ما أسباب القلق الإفريقي من رحيل رئيسي بهذه الطريقة؟ هبة البشبيشي تجيب

ما تأثير رحيل الرئيس الإيراني على إفريقيا؟

شروق صبري
أستاذة العلوم السياسية وخبيرة الشؤون الإفريقية هبة البشبيشي

فسرت الدكتورة هبة البشبيشي أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة سبب قلق أفريقيا من رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتأثير رحيله على أفريقيا، وهو ما يتضح فيما يلي.


تدفقت ردود الفعل من الزعماء والحكومات الإفريقية بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي عُرِف بتصميمه على استعادة حضور إيران ونفوذها في إفريقيا.

وقد أتاحت سلسلة من الانقلابات منذ عام 2020 في 6 مستعمرات فرنسية سابقة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، بوركينا فاسو وتشاد والجابون وغينيا ومالي والنيجر، فرصًا جديدة لإيران وروسيا وخصوم غربيين آخرين للتواجد في إفريقيا.

العلاقات بين إيران وإفريقيا

سلّط تحطم مروحية رئيسي التي كانت تقل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان و8 مسؤولين آخرين في المنطقة الجبلية الشمالية الغربية لإيران بالقرب من الحدود مع أذربيجان، الضوء على مدى تأثر العلاقات بين إيران وأفريقيا بالحدث.

وقد جاء الدعم للانقلابات من السكان المحليين الذين سئموا من الاستعمار الفرنسي وغيره من الاستعمار الغربي الجديد، فضلًا عن وجود القوات الفرنسية، ووجدت إيران وغيرها من المعارضين للهيمنة الغربية أن الانقلابات فرصة جيوسياسية قيمة لتعزيز علاقات أقوى في إفريقيا، وعلى نطاق أوسع، في الجنوب العالمي.

وقد أكد خطاب المسؤولين الإيرانيين على النضال المشترك ضد الإمبريالية الغربية، كما أن الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة يوم 20 مايو “أشاد بمقاومة البلدان الإفريقية ضد الاستعمار باعتباره رمزًا لصحوتها ويقظتها”، حسب ما ذكرته مؤسسة “stimson” البحثية في سبتمبر 2023.

تحطم طائرة الرئيس الإيراني

تحطم طائرة الرئيس الإيراني

قلق في إفريقيا

فيما يتعلق بوفاة رئيسي وتأثير الحدث على إفريقيا، قالت أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، الدكتورة هبة البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” بالتأكيد هناك قلق كبير في الدول الإفريقية، خصوصًا أن عملية الرحيل لم تكن طبيعية، وهناك شبهة في تصفية الرئيس الإيراني.

وأوضحت البشبيشي أنه يوجد صراعًا داخليًا داخل إيران بين التيار الإصلاحي والتيار المحافظ الأرثوذكسي، أو ما يُقال عنه التيار المحافظ داخل إيران، وهم أصحاب العمامات السوداء، أتباع المرشد الأعلى في إيران وأتباع الحرس الثوري.

وأضافت أن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي كان له توجهات مختلفة عن توجهات مكتب المرشد الأعلى الإيراني، الصراع الذي ظهر على الساحة قبل رحيل رئيسي بأيام، مشيرة إلى أن فكرة وجود صراع مكتوم داخلي بين رئيسي وبين المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لم يكشف عنها إلا قبل أيام من الحديث عن من سيخلف المرشد الأعلى في إيران.

طبيعة الوفاة

قالت البشبيشي، إنه بعد وفاة رئيسي بدأت تُطرَح العديد من الأسئلة، هل تمت تصفيته؟ هل قُتِل؟ هل اختلت حركة الطائرة لأنها كانت تتخذ مسارًا واعرًا؟ وكيف نجت الطائرات المرافقة بينما تحطمت طائرة الرئيس فقط؟

وتعتقد أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أنه من هذا المنطلق شعرت إفريقيا بالقلق، لأن عملية مقتل رئيسي تشبه عملية اغتيال رئيس مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية يفغيني بريجوجين، الذي قتل في أغسطس 2023 عبر تحطم طائرته، ووقتها صُنف الحادث على أنها وفاة نتيجة حادث تحطم طائرة وانتهى الحدث على هذا الأساس.

إيران في غرب إفريقيا

رأت البشبيشي أن إيران لها وجود كبير في غرب إفريقيا سواء عن طريق المد الشيعي أو المد الاقتصادي العيني أو حتى المد العسكري، وما سيحدث الآن مع دول غرب إفريقيا ستكشفه الأيام المقبلة، لأن غرب إفريقيا بالأساس لديها انقلابات عسكرية كبيرة.

وبالتالي، هل المعسكر الإيراني سيدخل فى دائرة المتشددين ويمولهم أم سيكون هناك اتجاه للتهدئة؟ لأنه يُقال إن الرئيس السابق إبراهيم ائيسي كان لديه الميل للتهدئة مع الجماعات المُتشددة.

ربما يعجبك أيضا