لماذا فشلت جهود الغرب لمقاضاة روسيا في إسقاط الطائرة الماليزية MH17؟

شروق صبري

تكشف وسائل إعلام غربية عن دور روسي في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 فوق شرق أوكرانيا عام 2014.. لماذا أغلقت القضية؟


ظهرت أدلة جديدة بشأن ضلوع روسيا في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17، فوق شرق أوكرانيا عام 2014.

ومع ذلك، قال أعضاء فريق التحقيق الدولي إنهم لا يملكون أدلة كافية لمقاضاة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أو أي مشتبه بهم آخرين. وتوقفت التحقيقات، التي دامت نحو 8 سنوات ونصف السنة، كاشفة عن ما توصلت إليه من نتائج.

أدلة قوية ضد روسيا

كشف تقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية، أمس الأربعاء 8 فبراير 2023، عن أن نتائج التحقيقات في هولندا، في الحادث الذي أودى بحياة 298 شخصًا، كانوا على متن طائرة متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، توصلت إلى أن الصاروخ بوك أرض-جو فجر الطائرة الماليزية MH17، وجاء من قاعدة عسكرية روسية.

وحسب ما أوردته المجلة الأمريكية، أنهى ممثلو الادعاء في هولندا التحقيقات، بعدما اتضح لهم أن الرئيس الروسي زود الانفصاليين الأوكرانيين بأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات ونظام صواريخ بوك، الذي أسقط الطائرة MH17 في 17 يوليو 2014.

ap23039343489564 custom 724cc79028a6aa9cec23085e0aa13167756cafa7 s800 c85كيف أسقطت موسكو الطائرة؟

الدليل الأكبر على ضلوع موسكو فى إسقاط الطائرة الماليزية، أنها كانت تسيطر عام 2014 على جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة انفصالية شرق أوكرانيا، انطلق منها الصاروخ، وتحديدًا من اللواء 53 المضاد للطائرات، وهو وحدة تابعة للجيش الروسي في مدينة كورسك.

وأشارت “تايم” إلى أن هذه التحقيقات جاءت بعد 3 أشهر من إدانة محكمة هولندية لروسيين ومتمرد أوكراني، لدورهم في إسقاط طائرة بوينج 777 وقتل جميع ركابها، وبرأت المحكمة روسيًّا، ولم يظهر أي من المشتبه بهم في المحاكمة، ولم يتضح ما إذا كان الـ3 الذين أدانوا بارتكاب جرائم قتل متعددة، سيقضون عقوباتهم.

أصابع الاتهام لا تشير إلى بوتين

على نقيض المجلة الأمريكية، ترى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه لا يوجد ما يشير إلى أن بوتين أمر بإسقاط الطائرة، لكن جاءت استنتاجات فريق التحقيق المشترك، المكون من محققين من 5 دول، في أعقاب حكم محكمة هولندية صدر، في نوفمبر 2022، قضى بإدانة روسيين وأوكراني بارتكاب جريمة قتل غيابي.

وحسب ما أوردته “بي بي سي”، كشفت محادثات هاتفية مسجلة لمسؤولين روس عن أن قرار تقديم الدعم العسكري بيد بوتين، وتشير المعلومات إلى أن طلب الانفصاليين تلقاه الرئيس وقبله، لكن من غير المعروف ما إذا كان الطلب “يذكر صراحة” النظام المستخدم لإسقاط MH17 أم لا.

غعما

الأدلة ليست حاسمة

قالت المدعية العامة الهولندية، ديجنا فان بويتزيلر، إن “التحقيق انتهى عندما بدأ الفريق في وضع الأدلة، التي اكتشفها بعد تحقيق طويل الأمد، ومع ذلك، فإن الأدلة ليست حاسمة لتؤدي إلى محاكمات جديدة، علاوة على أن الرئيس يتمتع بالحصانة في منصبه كرئيس للدولة”، حسب ما نقلته “بي بي سي”.

وتشير “تايم” إلى أن فريق التحقيق يتكون من خبراء من الدول الأكثر تضررًا من الواقعة، وهي هولندا وأستراليا وماليزيا وبلجيكا وأوكرانيا، وأجروا التحقيق مع طاقم نظام صاروخ بوك الروسي، الذي أسقط الطائرة، وأولئك الذين أمروا بنشر المنظومة في أوكرانيا. ورغم هذه الأدلة وتعدد المحققين فإن روسيا دائمًا ما تنفي تورطها في الواقعة.

مقاضاة روسيا أمام المحكمة الأوروبية

اتهمت وزارة الخارجية الروسية المحكمة الهولندية، في نوفمبر 2022، بالخضوع لضغوط سياسيين ومدعين عامين ووسائل إعلام هولندية، ووصفت الأحكام، التي صدرت، بأنها “فاضحة”. وحسب موقع NPR الأمريكي، دفعت تصرفات روسيا العدوانية الحكومتان الهولندية والأوكرانية لمقاضاتها أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، فضلًا عن المحاكمة الجنائية، التي عقدت في هولندا.

وتسعى هولندا بكل قوتها لكشف الحقائق، فكان بين 298 راكبًا وطاقمًا على متن الطائرة، 196 شخصًا من هولندا وحدها، في حين جاء العديد من الركاب الآخرين من ماليزيا وأستراليا والمملكة المتحدة وبلجيكا ودول أخرى.

ربما يعجبك أيضا