لماذا لا يمكن منح أوكرانيا «عضوية الناتو» قريبًا؟ «يورونيوز» تعدد الأسباب

رنا أسامة

تنطوي عضوية أوكرانيا في الناتو على صعوبات في الوقت الراهن، ما أبرز تلك الصعوبات؟


سارعت كييف للرد على ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية، بطلب مفاجئ للانضمام رسميًّا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبطبيعة الحال والوضع مأزوم في أوكرانيا حاليًّا، لاقت الخطوة تأييدًا من أعضاء بالناتو، مثل بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والتشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية.

تجنُّب دعم

تجنب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إظهار دعم واضح وعلني للخطوة، ورأى مستشار الأمن الأمريكي، جيك سوليفان، أن الطلب الأوكراني ينبغي تأجيله. وبين التأييد والإرجاء، أبرزت شبكة “يورونيوز” الأوروبية، في تقرير نشرته يوم 8 أكتوبر 2022، 5 أسباب يحتمل أن تعرقل انضمام كييف إلى الحلف العسكري قريبًا.

وبموجب المادة 5 من اتفاقية الدفاع الجماعي للناتو، إذا تعرضت دولة عضوة بالحلف لهجوم، ينبغي عدُّه هجومًا على الدول الأعضاء كافة، وتقديم المساعدة للدولة المستهدفة، بما يعني أنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو، وهي في حالة حرب مع روسيا، فسيجري تفعيل المادة 5 تلقائيًّا.

تدخُّل واضح ومواجهة مباشرة

قال أستاذ السياسة الدولية بجامعة دورهام البريطانية، جون ويليامز، إن عضوية أوكرانية تنطوي على مخاطر تصعيدية، محذرًا من أنها قد تفضي إلى “سيناريو مرعب”. وفي حال انضمت أوكرانيا إلى الحلف، توقع ويليامز أن يتدخل الناتو في الحرب بطريقة أكثر وضوحًا ومباشرة.

زيلينسكي وطلب عضوية أوكرانيا في الحلف

ويعني هذا أن أعضاء الحلف الآخرين المتاخمين لروسيا، مثل دول البلطيق وبولندا، قد تدخل في مواجهة مباشرة مع موسكو أيضًا. وفي حين تقدمت فنلندا والسويد بطلبين رسميين للانضمام إلى الناتو، هدد بوتين بالرد بالمثل في حال نشر الحلف قوات وبنية تحتية هناك.

باب العضوية ليس مغلقًا

التردد في منح أوكرانيا عضوية الناتو لا يعني إغلاق الباب أمام انضمامها إلى الحلف العسكري إلى الأبد، فيمكن منحها العضوية مع بقائها عضوًا موثوقًا به مستقبلًا بالحلف، فور انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت فجر الخميس 24 فبراير الماضي 2022.

وقال نائب الأمين العام السابق لحلف الناتو، جيمي شيا: “لِنُنْهِ الصراع أولًا، والقضية الرئيسة حاليًّا هي الحفاظ على أوكرانيا بصفتها دولة فاعلة في العالم الحديث، وإخراج القوات الروسية من أراضيها، واسترداد بقية حقوقها وفق المواثيق الدولية”.

عضوية ليست ضرورية.. وضمان أمني

بالتوازي مع مليارات الدولارات التي يقدمها دول أعضاء بحلف الناتو، في هيئة مساعدات عسكرية ومالية للدولة الأوكرانية، فإن الحلف ذاته يقدم دعمًا كبيرًا لأوكرانيا، وينسق عملية إيصال مساعدات دوله الأعضاء والمساعدات الإنسانية وغير الفتاكة.

وقال شيا إن “الناتو لديه ضمان أمني لكييف من دون عضوية”. وأشار إلى أنه من الممكن، في بعض الأحيان، التمتع بمزايا عضوية الناتو من دون الانضمام فعليًّا إلى الحلف، مستشهدًا في ذلك السياق بدولة كوسوفو التي دعمتها قوات حفظ سلام من الناتو، أواخر التسعينات.

الناتو وأوكرانيا

الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، ورئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي

عدم تأهُّب أوكراني

قالت “يويونيوز” إن أوكرانيا ليست مستعدة للانضمام إلى الناتو، منحها العضوية مرهون بتلبيتها معايير اقتصادية وسياسية وعسكرية معينة، وتواجه عضويتها بالاتحاد الأوروبي صعوبات مماثلة، وسط مخاوف من إخفاقها في تلبية معايير التكتل وتوقعاته.

ومع ذلك، توجد آمال في أن تحسن الحرب قدرة أوكرانيا على تلبية متطلبات الناتو، خاصة عسكريًّا. ورجح شيا أن تخرج كييف من الحرب بأحد أفضل الجيوش في الناتو، لكونها تلقت معدات كثيرة وتدريبًا غربيًّا، بما سيجعلها “مرشحًا أكثر جاذبية” على المدى الطويل.

عقبة محتملة

من الصعب إقناع أعضاء الناتو كافة بدعم عضوية أوكرانيا، وذلك أنه بموجب قواعد الحلف، لا يمكن قبول أعضاء جدد إلا إذا وافق أعضاء حلف الناتو 30. وإذا رفضت دولة عضوة واحدة، قد تخضع العملية برمتها لإرجاء أو توقف، كما حدث عندما عارضت تركيا في البداية عضوية فنلندا والسويد.

وعلى المنوال نفسه، قد تقف المجر عقبة أمام عضوية أوكرانيا بحلف الناتو، فالبلدان المشتركان في حدود برية لديهما نزاع طويل الأمد حول حقوق الأقلية الأوكرانية الناطقة بالهنجارية. وهذا ما يجعل مسألة انضمام أوكرانيا إلى الحلف تحتمل القبول والتردد، أو الرفض.

 

بوتين 2

نصر دعائي لبوتين

انضمام أوكرانيا إلى الناتو قد يكون بمثابة “نصر دعائي” لبوتين، فمنذ اندلاع الحرب، روّج سيد الكرملين إلى رواية مزعومة، مفادها أن الحلف يهدد روسيا، وبرر بذلك الادعاء شنّه “عمليته العسكرية الخاصة”، كما يسميها، في أوكرانيا.

وإذا انضمت أوكرانيا إلى خطة الدفاع المتكاملة للناتو، يتوقع شيا أن يضمن ذلك بثبات وضع قوات غربية وقواعد العسكرية على الأراضي الأوكرانية، بما قد “يمنح بوتين دفعة دعائية هائلة”، في حين يحاول يائسًا إقناع الروس بوجود تهديد وجودي خارجي من الناتو.

ربما يعجبك أيضا