لماذا سجلت الأسواق الناشئة أسوأ أداء نصفي في 24 عامًا؟

ولاء عدلان
بورصة البرازيل

مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة تراجع خلال النصف الأول من 2022 بنحو 17.5%، مسجلا أطول موجة خسائر منذ 2008.


سجلت أسهم الأسواق الناشئة خلال النصف الأول من 2022، أسوأ أداء لها منذ 24 عامًا، بضغط من تراجع شهية المخاطرة بين المستثمرين وتصاعد مخاطر التضخم والركود الاقتصادي عالميًا.

وتشير التوقعات إلى أن النصف الأول لن يكون نهاية الأوقات الصعبة في الأسواق الناشئة، مع استمرار دورة التشديد النقدي التي أطلقها البنك المركزي الأمريكي في مارس الماضي، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد مخاوض تباطؤ الاقتصاد العالمي.

موجة خسائر بالأسواق الناشئة

الأسواق الناشئة سجلت خلال تلك الفترة أسوأ أداء نصفي لها منذ 1998، مع هبوط مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة الذي يمثل 24 دولة بنحو 17.5%، مسجلًا أطول موجة خسائر منذ 2008، وتراجعت الأسهم الصينية التي تشكل 30% من وزن المؤشر خلال النصف الأول 12%، بضغط من إعادة فرض قيود الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا، وحاليًا يتحرك المؤشر بالقرب من أدنى مستوياته منذ مارس 2020، وفق “رويترز”.

ووفق بيانات معهد التمويل الدولي، واصلت التدفقات الأجنبية الخارجة من الأسواق الناشئة نموها خلال يونيو الماضي للشهر الرابع على التوالي، وبلغت في يونيو وحده 4 مليارات دولار، وسط توقعات بأن تتقلص 42٪ على أساس سنوي إلى أقل من تريليون دولار خلال مجمل العام 2022، وتخارجت صناديق الاستثمار من نحو 40 مليار دولار من سندات الأسواق الناشئة منذ بداية 2022 وفق تقديرات “إي بي أف آر” الأمريكية.

70f5268ad1b16347d3dc0f7919d91501

مؤشر MSCI للأسواق الناشئة يسجل أطول سلسلة خسائر منذ 2008

أسباب تراجع الأسواق الناشئة

قال رئيس أبحاث الأسواق الناشئة في “جي بي مورجان”، لويس أوغانيس، لـ”رويترز”: إذا كنت مستثمرًا عالميًا سيكون صعبًا أن تختار الاستثمار في أصول الأسواق الناشئة حاليًا وسط ارتفاع سقف المخاطر، مع استمرار دورة التشديد النقدي سواء من قبل المركزي الأمريكي أو البنوك المركزية الكبرى وحتى بعض بنوك الاقتصادات الناشئة، فمثلًا رفعت البرازيل سعر الفائدة خلال الفترة من مارس 2021 إلى يونيو من 2٪ إلى 13.25٪.

ويعد ارتفاع الفائدة تهديدًا لمعدلات الاستثمار والنمو الاقتصادي والسيولة التي يمكن ضخها في الأصول مرتفعة المخاطر بما فيها الأسهم، يضاف إلى ذلك مخاطر ارتفاع التضخم عالميا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتفاقم أزمة سلاسل التوريد العالمية مع عودة الصين إلى مربع إغلاقات كورونا، وزيادة توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وانزلاق الاقتصاد الأمريكي نحو الركود، وفق “فايننشال تايمز”.

الأسواق الناشئة ليست وحدها

سجلت مؤشرات الأسهم العالمية خلال النصف الأول من 2022 تراجعات حادة، فانخفض مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق العالمية بنحو 27% وتراجع مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة 24٪، وهبط “إس آند بي 500″ الأمريكي بـ20.6% مسجلًا أسوأ أداء نصفي منذ العام 1970، وفق “زيرو هييدج”.

وترى شركة “كروسبوردر كابيتال” التي تتخذ من لندن مقرًا لها، أن تسريع وتيرة التشديد النقدي في أمريكا من شأنه أن يسحب المزيد من السيولة من أسواق الأسهم، ويجعلها على موعد مع مزيد من الألم وسط توقعات بانخراط البنوك العالمية الكبرى فيما يشبه “تسونامي لرفع الفائدة” سيغرق أسواق الأصول حول العالم، وستكون الأسواق الناشئة الضعيفة الأكثر تضررًا، وفق “فايننشال تايمز”.1003x 1hyhy

توقعات قاتمة

توقع كبير محللي الأسهم في بنك “يوليوس باير” ليوناردو بيلاندين في تصريح لـ”بلومبرج” استمرار الضغوط على أسهم الأسواق الناشئة خلال النصف الثاني من 2022، فيما توقع “جي بي مورجان” في مذكرة حديثة أن يتمكن مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة من عكس اتجاهه الهابط في النصف الثاني ليحقق ارتفاعا بنحو 20%.

واعتبر رئيس اقتصاديات الأسواق الناشئة في “بنك أوف أمريكا” ديفيد هونر، في تصريح لـ”فايننشال تايمز”، أن آفاق أصول الأسواق الناشئة تزداد سوءًا في ظل تسريع وتيرة رفع الفائدة الأمريكية، ونصح رئيس أبحاث الأسواق في “إنترأكتيف إنفستور” البريطانية، ديميتري ليبسكي، مستثمري الأسواق الناشئة بتنويع محافظهم وبانتقاء الأسهم التي تتداول حاليًا عند مستويات منخفضة تاريخيًا، وتشكل فرصًا للاستثمار قصير وطويل الأمد.

ربما يعجبك أيضا