لغة الحيوانات.. الرقص والرائحة واللون والضوضاء

ياسمين سعد
لغة الحيوانات

الرقص والخدش وتغيير اللون وإفراز الرائحة.. تعرف على الأشكال المختلفة للغة الحيوانات، وتعلم كيف ومتى يستخدمها الحيوان للتواصل مع بني جنسه.


بينما الجمل المنطوقة هي لغة البشر للتواصل مع بعضهم البعض، فإن لغة الحيوانات تشمل طرقًا مختلفة للتواصل لفهم احتياجاتهم ومساعدة بعضهم البعض على البقاء.

يوضح الباحث ديفون دينوميه في بحثه المنشور  بموقع Study، أن هناك فارقًا كبيرًا بين اللغة والتواصل، فاللغة هي تركيب جمل نحوية معقدة يستخدمها البشر لتوضيح مقاصدهم، ولكن الاتصال هو عبارة عن مجموعة وسائل بسيطة تنقل بها المعلومة من كائن حي إلى آخر، وهي تحل محل الكلمات المعقدة.

استخدام الأصوات

تتواصل الحيوانات مع بعضها البعض بعدة طرق، وهي، الضوضاء، الروائح، الألوان والإشارات أو العروض المرئية، وكل حيوان على دراية كاملة بطريقة جنسه الخاصة به، حتى يستطيع التواصل معه والبقاء على قيد الحياة خاصًة في البرية.

يستخدم العديد من الحيوانات الضوضاء أو الأصوات السمعية للتواصل مع غيرهم، مثل نباح الكلب، عواء الذئب، وزقزقة العصافير، فهم يستخدمون هذه الأصوات بنبرات مختلفة لتحذير بقية مجموعتهم من خطر ما، أو للنداء على الرفقاء لمعرفة موقعهم والذهاب إليهم، أو تستخدم كنداءات استغاثة.

عواء الذئاب أحد أشكال لغة الحيوانات

عواء الذئاب أحد أشكال لغة الحيوانات

لغة الدلافين والأرانب

لا تقتصر لغة التواصل السمعية بين الحيوانات على الأصوات التي تصدر من الفم، فبعض الحيوانات تصنع أصواتًا مخصوصة للتواصل، مثل الدلافين التي تقوم بصفع ذيلها لتحذير الدلافين الأخرى من الخطر، وضرب الأرنب لقدمه الخلفية أيضًا لتنبيه البقية، وتعد الأصوات غير الشفهية مهمة جدًا، لأنها لا تلفت انتباه الكائنات المفترسة لمواقع الحيوانات.

تتواصل الحيوانات أيضًا من خلال الرائحة والفيرمونات التي تستكشف عن طريق حاستي الشم والتذوق، فتتواصل هذه الفئة عن طريق إفراز رائحة معينة أو وسم مجموعة معينة بنفس الرائحة، ويحدث ذلك لتحديد المنطقة التي تمكث بها مجموعة معينة من الحيوانات، بجانب إفراز الرائحة لتهديد الأعداء وإخافتهم، وقد يفرز بعض الحيوانات روائح معينة لجذب الأصدقاء إليهم.

اللون للتعبير عن الخوف والغضب

يستخدم التواصل عن طريق الرائحة عدد محدود من الحيوانات، وهي القادرة على إفراز روائح قوية، مثل الظربان، والعث، والأسود والنمور أو الفصيلة بأكملها التي يطلق عليها القطط الكبيرة.

القطط الكبيرة تستخدم الرائحة كشكل من أشكال لغة الحيوانات

القطط الكبيرة تستخدم الرائحة كشكل من أشكال لغة الحيوانات

أما اللون فيستخدمه أنواع أخرى من الحيوانات للتعبير عن عواطفهم المختلفة، مثل التعبير عن الخوف أو الغضب، خاصة أمام الأعداء، وهو شكل محدود من أنواع الاتصال، لأن الحيوان يجب أن يكون على مقربة من الآخر، حتى يستطيع رؤية اللون وفهم الإشارة.

تغير الألوان

يتواصل حبار هومبولت بالألوان، حيث يومض ألوان مضيئة لتحذير الحبار الآخر من الخطر المحتمل، بينما يغير الأخطبوط من لونه وملمسه في إشارة إلى الغضب أو الخوف، أما الحرباء فهي تعبر بتغيير لونها عن جميع مشاعرها المختلفة، ويعتبر تغيير الألوان هو لغتها الأساسية في التواصل.

تستخدم بعض الحيوانات العروض المرئية للتواصل مع الآخرين مثل الطاووس الذي يفرد ريشه ويقف لعرض جسمه بطرق معينة لجذب انتباه زملاؤه، فكل طريقة يتحرك بها الطاووس، هي رسالة خاصة يوصلها إليهم.

العرض المرئي هو لغة الطاووس في التواصل

العرض المرئي هو لغة الطاووس في التواصل

الرقص والخدش

ترقص العناكب والنحل للتواصل مع بني جنسها، فلكل رقصة رسالة معينة خاصة بها يتقنها العنكبوت والنحل لإبلاغ زملاؤهم بما يحتاجونه، وأهم الرقصات هي الرقصة التي تعبر عن التحذير من الخطر، بالإضافة لرقصة الإعلان عن موقع الطعام.

تستخدم بعض الحيوانات الأخرى العروض الجسدية مثل العض أو الخدش، لتهديد مصادر الخطر من الاقتراب وحماية ذويها من فخ الافتراس.

ربما يعجبك أيضا