لماذا قضت محاكم العالم بعدم إعادة الأطفال الهاربين لإسرائيل؟

هل أثرت الحرب على قوانين الأسرة في إسرائيل؟

شروق صبري
أطفال إسرائيل

هل الحرب في غزة أثرت على قرارات محاكم العالم بشأن عدم إعادة الأطفال الإسرائيليين الفارين مع أحد الوالدين للخارج؟


قررت العديد من المحاكم في العالم مؤخرًا أن إسرائيل تشكل مكانًا خطيرًا للأطفال، فما دلالة هذا الحكم؟

هذا يعني أن الآباء المُطلقين الذين سافروا إلى الخارج مع أطفالهم في بداية الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 يمكنهم السماح لأنفسهم بالبقاء في بلد أجنبي من أجل الطفل، ففي البرتغال، على سبيل المثال، صدرت مؤخرًا عدة أحكام تقضي برفض طلبات إعادة الأطفال لإسرائيل بحجة “الخطر الأمني الفعلي”.

إسرائيل تهدد أمن الأطفال

تساءلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، اليوم الأحد 16 يونيو 2024، عما إذا كانت إسرائيل مكانًا ملائمًا للعيش فيه بالنسبة للأطفال أم لا؟ وبات هذا السؤال هو الأكثر إلحاحًا بالنسبة لأطفال الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، والأطفال الذين يعيشون في الفنادق والأطفال الذين يعانون من الإنذارات أو الذين عانوا منها ويشعرون بالقلق من عودتها.

قد تكون إحدى الإجابات البسيطة هي أنه ليس هناك دولة أخرى. أو أنه لا يوجد خيار، والحياة والبيت وسبل العيش موجودة في إسرائيل فقط، والإجابة الأخرى هي أن لندن وباريس ونيويورك تشكل خطرًا أيضًا على اليهود والإسرائيليين.

عدم إعادة الأطفال لإسرائيل

“الخطر المتمثل في تعرض الأطفال للأذى الجسدي أو النفسي أو وضع لا يطاق للأطفال” هو تعريف يظهر في القانون الإسرائيلي وفي اتفاقية لاهاي الدولية التي وقعت عليها إسرائيل، مثل معظم دول العالم، وتتناول مسألة الأطفال (اختطاف الاطفال) وهذا تعريف يسمح للمحاكم، بعدم إعادة الأطفال المختطفين إلى بلدهم الأصلي الذي أتوا منه.

وهنا بالضبط هو السؤال الذي بتت فيه عدد من المحاكم حول العالم في الآونة الأخيرة، وقد أصدر بعضها بالفعل أحكاما وأجاب بالإيجاب على سؤال ما إذا كانت إسرائيل الآن مكانا خطيرا للأطفال. هذه الأحكام  انعكاس لحال الأطفال في إسرائيل.

دول متسامحة مع الحرب

لكن توجد تأكيدات أخرى تتعاطف مع الجانب الإسرائيلي في دول مثل الولايات المتحدة أو ألمانيا التي تدعم إسرائيل سياسيًا. وفي ألمانيا صدر حكم يقضي بإمكانية الأمر بإعادة الطفل إلى إسرائيل، وبقية أفراد الأسرة، لأن إسرائيل لديها إجراءات وقائية متقدمة، وتحديدًا القبة الحديدية.

ووفقًٍا للصحيفة الإسرائيلية، تتأثر مواقف القضاة بطبيعة الحال بما يجرى في إسرائيل، وبتصور مدى الحرب ومبرراتها، بما في ذلك دعم جانب أو آخر في الصراع السياسي. وهكذا فإن الحرب تتخلل أيضًا قرارات قانون الأسرة وتؤثر على النتيجة.

مقتل 8 جنود إسرائيليين

وكان قد قُتل 8 جنود إسرائيليين في رفح بجنوب قطاع غزة، في واحدة من أكثر الحوادث دموية للجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب.
وبهذا الحادث، بالإضافة إلى مقتل جندي إسرائيلي أصيب في رفح يوم 10 يونيو، يصل إجمالي عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة إلى 306 أشخاص.

وفقًا للأدميرال دانييل هاجاري، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، كانت القوات، وهي جزء من وحدة الهندسة القتالية، تعمل في حي تل السلطان غرب رفح عندما أصاب انفجار ناقلة الجنود المدرعة. وأضاف “من المحتمل أن يكون ناجمًا عن عبوة ناسفة مزروعة في المنطقة أو إطلاق صاروخ مضاد للدبابات”.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن الهجوم في بيان لها أمس 15 يونيو 2024، قائلة إنها أطلقت صاروخًا محليًا مضادًا للدروع على السيارة. حسب ما نشرته واشنطن بوست الإسرائيلية، يوم أمس.

تفكيك كتائب حماس

كان قد بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في رفح الشهر الماضي، متعهدا بتفكيك ما قال إنها الكتائب الأربع المتبقية لحماس. وسيطرت القوات الإسرائيلية على المعبر الحدودي وشردت ما يقرب من مليون شخص لجأوا إلى رفح بعد فرارهم من القصف في أماكن أخرى في غزة.

وتواصل إسرائيل تنفيذ ضربات وغارات في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك يوم 8 يونيو2024 عندما شنت القوات عملية لإنقاذ 4 رهائن من أسر حماس في النصيرات وسط غزة. وقتل في الغارة أكثر من 270 فلسطينيا. وقتل ما لا يقل عن 37296 شخصا في غزة منذ بدء الحرب، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين لكنها تقول إن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال.

ربما يعجبك أيضا