لقاء بايدن وشي.. تفاصيل ما ناقشه الزعيمان وما أبرز التوقعات لنتائجه؟

أحمد ليثي

تأمل الصين أن تدير الولايات المتحدة الخلافات وديًّا، وتسعى إلى تجنب سوء الفهم وسوء التقدير، وأن تولي العلاقات الصينية الأمريكية اهتمامًا أكبر.


عقد الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والصيني شي جين بينج، اليوم الاثنين 14 نوفمبر 2022، لقاءً على هامش قمة مجموعة الـ20، التي تبدأ غدًا في بالي بإندونيسيا.

ونقلت وكالة أنباء “رويترز“، في تقرير عن اللقاء الذي وصف بالتاريخي، اليوم، إلى أن الرئيس الأمريكي أبلغ نظيره الصيني أنهما مسؤولان عن منع تحول المنافسة بين القوتين العظميين إلى صراع مفتوح.

خطوط اتصالات مفتوحة

وفقًا لتقرير آخر نشرته “سي إن إن” عن اللقاء، قال بايدن إنه ملتزم بالحفاظ على خطوط الاتصالات مفتوحة بينه وبين الرئيس الصيني، مشيرًا إلى أن ذلك يمكّن الحكومتان من إدارة خلافاتهما، والمشاركة في القضايا العالمية الملحة، التي تتطلب تعاونًا متبادلًا.

وأشار بايدن إلى أن العالم يتوقع أن تؤدي الحكومتان أدوارًا رئيسة في مواجهة التحديات العالمية، بدءًا من التغيرات المناخية، وانعدام الأمن الغذائي، منوهًا بأن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع الصين “إذا كان هذا ما تريده”.

رسم المسار

قال شي، في الاجتماع، إن قادة البلدين بحاجة إلى رسم المسار الصحيح، الذي يمكنهما من إقامة علاقات متوازنة والارتقاء بها، مشيرًا إلى أن رجال الدولة يجب أن يعرفوا كيفية التوافق مع البلدان الأخرى، والعالم الأوسع، وذلك وفقًا لما ورد في تقرير “سي إن إن”.

وذكر الرئيس الصيني أنهم يواجهون تحديات لم يسبق لها مثيل، منوهًا بأن العالم وصل إلى مفترق طرق، بسبب مشاكل الطاقة والمناخ والحرب الروسية الأوكرانية، لذا يتوقع المراقبون أن يعمل البلدان من أجل سيادة السلام العالمي، والدفع بمشاريع أكبر للتنمية المشتركة.

موقف متسق وواضح

وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، في تقرير “سي إن إن”، موقف الصين تجاه الولايات المتحدة بالمتسق والواضح، مشيرة إلى أن بلادها ملتزمة بتحقيق الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتعاون مع الولايات المتحدة، لكنها لن تتخلى عن الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها الحيوية.

وقالت المتحدثة إن الصين تأمل أن تتحرك الولايات المتحدة في الاتجاه نفسه، وتدير الخلافات وديًّا، وتعزز التعاون القائم على المنفعة المشتركة، وتسعى إلى تجنب سوء الفهم وسوء التقدير، وأن تولي العلاقات الصينية الأمريكية اهتمامًا أكبر.

الاجتماع بين شي وبايدن

إعادة بناء العلاقات

قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، لم تسمه “سي إن إن”، إن العلاقات بين البلدين تدهورت بسرعة وسط الخلافات الاقتصادية والعسكرية، ما أدى إلى تراجع التعاون في مجالات عدة، مثل التغيرات المناخية، واحتواء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وأشار المسؤول إلى أن كل المسائل المرتبطة بالاجتماع “نُظر فيها بعناية”، وبالرغم من غضب المسؤولين الصينيين من رحلة رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أغسطس الماضي، لكن المحادثات كانت تسير وفق أفضل التقاليد الدبلوماسية، بالرغم من الاختلافات والتحديات بين البلدين.

مسألة تايوان

وفقًأ لـ”سي إن إن”، قال مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية إن بايدن سيكون صريحًا في التعبير عن آرائه بشأن تايوان، عندما يلتقي الرئيس الصيني، وأنه سيعبر عن معارضته أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن في الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، في إشارة إلى أن المحادثات لن تكون سطحية ولن تتجاهل الخلافات العميقة بين البلدين.

ومن المتوقع أن يجدد شي موقف بلاده بشأن تايوان، محذرًا بايدن من دعمها باعتباره أحد الخطوط الحمراء بالنسبة للصين، مشيرًا إلى أن بلاده لن تدخر جهدًا في الدفاع عن أمنها القومي، التي تشكل تايوان جزءًا منه.

حقوق الإنسان

شدد شي على أن قضية تايوان تعتبر الأساس الراسخ للعلاقات الصينية الأمريكية، وأن أي شخص يسعى إلى فصل تايوان عن الصين ينتهك المصالح الأساسية لبلاده، قائلاً إنه لن يدع ذلك يحدث أبدًا، وفقًا لما نقلته “سي إن إن”.

ودافع شي في الاجتماع عن سجلات حقوق الإنسان في بلاده، مشيرًا إلى أن الصين لديها ديمقراطية على نمط خاص تناسب ظروفها، ونوه بأنه لا ينبغي أن تصبح هذه المسألة عقبة أمام العلاقات الامريكية الصينية المتنامية.

توقعات منخفضة

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمه “سي إن إن”، إن بايدن يريد استخدام المحادثات لبناء أرضية مشتركة لإدارة العلاقة مع الصين، بدلاً من الانزلاق إلى حرب مفتوحة، مشيرًا إلى أن هدف الاجتماع ليس التوصل إلى اتفاقيات أو نتائج.

وأشار إلى أن الزعيمان لن يصدرا أي بيان مشترك بعد الاجتماع، منوهًا بأنه سيركز على فهم أولويات كل بلد في علاقته مع الآخر، وإزالة سوء التفاهم بين البلدين، في حين أرسلت بكين إشارات مماثلة، معبرة عن أملها في أن تدير الإدارة الأمريكية الخلافات بتوازن.

اجتماع بلا نتائج

في حديثه لشبكة “سي إن إن”، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين في بكين، شي ينهونج: “سنكون مبالغين إذا توقعنا أن الاجتماع سيؤدي إلى تحسن دائم وكبير في العلاقات الثنائية، نظرًا لحالة التنافس بين البلدين.”

وأضاف: “لا توجد فرصة كبيرة لتوضيح القضايا الرئيسة، بل لا أعتقد أن الاجتماع سيتطرق إلى قضايا رئيسة، كالحرب الروسية الأوكرانية، والاستفزازات المستمرة لكوريا الشمالية، والتغير المناخي، خاصة أن الصين أشارت إلى أنها ليس لها يد في الحرب، وتوقفت عن التعامل مع نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.”

العلاقات مع روسيا

بحسب “سي إن إن”، من المرجح أن تتطرق المحادثات إلى علاقة الصين بروسيا، وتأمل الولايات المتحدة أن تستخدم الصين علاقتها بروسيا للضغط عليها من أجل تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، خصوصًا أن الصين عبرت منذ بداية الحرب عن أملها في التوصل إلى السلام في أوكرنيا.

من جهتهم، يتوقع خبراء لم تسمهم “سي إن إن”، أن الصين لن تستخدم نفوذها من أجل وقف الحرب في أوكرانيا، خاصة أنها استخدمت حق الفيتو في الأمم المتحدة مرارًا، من أجل عرقلة العقوبات التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي على روسيا.

ربما يعجبك أيضا