لقاء الملك عبدالله ووزير خارجية إسرائيل.. رسالة أردنية قبل رمضان

علاء الدين فايق

شهدت العلاقات بين عمّان وتل أبيب توترًا كبيرًا، إبان ترؤس بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية ما بين عامي 2009 و2021.. ما الجديد؟


يرى مدير مركز الدراسات الإسرائيلية فى عمان عبدالله صوالحة، أن لقاء الملك عبدالله الثاني مع وزير الخارجية الإسرائيلي، حمل رسالة أردنية مهمة لتل أبيب بخصوص مدينة القدس. 

وقال صوالحة في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن لقاء العاهل الأردني ووزير الخارجية يائير لابيد “حمل رسالة أردنية شديدة الوضوح لإسرائيل بخصوص الحفاظ على الوضع القائم في القدس وخفض التوتر وتعزيز التفاهم خاصة مع تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي”. 

مفاوضات سياسية 

جدد الملك خلال لقائه الوزير الإسرائيلي، التأكيد على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، والحفاظ على التهدئة الشاملة، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين. 

وأشار صوالحة، إلى أنه “بالرغم من وضوح الرسالة الأردنية إلا أن وزير الخارجية الاسرائيلي ليس معنيًّا بملف الأمن الداخلي وهو تجاوز لدور وزير الدفاع بني غانتس الذي يسعى أيضًا للعب دور خارجي”. 

ضرورة التهدئة الشاملة

يوم 5 يناير 2022، التقى الملك الأردني وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، وذكّره بـ”ضرورة التهدئة الشاملة” في الأراضي الفلسطينية.

ويرى صوالحة، أن لقاء الملك ووزير الخارجية الإسرائيلي وما سبقه، يؤكد التركيز على إعادة إطلاق مفاوضات سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

وحل الدولتين، أمر يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، ويحاول يائير لبيد رسم مستقبله السياسي بيده في ظل اعتقاده أن اتفاقية التناوب على رئاسة الحكومة قد لا تنفذ. 

الصفدي يشدد على “حل الدولتين” 

أمس الأول الخميس، التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، الذي وصل إلى العاصمة عمّان في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا. وأجرى الصفدي ولابيد، محادثات ركزت عل جهود إيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وشدد الصفدي، خلال المحادثات، على أن حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وفق القانون الدولي، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، هو السبيل لتحقيق السلام العادل والدائم، جرى خلال المحادثات بحث عدد من القضايا بين الأردن وإسرائيل.  

ويرى مؤسس ومدير مركز الدراسات الإسرائيلية فى عمان، أنه “من الصعوبة فصل السياسة الداخلية الإسرائيلية عن السياسة الخارجية لذا يجد الأردن نفسه مضطرًا للتعامل مع عدة رؤوس في الحكومة الإسرائيلية ذوي توجهات سياسية مختلفة وأحيانًا متناقضة”.  

ملف المياه والطاقة

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام،، أن وفدًا من وزارة الطاقة الإسرائيلية سيسافر إلى الأردن لاستكمال المحادثات حول مشروع المياه مقابل الكهرباء مع نظرائهم الأردنيين. 

وحث صوالحة، الحكومة الأردنية على تنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن حفاظًا على مستقبل الأردن ومصالحه الاستراتيجية، وقال “يجب ألا تخضع لتحريض مجموعة من المضللين والمُظَللين الذين ينشرون الوهم في الفضاء الأردني .. يجب ترسيخ مبدأ فصل الاقتصاد عن السياسة في ملف العلاقات الأردنية الإسرائيلية”. 

العلاقات الأردنية الإسرائيلية 

أظهر استطلاع للرأي، نُشرت نتائجه الأحد الماضي، أن نصف الأردنيين تقريبًا (44%) يدعمون حل الدولتين في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل على حدود 1967.  

وأشار الاستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجامعة الأردنية، إلى أن نصف الأردنيين تقريبًا (48%) يصفون العلاقات الأردنية – الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بالجيدة، وغالبية الأردنيين (53%) يعتقدون أن من مصلحة الأردن المحافظة على الحد الأدنى من العلاقة مع إسرائيل.  

وشهدت العلاقات بين عمّان وتل أبيب، توترًا كبيرًا، إبان ترؤس بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية ما بين عامي  2009 و2021، حتى إن الملك عبدالله الثاني وصف العلاقات بين الجانبين بأنها “في أسوأ حالاتها”. 

 

ربما يعجبك أيضا