البيت الأبيض يشكل فريقًا من الخبراء للتعامل مع الأجسام المجهولة

آية سيد
للتعامل مع الأجسام المجهولة.. البيت الأبيض يشكل فريقًا من الخبراء

أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، تشكيل فريق من الخبراء لمحاولة فهم الأجسام المجهولة التي رُصدت في سماء أمريكا الشمالية.


أعلن البيت الأبيض تشكيل فريق من الخبراء لدراسة خيارات التعامل مع الأجسام الطائرة المجهولة، التي جرى إسقاطها على مدار الأسبوع الماضي.

وفي مؤتمر صحفي، يوم الاثنين الماضي 13 فبراير 2023، صرّح منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، بأن مهمة فريق الخبراء هي محاولة فهم الأجسام المجهولة، التي رُصدت فوق أمريكا الشمالية.

تشكيل الفريق

في بداية المؤتمر الصحفي، أعلن جون كيربي أن الرئيس جو بايدن وجّه مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، بتشكيل فريق مشترك لـ”دراسة التداعيات السياسية الأوسع لرصد الأجسام الطائرة المجهولة، التي تشكل مخاطر على السلامة أو الأمن، وتحليلها، والتخلص منها”.

وأوضح كيربي أن هذه “عملية مشتركة بين الوكالات” لمعرفة الحاجة إلى أي تغييرات في السياسة مستقبلًا، مضيفًا أن كل عنصر في الحكومة “سيضاعف جهوده لفهم هذه الأحداث، والحدّ من عواقبها”.

حوادث متكررة

تأتي هذه التطورات الأخيرة، بعد إسقاط الجيش الأمريكي 3 أجسام مجهولة فوق المجالين الجويين الأمريكي والكندي، على مدار الأسبوع الماضي، وبعد أسبوع من إسقاط منطاد التجسس الصيني، قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية.

وفي حين أن الحوادث الـ3 متشابهة، رأى تقرير بمجلة ديفينس وان الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن وزارة الدفاع (البنتاجون) والبيت الأبيض تعاملوا مع كل حادثة على حدة.

للتعامل مع الأجسام المجهولة.. البيت الأبيض يشكل فريقًا من الخبراء

لحظة استهداف المنطاد الصيني

آلية التعامل مع الحوادث

ضرب التقرير، الذي أعدّه محرر العلوم والتكنولوجيا بالمجلة، باتريك تاكر، مثالًا بطريقة تعامل البنتاجون مع المنطاد الصيني، الذي سارع بتصنيفه علنًا، حسب بلد المنشأ والاستخدام المقصود، وهو مراقبة المواقع العسكرية الأمريكية الحساسة.

لكن الحكومة لم تفسر، حتى الآن، ظهور 3 أجسام أصغر، ناهيك عن تقديم نظرية عامة عن مصدرها، أو ماذا كانت تفعل فوق الولايات المتحدة وكندا، وفق التقرير. وكل ما قاله كيربي، يوم الاثنين، إن هذه الأجسام المجهولة لم تمتلك “قوة دفع ذاتي”، وبدا أن الرياح تحركها.

لفت الانتباه

لفت رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال سي كيو براون، إلى أن الجيش الأمريكي “لا يفهم ما نراه بالضبط”، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من السبب في أن المسؤولين يرون هذه الأجسام المجهولة هو “قرار البحث عنها”، خاصةً بعد حادثة المنطاد الأولى.

وأضاف أن المنطاد كان “شيئًا جذب انتباهنا بالكامل”، ما حث الجيش على التدقيق من كثب في المجال الجوي الأمريكي، وتعديل منظومات الرادار، “ما يعني أننا نرى أشياء أكثر مما نراه في الطبيعي”، وفق ما نقلت ديفينس وان عن الجنرال الأمريكي.

للتعامل مع الأجسام المجهولة.. البيت الأبيض يشكل فريقًا من الخبراء

انتشال حطام المنطاد الصيني

رصد الأجسام المجهولة

في ما يتعلق برصد الأجسام المجهولة، قال قائد القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد)، الجنرال جلين فانهيرك: “ما نراه هي أجسام متناهية الصغر تنتج بصمة رادارية منخفضة بشدة”.

وشرح فانهيرك، في إحاطة للصحفيين يوم الأحد الماضي، أن الأجسام “تسير بسرعة الرياح”، ما يزيد من صعوبة تحديدها، مضيفًا أن الطيارين يحلقون بسرعة 160 كيلومتر في الساعة، و”يحاولون تقديم ما قال إنه وصف واقعي وعلمي لما يرونه”.

وأوضح أن أجهزة الرادار تصفّي المعلومات بناءً على السرعة والارتفاع. ومؤخرًا، عدلت القيادة الشمالية الأمريكية أجهزة الرادار لـ”منح دقة أفضل في رؤية الأجسام الأبطأ”. إلا أنه لم يوضح متى اتُخذ هذا القرار، وفق ديفينس وان.

تصنيف الأجسام المجهولة

يتردد البنتاجون في تصنيف الأجسام المجهولة، دون توافر المزيد من المعلومات، لأن “مجموعة من الكيانات، مثل الدول والشركات والمؤسسات البحثية، يشغلون هذه الأجسام على هذه الارتفاعات لأغراض غير خطيرة، مثل الأبحاث المشروعة”، حسب ما أفادت مساعدة وزير الدفاع لشؤون الدفاع الداخلي، ميليسا دالتون، في إحاطة صحفية يوم الأحد.

وأشارت مجلة ديفينس وان إلى أن أحد الأهداف الرئيسة للفريق، الذي يقوده مجلس الأمن القومي، هو التواصل مع تلك الكيانات وحكومات الحلفاء، لجمع المعلومات عن الأنواع الجديدة من الطائرات غير المأهولة، ما قد يقدم تفسيرًا لهذه الظواهر.

فشل استخباراتي

أعرب عدد من أعضاء الكونجرس عن عدم رضاهم عن هذه الإجراءات. وفق ديفينس وان، قال النائب الجمهوري، مايك جالاجير، في بيان: “جرى تحديد هذه الأجسام، بعد تعديل أجهزة الرادار وبيانات أجهزة الاستشعار. وإذا كان هذا صحيحًا، فمن المحتمل أننا ننظر إلى أحد أكبر الإخفاقات الاستخباراتية، منذ هجمات 11 سبتمبر”.

وتساءل البرلماني الأمريكي: “منذ متى كانت هذه الأجسام تعمل في مجالنا الجوي دون عقاب؟ ومتى أدرك البنتاجون وجودها؟” ونوّه جالاجير بأن الكونجرس لديه اهتمامات رقابية مُلحة وضرورية بهذه التساؤلات، وأن الشعب الأمريكي يستحق معرفة ما يحدث فوق منازلهم، مشددًا على أن “الوقت حان للحصول على إجابات”.

ربما يعجبك أيضا