لفتح جبهة جديدة.. هل اقترب إيقاف حرب غزة؟

دون تحقيق الأهداف.. هل اقترب وقف الحرب على غزة؟

محمد النحاس
نتنياهو

6 % من سكان غزة إما أصيبوا أو قتلوا خلال الحرب، رغم ذلك لم تحقق أهداف إسرائيل المعلنة، ما قد يدفع الدولة العبرية لإنهاء حربها، التي جلبت عليها سخطًا دوليًا متزايدًا


أفادت وكالة “بلومبرج” الأمريكية بأن الجيش الإسرائيلي يبدو متراجعًا عن هدفه المعلن في الحرب على قطاع غزة، والمتمثل في القضاء على حماس.

ونقلت الوكالة تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، حينما قال إن “القول إننا سندمر حماس ونجعلها تختفي هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”، موضحًا أن “حماس فكرة، ومن يظن أننا نستطيع أن نجعلها تختفي فهو مخطئ” في تراجع صريح عن أهداف الحرب.

هل تضع الحرب أوزارها؟

بحسب الوكالة في تقرير نشر السبت 22 يونيو 2024، يبدو أن جيش الاحتلال يدرك عدم إمكانية القضاء على الحركة الفلسطينية المقاومة، والتي تمكنت من الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية، المستمرة منذ نحو 10 أشهر.

وخلفت الحرب أكثر من 47 ألف قتيلاً ومفقودًا وما يزيد عن 85 ألف مصاب في قطاع غزة الذي يقدر عدد سكانها بـ 2.2 مليون نسمة، أي أن 6 % من السكان إما أصيبوا أو قتلوا، رغم ذلك لم تحقق الأهداف المعلنة، ما قد يدفع الدولة العبرية لإنهاء حربها، التي جلبت عليها سخطًا دوليًا متزايدًا ونبذاً عالميًا. 

تصريحات لافتة

من جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” الجمعة، بأن إسرائيل تستعد للإعلان قريبا عن “هزيمة” الذراع العسكري لـ”حماس” (كتائب القسام)، وإمكانية توسيع الحملة ضد “حزب الله”.

والجمعة، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته أصبحت تركز على القيام بما أسماها “عمليات دقيقة مبنية على معلومات استخباراتية في القطاع”، تهدف إلى نزع السلاح وإبطال سلاح الأنفاق. 

كانت القناة العبرية الـ 12، قد قالت إن الجيش الإسرائيلي أوصي بالإسراع في إنهاء العملية العسكرية التي يشنها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

آلاف المقاتلين الفلسطينيين وشبكة أنفاق

أما حماس فلا زالت لديها آلاف المقاتلين وشبكة أنفاق ممتدة تحت المدن الرئيسية في القطاع، ما يجعل القضاء عليها بشكل كامل أمرًا بعيد المنال، بحسب بلومبرج. 

علاوةً على ما سلف، فإن التوتر في علاقات نتنياهو بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يزيد من تعقيد الموقف.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لإطلاق المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، والتي تشمل تخفيض وتيرة الأعمال العسكرية والانتقال إلى عمليات محدودة. 

خلاف علني

يرى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري أنه لا يمكن تدمير حماس كفكرة، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة في القطاع كسبيل لإضعاف الحركة.

 بدوره، شدد نتنياهو على أن تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس هو أحد أهداف الحرب، ما يعكس تباين وجهات النظر داخل الدولة العبرية وتحديدًا بين الجانب السياسي والمكون العسكري. 

وفي ردًا على تصريحات المتحدث باسم الجيش، قال نتنياهو: “حددت الحكومة السياسية الأمنية برئاستي تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب، والجيش ملتزم بالطبع بهذا الأمر “.

الجبهة الشمالية

في سياق متصل، تتزايد مخاطر اشتعال الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، حيث نقلت بلومبرج عن رئيس الشركة التي تدير البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، شاؤول غولدشتاين، قوله إن “البلاد ليست مستعدة لحرب حقيقية” مع حزب الله، وسط مستويات خطيرة من التصعيد المتبادل بين الجانبين. 

من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول سياسي رفيع المستوى قبل نحو أسبوع قوله إن “الأصوات تتعالى لتحريك مركز ثقل” العمليات العسكرية من الجنوب إلى الشمال”، في إشارة إلى تصعيد عسكري في مواجهة حزب الله في لبنان.

وتزايدت تعهدات المسؤولين الإسرائيليين بشن حرب ضد حزب الله مع تزايد هجماته، هذا التوتر قد يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف القتال في غزة بهدف التفرغ لفتح جبهة جديدة مع حزب الله.

ربما يعجبك أيضا