للمرة الأولى.. «تعويض الخسائر والأضرار» على جدول أعمال cop27

آية سيد
تعويض الخسائر والأضرار على جدول أعمال كوب 27

شهد اليوم الأول لمؤتمر قمة المناخ cop27 اتفاق الأطراف المشاركة على مناقشة تعويض الدول الفقيرة عن الخسائر والأضرار المرتبطة بالاحتباس الحراري.


انطلقت فعاليات الدورة 27 لمؤتمر قمة المناخ cop27، أمس الأحد 6 نوفمبر 2022، بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة دولية واسعة.

واتفقت الأطراف المشاركة على مناقشة تعويض الدول الفقيرة عن الخسائر، والأضرار المرتبطة بالاحتباس الحراري، وهي المرة الأولى التي يوضع فيها هذا البند على جدول أعمال قمة المناخ، منذ بدء محادثاته، وفق ما أوردت وكالة أنباء “رويترز“.

بداية مبشرة

يتبنى هذا الاتفاق لهجة بناءة لقمة cop27، وتأمل الحكومات الإبقاء على الهدف الرامي إلى تجنب الآثار الأسوأ للاحتباس الحراري، في الوقت الذي تتسبب فيه مجموعة من الأزمات في تشتيت الانتباه الدولي، حسب “رويترز”.

وفي الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة المناخ، قال وزير الخارجية المصري، ورئيس المؤتمر، سامح شكري، إن إدراج التعويضات على جدول الأعمال “يعكس الإحساس بالتضامن مع ضحايا الكوارث المناخية” مضيفًا أن القرار خلق “مساحة مستقرة مؤسسيًّا” لمناقشة تمويل الخسائر والأضرار، وأن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى قرار حاسم قبل 2024.

رفض مناقشة الخسائر والأضرار

المقصود بمصطلح الخسائر والأضرار، وفق “رويترز”، أن تدفع الدول الثرية أموالًا، لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع عواقب الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وأفادت شبكة “بلومبرج” الأمريكية أن الدول النامية كانت تطالب بمناقشة التعويضات المناخية، منذ أن بدأت اجتماعات مؤتمر الأطراف في بداية التسعينات.

ولكن الدول الصناعية كانت تعرقل هذا باستمرار، خشية أن يفتح الباب أمام الدول الفقيرة للمطالبة بتعويضات بمليارات الدولارات، إلا أن الكوارث المناخية الأخيرة، مثل فيضانات باكستان التي تسببت في خسائر اقتصادية تساوي أكثر من 30 مليار دولار وتشريد مئات الآلاف، أعادت المسألة إلى دائرة التركيز.

زيادة الضغط

في قمة cop26، العام الماضي، في جلاسكو، منعت الدول الثرية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مقترحًا لإنشاء هيئة تمويل للخسائر والأضرار، ودعمت بدلًا من ذلك حوارًا مدته 3 سنوات لمباحثات التمويل، ولكن الضغط لمعالجة القضية كان يتزايد في ظل تصاعد الكوارث المناخية، التي تسببت في خسارة المليارات وتشريد الآلاف.

ووفق “رويترز”، قد تضاعف هذه القضية التوترات الدبلوماسية المرتفعة بالفعل، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة، ومخاطر الركود الاقتصادي الناجم عن التضخم.

صعوبة المفاوضات

وصف رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية بشبكة العمل المناخي الدولية غير الربحية، هارجيت سينج، المفاوضات التي جرت ليلة أمس الأول السبت، قبل تبني جدول الأعمال بأنها كانت “صعبة للغاية”، حسب ما نقلت “رويترز”.

وفي هذا الشأن، أورد تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية أن المباحثات بدأت عصر السبت، واستمرت حتى بعد منتصف الليل دون التوصل إلى قرار، ثم انتهت صباح أمس الأحد، ما تسبب في تأجيل انطلاق المؤتمر لمدة ساعة. وكانت مسألة تعويض الخسائر والأضرار في قلب الخلاف، لكن في النهاية اتفق الأطراف على مناقشتها.

ترحيب وإشادة

رحبت الجمعيات غير الحكومية بقرار إدراج التعويضات على جدول أعمال القمة، حسب ما أوردت “الجارديان”. وفي هذا السياق، قال رئيس معهد الموارد العالمية، آني داسجوبتا: “اليوم، أزالت الدول عقبة تاريخية أولى أمام الاعتراف والاستجابة للمطالبة بالتمويل لمعالجة الخسائر والأضرار الجسيمة المتزايدة”.

وفي تصريحات إلى “رويترز”، قال المركز الدولي لتغير المناخ والتنمية، وهو هيئة بحثية بيئية، يقع مقرها في بنجلاديش، إن إدراج تعويض الخسائر والأضرار رسميًّا على جدول الأعمال “خبر سار”. وقال مدير المركز، سليم الحق: “الآن يبدأ العمل الحقيقي لجعل التمويل واقعًا”.

رياح معاكسة

رغم الزخم المتزايد لمعالجة الخسائر والأضرار، بسبب زيادة الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، أشارت “رويترز” إلى أن cop27 يواجه رياحًا معاكسة في جمع الأموال، لأن ميزانيات الحكومات الغربية استنزفها الإنفاق الضخم على تحصين المواطنين من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية.

وحتى الآن، عرضت دولتان صغيرتان فقط تمويل الخسائر والأضرار، هما الدنمارك التي خصصت 100 مليون كرونة دنماركية، أي 13.35 مليون دولار، وأسكتلندا التي تعهدت بتقديم مليوني جنيه إسترليني، أي 2.28 مليون دولار. وعلى سبيل المقارنة، تشير أبحاث إلى أن الخسائر المرتبطة بالمناخ قد تصل إلى 580 مليار دولار بحلول 2030.

ربما يعجبك أيضا