لماذا فشلت كل الخيارات الأمريكية لوقف الحرب في غزة؟

8 عوامل وراء فشل الخيارات الأمريكية لإنهاء حرب غزة

شروق صبري
أثار حرب غزة على الولايات المتحدة و إسرائيل

تمثل خطة بايدن لوقف إطلاق النار المتوقفة نقطة ضعف سياسية قبل مناظرته مع ترامب فلدى إسرائيل وحماس جدول زمني أطول لإنهاء الحرب.


عندما اندلعت حرب غزة، في شهر أكتوبر عام 2023، أملت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إبقاء الصراع قصيرًا، والبقاء على تحالف وثيق مع إسرائيل، ومنع جر الحرب إلى لبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط.

وبعد 8 أشهر، أصبح تحقيق تلك الأهداف صعبًا بالنسبة للبيت الأبيض، مما يسلط الضوء على الضعف السياسي للبايدن قبل مناظرته ضد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في 28 يونيو 2024.

انهيار المحادثات

انهارت المحادثات التي تقودها واشنطن لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن كما يكثف حزب الله الهجمات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، مما أثار مخاوف إدارة بايدن من نشوب صراع شامل.

وتبادل البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة أدت إلى تباطؤ عمليات تسليم الأسلحة، حسب ما نشرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم السبت 22 يونيو 2024.

الأطراف المُتحاربة

تسلط هذه التوترات الضوء على التحدي الذي يواجهه بايدن المُتمثل في تحقيق فوز في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024 في الولايات المتحدة، وهو فوز يتطلب موافقة الأطراف المتحاربة التي تعمل ضمن جدول زمني مختلف تمامًا.

ولم يُظهر زعيم حماس يحيى السنوار سوى القليل من الاهتمام بإبرام وقف سريع لإطلاق النار، كما أدت معارضة نتنياهو لقيام دولة فلسطينية إلى تهميش استراتيجية إدارة بايدن الأوسع للمنطقة، وتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب.

غزة

غزة

حسابات سياسية

حاول بايدن تحقيق التوازن إذ زود إسرائيل بالأسلحة بينما انتقد العملية العسكرية التي أودت، وفقًا للسلطات الصحية في غزة، لما يقرب من 38 ألف شهيد فلسطيني. وقد روج المسؤولون لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لتقليص هجومها المخطط له على معقل حماس في رفح بحيث تستخدم قوات أقل وذخائر أصغر.

لكن حدة نتنياهو ظهرت أمام الرأي العام، عندما بث رسالة فيديو باللغة الإنجليزية زعم فيها أن واشنطن تحجب الأسلحة عن إسرائيل، وأن هناك تباطؤ في توفير الذخيرة والأسلحة، وقال مسؤولون أمريكيون إن تصريحات نتنياهو مدفوعة بحسابات سياسية إسرائيلية، وأكدوا أنه لم يتم تؤجل أي أسلحة، باستثناء شحنة قنابل تزن 2000 رطل، كانت قيد المراجعة بسبب المخاوف على المدنيين.

انتشار الحرب

قال الدبلوماسي الإسرائيلي، ألون بينكاس، إن سلوك نتنياهو جزء من نمط التحريض على المشاحنات مع الإدارة الأمريكية لإظهار أنه يقف في وجه الولايات المتحدة. و”هذا أمر مفبرك بنسبة 100%”، إذ تم تعليق شحنة القنابل في شهر مايو 2024 على أمل إجبار إسرائيل على إعادة التفكير في خططها لمهاجمة حماس في رفح.

منذ ذلك الحين، أعادت إسرائيل تنظيم خطتها لتقسيم رفح إلى قسمين، وركزت على إغلاق الحدود على غزة، وإجراء عمليات برية على نطاق أصغر في المدينة واستخدام ذخائر أصغر في غاراتها الجوية. وتخشى واشنطن من أن يؤدي استمرار القتال في غزة إلى انتشار الحرب إلى لبنان.

انهيار السلطة الفلسطينية

وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن خطة بايدن لوقف إطلاق النار هي الأفضل لتجنب مواجهة أوسع، وتبدأ الخطة بوقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل الرهائن بين الجانبين، ثم وقف دائم للأعمال العدائية وتدفق المساعدات وأموال إعادة الإعمار إلى غزة، وقال نتنياهو إنه يفضل الخطة لكنه لم يحدد بعد مخططًا عمليًا لحكم طويل المدى في غزة، كما أنه ركز على تدمير حماس.

وقد دعت إدارة بايدن إلى إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، على أمل أن تتمكن أيضًا من إدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب، في حالة إقناع إسرائيل بقبول دولة فلسطينية، لكن السلطة الفلسطينية في رام الله أصبحت على وشك الانهيار المالي، بسبب تعليق عائدات الضرائب الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر.

حرب إسرائيل على غزة

حرب إسرائيل على غزة

المكاسب السياسية

قال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، إن كلا من نتنياهو والسنوار يتحدثان عن تفضيل وقف إطلاق النار، لكن كلاهما في الواقع يحصلان على ميزة سياسية من الحرب، وأكد أن السنوار شهد ارتفاع شعبية حماس بشكل كبير في جميع أنحاء العالم العربي، رغم ارتفاع مستوى الضحايا المدنيين الفلسطينيين بسبب الحرب.

وقال الجندي إن شعبية نتنياهو تأثرت في إسرائيل، وهو يواجه خطر الإطاحة به بعد أي اتفاق سلام، ولن يحب نتنياهو شيئا أكثر من تمديد محادثات وقف إطلاق النار إلى الأبد حتى يتمكن من البقاء في السلطة، لأنه في اللحظة التي تنتهي فيها هذه الحرب، تبدأ الساعة تدق نحو نهاية فترة ولايته.

قوة حماس

ألقت الولايات المتحدة اللوم على حماس لعرقلة وقف إطلاق النار والتسبب في المزيد من الخسائر في الأرواح في غزة، لكن بايدن لم يتمكن من ممارسة أي ضغط حقيقي على حماس.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن نتنياهو ملتزم بخطة وقف إطلاق النار في غزة، وإذا لم يحرز تقدمًا فسيقع اللوم على حماس، فالمسؤولية تقع على عاتق شخص واحد يختبئ 10 طوابق تحت الأرض في غزة للإدلاء بالتصويت الحاسم وهو “السنوار”.

الوجود السياسي

في نهاية المطاف، سوف يتعب القادة من الحرب ويفضلون التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس بالسرعة التي يأملها بايدن، وقال الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر: “ساعتهم غير متزامنة مع ساعة بايدن، إنهم أكثر انسجامًا مع بعضهم البعض، ويتحركون بشكل أبطأ بكثير”.

وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط للقضايا الإنسانية، حتى أبريل 2024، ديفيد ساترفيلد، خلال لقاء مع مؤسسة كارنيغي للسلام، إن “العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق سلام هي أسوأ ما رآه منذ 45 عامًا، مضيفًا إن إحدى الصعوبات هي أن إسرائيل وحماس، لم يهتما بتحقيق مكاسب سياسية ملموسة في المفاوضات بقدر قلقهما بشأن وجودهما.

ربما يعجبك أيضا