لعبة الشطرنج النووية.. لماذا تتجنب أوكرانيا ضرب روسيا؟

حين يقيد الخوف الزناد.. أوكرانيا وأسرار السلاح الغربي ضد روسيا

أحمد عبد الحفيظ
زيلينسكي وبوتين والتوغل الأوكراني في كورسك

تعد الأزمة الأوكرانية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا على الساحة الدولية، ومن أهم جوانب هذه الأزمة هو استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية في صراعها مع روسيا.

وتفرض الدول الغربية قيودًا صارمة على كيفية استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة، إلا أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي دائم الإلحاح على دول الغرب بضرورة استخدام الأسلحة في ضرب العمق الروسي، بحسب “الجارديان” الاثنين 26 أغسطس 2024.

الخوف من التصعيد النووي

هذه العبارة قد تبدو كأنها خرجت مباشرة من فيلم حرب باردة، ولكن الحقيقة هي أن الدول الغربية تخشى من أن يؤدي استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية في ضرب العمق الروسي إلى تصعيد خطير، وربما غير متوقع.

روسيا تعد دولة نووية ولديها ترسانة هائلة من الأسلحة النووية، وأي ضربة على أراضيها قد تعتبرها تهديدًا وجوديًا، مما يدفعها للرد بطرق كارثية، قد تصل إلى استخدام الأسلحة النووية، وهذا السيناريو يرعب قادة الغرب ويجعلهم حذرين للغاية في كيفية تزويد أوكرانيا بالسلاح.

الحفاظ على التوازن الدولي

الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يسعى للحفاظ على نوع من “التوازن” في النزاع، حيث يمكن لأوكرانيا الدفاع عن نفسها دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف الناتو.

إذ أن أي هجوم على الأراضي الروسية قد يُعتبر عملًا عدوانيًا مباشرًا من قبل الغرب، وهو ما قد يدفع روسيا إلى توسيع نطاق الحرب لتشمل مناطق أخرى، وربما مهاجمة دول الناتو، هذه الحالة قد تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة، وهو أمر يسعى الجميع لتجنبه بأي ثمن.

اعتبارات سياسية داخلية

لدى العديد من الدول الغربية معارضة داخلية قوية لأي تصعيد قد يؤدي إلى تورط مباشر في الحرب الأوكرانية.

القادة السياسيون في الغرب يدركون أن شعوبهم لا ترغب في رؤية أبنائهم يذهبون للقتال في حرب بعيدة قد تتطور إلى صراع عالمي، هذا الخوف من الرأي العام الداخلي يعد أحد العوامل التي تجعل الحكومات الغربية تتردد في منح أوكرانيا الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي.

الحفاظ على الشرعية الدولية

الغرب يحاول الحفاظ على صورة الالتزام بالقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، حيث أن ضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة الغربية قد يفسر على أنه تجاوز للشرعية الدولية، ويضعف موقف الغرب على الساحة العالمية.

الدول الغربية ترغب في الحفاظ على الدعم الدولي الواسع لموقفها في الأزمة الأوكرانية، ولا تريد أن تخسر هذا الدعم بسبب تجاوزات قد تعتبر غير قانونية.

الحسابات الاستراتيجية

الغرب يرى أن النزاع الحالي يجب أن يبقى محدودًا، لأن الأهم هو استنزاف القدرات الروسية على المدى الطويل دون جر العالم إلى حرب شاملة.

الدعم الغربي لأوكرانيا يهدف إلى تقييد قدرات روسيا و إضعافها، وليس القضاء عليها بالكامل، وهو ما يفسر القيود المفروضة على نوعية وأماكن استخدام الأسلحة.

ربما يعجبك أيضا