لماذا أشار المتظاهرون في إيران إلى السياسة الخارجية رغم أن الأزمة داخلية؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

على مدار أيام، يردد المتظاهرون في أسواق وميادين المدن الإيرانية الكبرى شعارات مرتبطة بالسياسة الخارجية للنظام الحاكم في إيران، الذي يحكم تحت مبدأ “ولاية الفقيه”، وهو المبدأ الذي يحصر كافة السلطات والصلاحيات وإدارة التفكير في شخص المرشد الأعلى.

رفع المتظاهرون شعارات من قبيل “لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران”!، “الموت لسوريا”!، “اتركوا سوريا واهتموا بشأننا”!، “الموت للديكتاتور خامنئي”.

تكشف هذه الشعارات، أن المواطن الإيراني، وبرغم أن أزمته إقتصادية، لكنه بات على وعي بأن الحل يبدأ من الجانب السياسي، وأن إيران تحتاج إلى التغيير. وأن الهيكل السياسي في إيران يحتاج إلى تغيير فمنصب حكم المرشد الذي يتحكم في صلاحيات كل شئ ويرسخ للفساد لابد من تغييره.

لقد أصاب ارتفاع مستوى الغلاء الناس في إيران باليأس والتفكير في الفرار من إيران، فلا يمكن الادخار ولا يمكن تحقيق مطالب كبيرة مثل الزواج أو شراء منزل أو سيارة.

بات هناك شعور عام بأن الرئيس المعتدل، حسن روحاني، هو ضحية لسياسة النظام، وأنه لا يملك الكثير لتقديمه تحت سلطة صلاحياة مقيدة بالمرشد الأعلى والنظام الحاكم. وأن الحرس يريد التخلص منه، لإحلال مقرب من مصالحه، بعدما ناكف روحاني مصالحهم.

بات المواطن الإيراني يدرك أن بلده تحتاج إلى التغيير الكبير، حيث مزيد من الليبرالية، وضرورة طرح نظام بديل لنظام المرشد وولاية الفقيه الذي يدار بشكل هندسي داخل حلقة مغلقة ومخادع باسم الديموقراطية، مع ضرورةمنح صلاحيات أوسع للرئيس.

هذا التغيير في النظام سيضمن أن يتركز الاهتمام على الداخل أكثر، فالتظاهرات كشفت أن المواطن الإيراني بات يدرك أن طبيعة النظام الموجود تركز على التمدد في الخارج، في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين وأفريقيا وأسيا الوسطى أكثر من الاهتمام بمشاكل إيران في الداخل، والتعامل مع المسائل الخارجية بما يكون في صالح الداخل أولا قبل أن يكون في صالح النظام.

إن إشارة المتظاهرين للسياسة الخارجية ضمن شعاراتهم، لم يكونوا يقصدون بها سياسة وزير خارجية روحاني، جواد ظريف، إنما سياسة نظام ولاية الفقيه الذي يعمل على تصدير الثورة ومفاهيمها المذهبية والحزبية قسرًا على العالم المحيط به. وهذا يكشف حقيقة مهمة أن النظام الإيراني إن لم يقم بالتغيير والإستجابة لأصوات الشارع الإيراني الذي لم يعد يؤازر النظام في تحمل المصاعب والعقوبات؛ سيضطر هذا الشعب لاستخدام القوة لتغيير النظام كما حدث في ثورة 1979م.

هدوء نسبي وتقاذف للأزمة

عاد الهدوء بشكل نسبي للأسواق والشوارع في مدن إيران، مع إنتشار أمني مكثف وانخفاض مستوى التظاهرات مع استمرار إغلاق معظم المحلات واعتصام التجار.

وقد حاول المحافظون توجيه الاتهامات صوب حكومة روحاني، ورددت وسائل الإعلام التابعة لهم أن هذه التظاهرات غير مناوئة للثورة؛ لأنها تطالب بإصلاح الوضع الاقتصادي الذي عجزت الحكومة عن حله.

وشن المحافظون -في البرلمان وفي صحفهم- هجوما حادا على حكومة روحاني، وطالبوا بتغيير الفريق الاقتصادي، واستجواب روحاني أمام البرلمان.

هناك قلق في الشارع الإيراني من استمرار حالة الغلاء، التي من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى عزل روحاني وإشغال البلاد بإنتخابات مبكرة، مثلما حدث من قبل مع الرئيس “حسن بني صدر” الذي رفض استمرار الحرب مع العراق.

ومع استمرار المعارك السياسية في ظل الأزمة الاقتصادية، خرجت تصريحات من المستشار العسكري للمرشد الأعلى، رحيم صفوي، الذي اتهم حكومة روحاني بأنها عديمة الفائدة، ثم لطف من كلامه اليوم وطالب الشعب بمساندة الحكومة.

مثل هذه التصريحات، تحيي ما تردد من قبل، بأن الحرس الثوري يسعى للخلاص من روحاني، في سبيل وصول شخصية ذات خلفية عسكرية للسلطة في إيران؛ إلا أنه من التجارب الانتخابية السابقة، فالشعب لن يقبل بشخصية عسكرية تحكمه، وإلا لكان قد قَبِلَ من قَبْلُ بشخص “قاليباف” الذي نجح في منصب محافظ العاصمة، ولم ينجح في سباق الرئاسة بسبب خلفيته العسكرية.

من تظاهرات اليوم الأربعاء:-

استمرار التظاهرات في سوق مدينة شيراز.

الموت لخامنئي ومبدأ ولاية الفقيه!

ما زال الجو الأمني يسيطر على ميادين إيران.

استمرار إغلاق المحلات في أسواق أصفهان.

https://www.facebook.com/IranWithoutSensor/videos/191811364867679/



ربما يعجبك أيضا