لماذا فكر محمد منير في الهجرة من مصر إلى ألمانيا؟

محمد منير يتراجع عن الهجرة لألمانيا.. أغرب قصة في حياة الكينج

أحمد العشري
محمد منير

حالة من الغضب والاستياء، عاشها محبو الفنان المصري محمد منير، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، بعدما خرجت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، وانتقدت الكينج وصرحت بأنها لا تحب صوته، ولا تعرف السبب وراء حب الناس له.

وكتبت فجر السعيد، عبر صفحتها بموقع التدوينات القصيرة إكس، فيديو ظهرت فيه وهي تمسك بدف عليه صورة منير في أحد المحال التي تبيع تذاكر سياحية، وقالت فيه: “لا أحب صوت محمد منير، ولا أعلم لماذا الناس تحبه”، وهو ما اعتبره محبو الكينج سخرية وتقليل من فنان كبير.

أزمات محمد منير التاريخية

تعرض الفنان محمد منير، لمثل هذه الانتقادات، والهجوم اللاذع، في مشواره الفني الكبير، وحاربها كثيرًا، ولكن مرت عليه أوقات أيضًا كاد أن يستسلم فيها، ويترك كل ما صنعه من تاريخ في مصر، ويغادر لبلد أوروبي آخر دون رجعة.

ففي عام 1999، أصيب الكينج محمد منير، بحالة من الإحباط الشديد؛ بسبب ما كان يحدث في سوق الكاسيت والغناء وقتها بمصر، والهجوم عليه من بعض الأشخاص، والتضييق عليه، وانتقاد صوته ونوعية الأغاني التي يقدمها، بجانب ظهور ألوان جديدة من الغناء، مع ظهور رجال الأعمال أيضًا على الساحة الفنية، وتدخلهم في حركة الفنانين وشهرتهم، وتقديمهم لأصوات ونوعية أغاني اعتبرها تسئ للفن، وما تربى عليه.

محمد منير والتفكير في الهجرة لألمانيا

خرج منير وقتها، وعبر عن غضبه الجامح، وأعلن عن رغبته في الإفلات بنفسه من وسط هذا المجتمع الجديد، والهجرة إلى مجتمع آخر  يقدر فيه فنه، وما يقدمه، ورغبته الأولى كانت الهجرة إلى ألمانيا، باعتبار أنه له قاعدة جماهيرية قوية هناك،  وكانوا يحترمونه ويقدرون فنه، ويتهافتون على حفلاته من أجل الاستمتاع بموسيقاه.

محمد منير والهجرة لألمانيا

محمد منير والهجرة لألمانيا

وقال محمد منير وقتها، في بيان له: “المناخ الغنائي في مصر لم يعد صحيًا، والمنافسة أصبحت غير شريفة، والمطرب الذي يسعى إلى النجومية لابد أن يصعد على جثث زملائه، والضرب تحت الحزام أصبح السمة الغالبة في الساحة، والأغنية المصرية انهارت بسبب دخول رجال الأعمال في العملية الإنتاجية، لذلك سيتلاشى مطربون وستطفو الطحالب الغنائية على السطح”.

وأضاف: “قررت الرحيل عن بلدي إلى ألمانيا، بلد يقدر التميز، ويحترم جهودًا مضنية بذلتها من أجل الحفاظ على تراث كاد يندثر، أخذت ركنًا نائيًا في الساحة الغنائية ولا دخل لي بغليانها، عكفت على الشكل الذي أقدمه فاستقبلني الجمهور بحرارة، لكنني أعجز عن تنقية الأجواء من الشوائب التي لحقت بها، فقررت الرحيل”.

فنانون طالبوا محمد منير بالتراجع عن قراره

كان هذا البيان بمثابة الصاعقة على الوسط الفني، وخرج الفنانون المصريون، وطالبوه بالتراجع عن قراره، وأن يظل متواجدًا بينهم، في بلده التي تربى ونشئ فيها، ولمعت نجوميته منها، فعلى سبيل المثال.

وقال الفنان المصري علي الحجار، إنه أدرك في وقت ما أن الأغاني ما زالت ممكنة في هذا المناخ غير الصحي، موضحًا: “علي صوتك بالغنا”؛ متابعًا: “لا تتركنا يا محمد مكانك بيننا وحرام عليك هذا القرار”.

علي الحجار: الطرق الدينية أقنعت شقيقي بأن الموسيقى حرام | خبر | في الفن

هاني شنودة

الموسيقار المصري المخضرم هاني شنودة، أحد صناع محمد منير في بداية تجربته مع لونه الغنائي، قال إنه سيفقد جزء من جسده إذا هاجر منير بالفعل، مشيرًا إلى أنها من الممكن أن تكون نوبة غضب منه وسيعود إلى صوابه، وسيعرف أن الشجرة لو نقلت وهي كبيرة، في مكان غير مكانها ستموت، وسيدرك أن مصر هي من علمته الغناء.

وتابع شنودة في كلامه وقتها: “لو وجدت في الخارج الإمكانيات والحب وهتافات الجمهور سوف تسعد، ولكن هذا كله لا يعادل ابتسامة واحدة وتصفيقة من الجمهور المصري”.

تعرف على أسعار حفل هاني شنودة - جريدة البشاير

الكينج يتراجع

من جانبها، قالت آمال عزت، المشرفة على حفلات ليالي التلفزيون وقتها، إنه سيكون خسارة كبيرة للجمهور ولهم كمسؤولين في التلفزيون، مطالبه إياه بالتفكير ألف مرة قبل تنفيذ قراره، بينما طالبته الفنانة الكبيرة نادية مصطفى بالنظر إلى نجاحات ألبوماته وشعبيته في مصر، قبل أي قرار.

دعمت ابنتها والجمهور ظهر بـ علم مصر.. أبرز لقطات حفل نادية مصطفى في مهرجان القلعة│ صور

بعد هذه الصيحات ومطالبات التراجع عن القرار، استجاب الكينج محمد منير لهم، وقرر البقاء في مصر وعدم الهجرة، من أجل وطنيته التي تغلبت عليه، وحبه لبلده التي أتى من جنوبها، ليسطر باقي تاريخه الغنائي على أرض بلاده، ويصبح نجمًا لامعًا في العالم بفضلها.

ربما يعجبك أيضا