لماذا لا يشعر المستهلكون بتراجع أسعار الغذاء عالميًّا؟

شروق صبري
ارتفاع الأسعار

قالت لينا موني، وهي أم كينية لأربعة أطفال: "لا يمكننا تحمل تكاليف الغداء والعشاء في معظم الأيام".


تراجعت بعض أسعار المواد الغذائية عالميًّا لكن لم يشعر المستهلكون بأي تغيير، بعدما ارتفعت بشكل كبير في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

ووفقا لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم بصورة مبالغ فيها، لكن في بعض الأسواق العالمية، انخفضت أسعار الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان والسلع الزراعية الأخرى لمستويات قياسية.

أسعار المواد الغذائية

رغم تصريح الأمم المتحدة بأن أسعار المواد الغذائية تراجعت مثلما كانت عليه قبل 12 شهرًا، مدعومة بمحاصيل جيدة في أماكن مثل البرازيل وروسيا، فضلًا عن اتفاقيات متعلقة بزمن الحرب، للسماح بشحن الحبوب عبر البحر الأسود، لكن هذا الانخفاض لم يشعر به أصحاب المتاجر والباعة الجائلون والعائلات الذين يحاولون تغطية نفقاتهم، حسبما أوردت الوكالة أمس الأحد 30 إبريل 2023.

ووفق الشبكة الأمريكية، قالت لينا موني، وهي أم كينية لأربعة أطفال: “لا يمكننا تحمل تكاليف الغداء والعشاء في معظم الأيام لأن لدينا إيجار ورسوم مدرسية، فعبوة من دقيق الذرة تزن 2 كيلوجرام تكلفتها ضعف ما تكسبه في اليوم من بيع الخضار في كشك”.

ارتفاع التضخم

أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أقل مما كان عليه عندما دخلت القوات الروسية أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن، وليس أمام الناس خيار سوى الدفع، مع استمرار الأسعار في الارتفاع، مما يساهم في زيادة معدلات التضخم بقدر مأساوي في الولايات المتحدة، وأوروبا، والبلدان المتعثرة في الدول النامية.

ارتفاع الأسعار

ارتفاع الأسعار

ارتفاع الأسعار عالميًّا

في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي والمدير المشارك لبرنامج أوروبا في مركز التنمية العالمية في لندن، إيان ميتشل، إن أسواق المواد الغذائية مترابطة للغاية “أينما كنت في العالم، تشعر بالتأثير وهو ارتفاع الأسعار عالميًّا” حسبما ذكرت الشبكة الأمريكية.

وأشار كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأمريكية، جوزيف جلوبر، إلى أن أسعار منتجات زراعية معينة مثل البرتقال والقمح والماشية ارتفعت 8.5% الشهر الماضي، مقارنة بالعام الماضي، موضحًا أن 75% من الزيادة جاءت بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، والنقل، والعمالة.

وأضاف أن العديد من هذه التكاليف جزء لا يتجزأ من ما يسمى بالتضخم الأساسي، والذي لا يستثني أسعار المواد الغذائية عن الطاقة المتقلبة، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 19.5٪ في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق، و 19.2٪ في المملكة المتحدة عما كانت عليه، وهي أكبر زيادة منذ ما يقرب من 46 عامًا.

التضخم سينخفض

قال جلوبر، ووفق الشبكة الأمريكية، إن تضخم الغذاء “سينخفض، لكنه سينخفض ببطء، إلى حد كبير لأن هذه العوامل الأخرى لا تزال مرتفعة للغاية”.

ويرى آخرون، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، سببًا آخر لارتفاع الأسعار وهو موجة من الاندماجات بين المصانع التي أدت، على مر السنين، إلى تقليل المنافسة في صناعة المواد الغذائية.

وكان البيت الأبيض اشتكى العام الماضي من أن 4 شركات فقط لتعليب اللحوم تسيطر على 85٪ من سوق لحوم البقر في الولايات المتحدة. وبالمثل، تسيطر 4 شركات فقط على 70٪ من سوق لحوم الخنازير و54٪ من سوق الدواجن، ويقول النقاد إن تلك الشركات تستطيع أن تستخدم قوتها في السوق لرفع الأسعار.

ارتفاع الأسعار

ارتفاع الأسعار

سبب ارتفاع الأسعار

أشارت شبكة صوت أمريكا إلى أن جلوبر الآن، زميل أبحاث كبير في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، غير مقتنع بأن الاندماج في الأعمال التجارية الزراعية هو المسؤول عن استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ورأى جلوبر أن هناك الكثير من عوامل السوق في الوقت الحالي، التي يمكن أن تفسر سبب وجود مثل هذا التضخم، ولا يمكن الجزم بأن هناك فقط حفنة من منتجي اللحوم تقف وراء ارتفاع الأسعار.

الدولار

يقول جلوبر إن خارج الولايات المتحدة يقع اللوم على الدولار القوي في إبقاء الأسعار مرتفعة، في حالات أزمة أسعار الغذاء الأخيرة، لكن حين حدث ذلك في عام 2007-2008، لم يكن الدولار قويًّا وكانت الأزمة موجودة.

ولفت إلى أنه في كينيا، تسبب الجفاف ونقص الغذاء وارتفاع الأسعار الناجم عن تأثير الحرب في أوكرانيا، في ارتفاع التكاليف، وفي المجر، أصبح الناس غير قادرين على التعامل مع أكبر ارتفاع في أسعار المواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي، والذي وصل إلى 45٪ في مارس، حسبما أوردت شبكة صوت أمريكا.

اقرأ المزيد| أكبر شركة أغذية في العالم تتوقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال 2023
اقرأ المزيد| عضو «المحافظين»: «المركزي الأوروبي» قد يقبل ركودًا متوسطًا لوقف ارتفاع الأسعار

ربما يعجبك أيضا