”.

كما قال “والاس” في سبتمبر/أيلول من العام الماضي إن “زاغري” قد اعتُقلت وحُكم عليها فيما يتعلق بدين بريطاني قدره 400 مليون جنيه مرتبط بصفقة بيع دبابات شيفون، وهي الصفقة التي أُبرمت قبل الثورة الإيرانية وتم إلغاؤها بعدها، لكن إيران لم تتسلم أموالها.

وكانت أسرة “زاغري” قد صرحت في وقت سابق بأن إيران تريد تسلّم مبلغ 400 مليون جنيه من بريطانيا مقابل الإفراج عنها.

وقد تزامن تصريح وزير دفاع بريطانيا، مع تقارير صحافية بريطانية أفادت بأن لندن مترددة في دفع الديون، لأنها تخشى في حال سدادها على شكل مواد إنسانية أن ينتهي بها الأمر في أيدي الحرس الثوري، بالإضافة إلى ذلك لا تريد بريطانيا أن يُنظر إلى المبلغ المدفوع على أنه فدية للإفراج عن الرهينة.

ربما يعجبك أيضا