لقاء مفاجئ لوزير خارجية الصين والمبعوث الأمريكي.. ما مخرجاته؟

شروق صبري
الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني

الخطابات الأخيرة لبايدن تسعى لطمأنة الحلفاء بأنه يمكن احتواء الصراع الاقتصادي بين الصين وأمريكا، فهل سيتحقق ذلك؟


التقى وزير الخارجية الصيني الجديد تشين جانج، السفير الأمريكي ببلاده نيكولاس بيرنز، في بكين، أمس الاثنين 8 مايو 2023.

ووفقًا لبيان من الخارجية الصينية، قال تشين إن أولوية بلاده هي استقرار العلاقات الصينية الأمريكية، وتجنب التوترات ومنع التصعيد، وطلب من المبعوث الأمريكي أن يكون بمثابة “جسر” لإعادة المناقشات بين البلدين، بعد رفض طلبات من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

تراجع المباحثات

أشارت وكالة بلومبرج إلى تدهور المباحثات رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، بعد أن عبر منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة في فبراير 2023، ما تسبب في إلغاء زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكين لبكين.

ومنذ ذلك الحين، أعاقت بكين جهود واشنطن لاستئناف المحادثات عالية المستوى، ولا يزال البلدان على خلاف حول مجموعة من القضايا، أبرزها القيود التقنية، وأزمة تايوان، والعقوبات الغربية، والحرب الروسية الأوكرانية.

وألقى تشين باللوم على الولايات المتحدة في اندلاع التوترات الأخيرة، قائلاً إن “سلسلة من الأقوال والأفعال الخاطئة” قوضت الزخم الإيجابي الذي تحقق بعد اجتماع الزعيم الصيني شي جين بينج، والرئيس الأمريكي جو بايدن، في بالي في نوفمبر الماضي. مضيفًا: “ليس من الممكن الحديث عن الاتصالات من ناحية الصين، وواشنطن مستمرة في قمعها من ناحية أخرى”.

اجتماع دبلوماسي عادي

من ناحيته، قال بيرنز على موقع تويتر إنهما ناقشا التحديات في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، وضرورة استقرار العلاقات، وتوسيع الاتصالات رفيعة المستوى. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون، اللقاء بأنه “اجتماع دبلوماسي عادي” في مؤتمر صحفي في بكين اليوم الاثنين.

ووفق بلومبرج، كان هذا هو اللقاء الأول من نوعه بين تشين وبيرنز منذ أن أصبح المسؤول الصيني وزيرًا للخارجية في ديسمبر 2022. وجاء ذلك بعد أسبوعين من لقاء بيرنز والدبلوماسي الصيني ليو جيانتشاو، رئيس الدائرة الدولية للحزب الشيوعي، وهو أيضًا منصب وزاري.

وفي الأسبوع الماضي، قال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، إن بكين دعته إلى زيارة “قريبة” لإجراء محادثات بشأن تجنب أزمة تغير المناخ العالمية.

 

مخاوف الحلفاء

من ناحية أخرى،أشارت بلومبرج إلى أن واشنطن تعمل على مواجهة الحلفاء القلقين من عواقب عالم مجزأ، وأن إدارة بايدن تعمل جاهدة لتأكيد أنها لا تسعى لتمزق أو “فصل” اقتصادات الولايات المتحدة والصين على المدى الطويل. لذلك، ستنقل وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، هذه الرسالة إلى اجتماع وزراء مالية مجموعة الـ7 في اليابان هذا الأسبوع.

وحسب بلومبرج، لا يضع قادة الصين الكثير من الأهمية لهذه التأكيدات، ويتشكك العديد من حلفاء الولايات المتحدة والشركات أيضًا في نوايا واشنطن، ويخشون أن ينتهي بهم الأمر بالدخول في الصراع المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم.

عالم أكثر خطورة

في تغريدة بتاريخ 2 مايو الجاري، قالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية، المملوكة للدولة، إن الولايات المتحدة “تتحدث بلطف مثل العسل، وتطعن الصين في ظهرها”. وقبل يوم واحد فقط، حذر وزيرة الخارجية السنغافوري، فيفيان بالاكريشنان، في خطاب ألقاه من كييف من أن “التنافس بين القوى العظمى” يمكن أن يؤدي إلى “عالم أكثر خطورة”.

ووفق بلومبرج، عمل البيت الأبيض على الحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات، وأدرج العديد من الشركات الصينية في القائمة السوداء، فضلًا عن العديد من القضايا الأخرى التي من المقرر أن يناقشها كل من بايدن ويلين، في رحلتهما إلى اليابان من أجل قمة مجموعة الـ7.

اقرأ أيضًا| هل تندلع الحرب بين أمريكا والصين؟ كاتب بريطاني يجيب

اقرأ أيضًا| سوليفان: تكثيف الاتصالات بين أمريكا والصين لتفادي الصراع

ربما يعجبك أيضا