لماذا لا تفضل إسرائيل فوز بزشكيان برئاسة إيران؟

كيف رأت الصحافة الإسرائيلية فوز بزشكيان في الانتخابات الإيرانية؟

شروق صبري
مسعود بيزشكيان

لعبت خلفية مسعود بيزشكيان كجراح قلب ووزير صحة سابق دوراً في منحه شعبية، لكنه لا يعتبر إصلاحيا حقيقيا بل أقرب إلى الوسط السياسي. فما مدى تأثيرة على السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية؟


بعد فرز الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية التي أجريت بعد نحو شهر ونصف من وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، حصل المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على 53.6% من الأصوات.

بزشكيان، جراح قلب يبلغ من العمر 69 عامًا، ينحدر من خلفية عرقية مختلطة والفارسية ليست لغته الأم، وكان قد دعا في الماضي إلى المصالحة مع الغرب وأبدى مواقف معتدلة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وفقد زوجته وأحد أبنائه في حادث سيارة عام 1994.

مواقف بزشكيان

فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الإيرانية قد يشير إلى تغيّر في النهج داخل الجمهورية الإسلامية، رغم الشكوك بشأن تأثير هذا الفوز على السياسات العامة، يتبنى بزشكيان، المولود في 1954 بمدينة مهاباد لأم كردية وأب أذري، مواقف إصلاحية نسبيًا.

دعا بزشكيان إلى إعادة التفاوض بشأن الملف النووي مع الغرب لرفع العقوبات الاقتصادية عن طهران وتحسين الوضع الاقتصادي، وعارض القمع العنيف للمتظاهرين والعقوبات الشديدة ضد النساء غير الملتزمات بالحجاب وحجب وسائل التواصل الاجتماعي، حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم 6 يونيو 2024.

إيران والحلفاء بالمنطقة

ترى “يديعوت أحرونوت” أنه رغم فوز بزشكيان، فإن قدرته على تحديد السياسات الخارجية محدودة بسبب السلطة المطلقة للمرشد الأعلى بإيران، آية الله خامنئي. إذ يظل بزشكيان ملتزمًا بالسياسات الأساسية للنظام، بما في ذلك الموقف المعادي لإسرائيل ودعم حلفاء إيران في المنطقة.

فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، لا يتوقع أي تغيير في السياسة الرسمية لإيران تجاه إسرائيل، ومن غير المرجح أن يبتعد بيزشكيان عن الدعم القوي الذي تقدمه إيران لحلفائها في الشرق الأوسط بقيادة الحرس الثوري، في الوقت نفسه، يركز على قضايا داخلية مثل تحسين الوضع الاقتصادي من خلال التفاوض مع الغرب، وتخفيف القيود الاجتماعية المفروضة على النساء ووسائل التواصل الاجتماعي.

السياسة الخارجية الإيرانية

يعرف تاريخيًا أن الرؤساء الإيرانيين الذين حاولوا تقديم إصلاحات كبيرة واجهوا قيودًا كبيرة من النظام، وتم تقليص صلاحياتهم من المرشد الأعلى، من غير المرجح أن يكون مصير بيزشكيان مختلفًا، حيث من المتوقع أن يستخدم خامنئي سلطاته لتقليل تأثيره وتقييد صلاحياته، مما يترك السلطة الفعلية في يد المرشد الأعلى ومؤسسات النظام الأمنية.

وسبق أن أبدى بزشكيان، مواقف معتدلة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وعادة ما يدعي أنه من الأفضل تعزيز الحلول من خلال الحوار مع أعداء طهران، بدلا من الدخول في صراعات مستمرة معهم. لكن الغرب لا يتوقع حدوث تغيير كبير في السياسة الخارجية الإيرانية، والتي سيستمر خامنئي المحافظ في توجيهها.

اختيار خليفة خامنئي

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، رغم القيود المفروضة على صلاحياته، قد يكون دور بزشكيان حاسمًا في المستقبل، ومن المتوقع أن يلعب كرئيس دورًا أساسيًا في اختيار خليفة لخامنئي الذي يبلغ من العمر 85 عامًا، ويقول الدكتور فريد زكريا، الخبير في شؤون السياسة الإيرانية، إن “هذه نقطة يتجاهلها الكثيرون”.

رغم أن المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، يمتلك السلطة الأكبر في الحكومة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الرئيس الجديد لن يكون بلا تأثير، إذ يمكنه تحديد السياسات الداخلية وتشكيل السياسة الخارجية، واعتبر أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، نادر هاشمي، أن رئيسًا إصلاحيًا، رغم كل القيود والإخفاقات السابقة، لا يزال أفضل بكثير، حسب “معاريف” الإسرائيلية.

الأمل في التغيير

وفق موقع “جلوبس” الإسرائيلي فإن العالم يتابع بترقب الرئيس الجديد، الذي يجلب معه الأمل في تغيير العلاقات الإيرانية مع العالم، وفي مؤتمر عقد قبل الانتخابات، أعلن بيزشكيان عن التزامه بالحوار مع العالم.

وأشارت الدكتورة شارونا مزليان ليفي، من مركز أليانس للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، إلى أن نسبة المشاركة المنخفضة تعكس عدم ثقة المواطنين في النظام وطريقة الانتخابات غير الديمقراطية.

إسرائيل لا تفضل بزشكيان

من وجهة النظر الإسرائيلية، ربما كانوا يفضلون فوز جليلي، لأن هذا كان سيساعد في تعزيز الحجة بأن إيران ليست مهتمة بالسلام.

ومع ذلك، فإن نجاح بزشكيان بعد الجولة الأولى قد جعل من هذا الوجه غير المعروف للمجتمع الدولي شخصية معروفة في لحظة.

جراح القلب

انخرط بزشكيان في السياسة الإيرانية بعد أن فقد زوجته وأحد أبنائه في حادث سيارة عام 1994، وحاول الترشح للرئاسة مرتين من قبل في عامي 2013 و2021.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفارسية ليست اللغة الأم للرئيس المنتخب البالغ من العمر 69 عامًا، والذي ينحدر من خلفية عرقية مختلطة، فوالده أذربيجاني وأمه كردية، وأكسبه أصله الدعم بين الأقليات في إيران، لكنه أثار أيضًا هجمات ضده من خصومه السياسيين.

ربما يعجبك أيضا