لماذا تخاف أمريكا من التنصت الصيني على إسرائيل؟

أحمد ليثي

صرح الشاباك يوم أمس إلى أن العبوة المشبوهة الموجودة في كوب حراري أهدته الصين لوزير إسرائيلي لم تكن مثبتة لللتنصت بعد الفحص الروتيني للكؤوس التي أُرسلت كهدية


اشتبه جهاز الأمن الإسرائيلي العام، الشاباك، في أن أكوابا حرارية أرسلتها السفارة الصينية إلى عدد من الوزراء، بمناسبة عيد الفصح العبري، تحمل أجهزة مراقبة.

وفق تقرير جريدة هآرتس الإسرائيلية، أثارت الهدية شكوك حراس أمن المكتب، عندما أطلق جهاز الإنذار في أثناء الفحص الأمني، وبعد فحص الكؤوس، تحولت الهدية إلى الشاباك للاشتباه في احتوائها على جهاز مراقبة. وذلك حتى يتسنى للجهاز التأكد من فحصها والحكم عليها جيدًا.

كيف تعامل “الشاباك” مع القضية؟

قال جوناثان ليز في تقريره، إن الشاباك، صرح يوم أمس، بأن العبوة المشبوهة الموجودة في كوب حراري، أهدته الصين إلى وزير إسرائيلي لم تكن مثبتة لللتنصت بعد الفحص الروتيني للكؤوس التي أُرسلت كهدية، ووجد الخبراء أن الجزء الذي اشتبه في أنه يحمل جهاز تنصت في الكأس، يستخدم لإغلاق الكوب والحفاظ على درجة الحرارة فقط.

وفي أعقاب الحادث، اتصل الشاباك بمكاتب حكومية إضافية لتحديد مكان المزيد من هذه الأكواب، ومن الواضح أنه جرى إرسال هدية أخرى إلى مكتب وزير الصحة، نيتسان هورويتز، وطرد ثالث إلى مكتب وزير الثقافة والرياضة، تشيلي تروبر، في حين أن خبيرًا إسرائيليًّا في التجسس، صرح بأن الصين تستخدم هذه الأدوات في التجسس، لأنها تريد معلومات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية بوجه عام.

كيف ردت الصين؟

نوه التقرير بأن السفارة الصينية في إسرائيل، ردت بدحض الشائعات التي لا أساس لها، ووصفت الهدايا بأنها ممارسة معتادة وتعبر عن الصداقة، بمناسبة عيد الفصح، ووصفوا الجهاز المشبوه بأنه جزء من الكأس، يستخدم للحفاظ على درجة الحرارة في الكوب، ليس إلا.

وصرحت السفارة الصينية في إسرائيل: “نطالب وسائل الإعلام ذات الصلة، بسحب التقارير الكاذبة على الفور، والتوقف عن المساعدة في نشر الشائعات، واتخاذ إجراءات حقيقية لإزالة الآثار السلبية التي حدثت بالفعل، وإذا أصرت وسائل الإعلام على نشر مثل هذه الشائعات، فسوف نحتفظ بحقنا في الرد”.

لماذا باتت العلاقات الصينية الإسرائيلية أكثر دفئًا؟

بحسب تقرير توي ستاف، في جريدة ذا تايمز أوف إسرائيل، شهدت إسرائيل والصين دفئًا في العلاقات، وسط الحرب التجارية بين أمريكا والصين التي جعلت علاقاتهما تنحسر في ظل كل من إدارتي الرئيس السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن. ولكن العلاقات الصينية الإسرائيلية نمت، خاصة مع اهتمام الصين بالتكنولوجيا الطبية والروبوتات وتكنولوجيا الغذاء والذكاء الاصطناعي.

في هذا السياق، يجبر اقتصاد الصين المتنامي إسرائيل على إعادة تموضع نفسها سياسيًّا واقتصاديًّا مع القوة العظمى الصاعدة، في حين أن البيانات التي نشرها المكتب الوطني الإسرائيلي للإحصاء في يناير الماضي، أشارت إلى أن الصين أصبحت أكبر مصدر لواردات إسرائيل في عام 2021، متجاوزة حتى الولايات المتحدة الأمريكية.

254231 cup

ما موقف الولايات المتحدة من تعاون البلدين؟

أوضح ستاف أن الحكومة الإسرائيلية أخطرت إدارة بايدن، بأنها ستبقي البيت الأبيض على اطلاع بشأن الصفقات المهمة التي يبرمها مع الصين في أثناء تعزيز العلاقات مع بكين تدريجيًّا، وهي مستعدة لإعادة النظر في مثل هذه الاتفاقات، إذا أثارت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها.

وبينما إدارة بايدن لم تطالب إسرائيل، فيما يتعلق بعلاقاتها مع الصين، بمطالب محددة، فقد أثارت أمريكا علنًا العلاقة الإسرائيلية مع الصين عدة مرات مؤخرًا، لكن في شهر مارس الماضي، عقدت إسرائيل والصين لجنة مشتركة حول التعاون الابتكاري، بقيادة وزير الخارجية، يائير لابيد، ونائب الرئيس الصيني، وانغ كيشان، ووافقت اللجنة على خطة مدتها ثلاث سنوات، لتنظيم التعاون والحوار بين البلدين حتى عام 2024.

هل أثارت إسرائيل غضب الولايات المتحدة؟

قال رمزي بارود، في تقريره المنشور 6 إبريل الحالي، بموقع باليستاين كرونيكول، إن واشنطن غضبت لعلمها ببيع إسرائيل تكنولوجيا أمريكية إلى الصين، لكن تل أبيب تراجعت سريعًا، وانحسر الجدل بعد إقالة رئيس خبراء الدفاع في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وبعد ثماني سنوات من اعتراض أمريكا على تشغيل الصين ميناء حيفا الإسرائيلي، بسبب المخاوف الأمنية، ثم إطلاق الميناء رسميًّا في سبتمبر 2021.

وأوضح رمزي أن استراتيجية إسرائيل الإقليمية والدولية، تتقدم في اتجاهات متعددة، بعضها يعارض مباشرة اتجاهات واشنطن، لكن بفضل النفوذ الإسرائيلي المستمر في الكونجرس الأمريكي، لا تفعل واشنطن الكثير لمحاسبة إسرائيل، خاصة بعد أن أدركت إسرائيل أن واشنطن غيَّرت موقفها السياسي في الشرق الأوسط، للتحرك في اتجاه منطقة المحيط الهادئ وأوروبا الشرقية.

ربما يعجبك أيضا