لماذا لا يذهب المراهقون إلى الطبيب النفسي؟

ياسمين سعد

العديد من المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب لا يسعون إلى الحصول على الرعاية الصحية العقلية اللازمة لشفائهم منه.. في هذا الموضوع نستعرض أسباب عدم حصولهم على العلاج.


كشفت دراسة أجريت مؤخرًا بجامعة نيويورك عن أن العديد من المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب لا يسعون إلى الحصول على الرعاية الصحية العقلية اللازمة لشفائهم منه.

أوضحت الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة نيويورك، وينهاو لو، لموقع Health Line أن الدراسة صممت لمعرفة سبب عدم حصول المراهقين المصابين بالاكتئاب الشديد على المساعدة من طبيب نفسي. بعدما أوضح أكثر من نصف المشاركين بالدراسة عدم تلقيهم علاجًا للاكتئاب.

التكلفة الباهظة للعلاج النفسي

حللت الدراسة، التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة JAMA Network Open، بيانات 21 ألف شاب، تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا، كانوا يعانون من تعاطي المواد المخدرة، وشخّصوا بإصابتهم بالاكتئاب الحاد خلال الـ12 شهرًا الماضية، وتبيّن أن أكثر من 11 ألف منهم قالوا إنهم لم يتلقوا أي علاج مضاد للاكتئاب.

وكشفت “لو” أن عنصر التكلفة كان العائق الأكبر أمام الشباب الذين لم يحصلوا على مساعدة نفسية للعلاج من الاكتئاب، وهذا شيء غير مفاجئ، فالكثير منهم أبلغوا أن تأمينهم لا يغطي مصاريف العلاج النفسي بسبب تكلفته الباهظة خاصة في السنوات الأخيرة.

النساء الأكثر في نسبة عدم الحصول على العلاج

أظهرت نتائج الدراسة أن النساء مثّلن أكثر من 60% من غير المعالجين من الاكتئاب، 39.4% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا، وأوضحت أن 30% ممن لم يحصلوا على علاج للاكتئاب كانت دخول أسرهم أقل من 20 ألف دولار في العام الواحد، كذلك لوحظ أن العوامل الديموغرافية والاجتماعية أثّرت بنحو مباشر على الحصول على العلاج.

وكشفت الدراسة عن أن المشاركين بها من أصحاب البشرة البيضاء كانوا الأكثر حصولًا على العلاج من غيرهم من ذوي الجذور الإسبانية والآسيوية، وأن أصحاب الجذور الإسبانية كانوا يخشون من أن يعلم من حولهم أنهم يحصلون على علاج ضد الاكتئاب، في حين شكّل الذكور النسبة الأكبر من المشاركين الذين يخشون من رد فعل المجتمع إذا علموا بحصولهم على المساعدة النفسية.

adolescent depression

المرض النفسي وصمة عار

أوضحت الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة نيويورك أن الخوف من وصمة العار التي ينسبها المجتمع إلى من يحصلون على العلاج النفسي كانت السبب الثاني لعدم سعي الشباب إلى الحصول على المساعدة النفسية اللازمة لعلاج الاكتئاب، وهذا يضعهم في خطر وقوعهم في فخ إدمان الكحول والمخدرات.

وأشارت الدراسة إلى أن الاكتئاب هو واحد ضمن 3 أسباب رئيسة للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا.

اللحظات السحرية الضائعة

بيّن مؤسس مينلو بارك للطب النفسي، الدكتور أليكس ديمتريو، أن الشباب يواجهون ضغوطًا كبيرة تجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب، لأن الشاب يبدأ في تأسيس حياته في العشرينات من عمره، مشيرًا إلى أن الشباب يتأثر أيضًا في هذه المرحلة بنمط الحياة الذي تفرضه عليهم مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح ديمتريو أن الاكتئاب يؤثر على إدراك الشاب للحياة بنحو سليم قائلًا: “الاكتئاب غير المعالج نسميه اللحظات السحرية الضائعة، فالشاب يعيش أفضل سنوات حياته في فترة العشرينات، ولكن يكون غائبًا عاطفيًّا لشعوره بالاكتئاب”. وأوصى بضرورة تغيير القوانين لتسهيل الحصول على العلاج، مشيرًا إلى أنه يجب أن يجري تقليل التكاليف الباهظة للعلاج النفسي مستقبلًا حتى يكون متاحًا للجميع.

 

 

ربما يعجبك أيضا