لماذا لا يهتم الشعب الإيراني بالانتخابات الرئاسية؟

عمر رأفت
الشعب الإيراني لا يهتم بالانتخابات الرئاسية.. العبارات المبتذلة وعدم التجديد أبرز الأسباب

يبدو أن الشعب الإيراني لا يبالي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في بلاده بعد أسبوعين، فلا يوجد أي اهتمام يذكر بالانتخابات الرئاسية المقبلة بين الجمهور الإيراني.

وحسبما ذكرت شبكة إيران انترناشيونال، في تقرير، أمس الجمعة 14 يونيو 2024، اقتصرت حملات المرشحين الستة، على الظهور على شاشة التلفزيون الحكومي، والمشاركة في مقابلات لم تحفز الجمهور الإيراني للمشاركة.

ندرة في السياسيين

يبدو أن النظام الإيراني يعاني من ندرة في السياسيين الذين يمكنهم حث الجمهور على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ تظهر نفس الوجوه المألوفة في نشرات الأخبار التلفزيونية يوميًا، وتقدم عبارات عامة مثل: “نحن بحاجة إلى استخدام كل الإمكانات لتحويل التهديدات إلى فرص.

وتتكرر هذه العبارات المبتذلة حول كل قضية تقريبًا، بدءًا من زيادة إنتاج القمح أو وارداته إلى معالجة الحاجة إلى زيادة الرواتب وخفض معدل التضخم السنوي الذي يبلغ 50%.

فيما يبدو أن القائمين على المقابلة مترددون في طرح أسئلة جدية حول أي شيء، ولم تتم مناقشة السياسة الخارجية والقضية النووية، ما يشير إلى أنه ربما تم توجيههم لتجنب المواضيع الحساسة.

فرض رقابة

للمرة الأولى، اعترف التلفزيون الرسمي علنًا بفرض رقابة على تصريحات المرشحين، وفي حالة واحدة على الأقل، تأخر بث مقابلة مع المرشح محمد باقر قاليباف لهذا السبب.

المرشح الوحيد الذي لوحظ حتى الآن أنه يحاول أن يكون جذابًا هو رجل الدين اليميني مصطفى بور محمدي الذي يتم تقديمه كمرشح “معتدل”، حيث كان شجاعًا بما يكفي للتحدث ضد القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أنه المرشح الوحيد الذي يتمتع بحملة منظمة، ومدير حملة معروف لدى الإيرانيين المهتمين بالقضايا الثقافية، ويُعَد مدير حملته، حجة الله أيوبي، أحد أكثر المسؤولين ليبرالية في إيران على الإطلاق في مجال السينما. وعلى النقيض من ذلك، اختار المرشحون الآخرون عادةً أفرادًا من خلفيات عسكرية أو سياسية، وهذه العوامل تجعل بور محمدي، الذي يتمتع بخلفية مثيرة للجدل في مجال القضاء والأمن والشؤون الاستخباراتية، يبرز بين المرشحين الستة.

المرشحون الستة

المرشحون الستة

بروز مسعود بيزشكيان

على عكس المرشحين الآخرين، فهو يتسم بالشفافية بشأن ارتباطه بموقع نامه نيوز، الموقع الإلكتروني الذي يدعمه والذي كان دائمًا وراءه، وفي المقابل، لم يرتبط المرشحون الآخرون علنًا أبدًا بوسائل الإعلام العديدة التي تخدم مصالحهم والتي غالبًا ما تمولها الحكومة.

على سبيل المثال، تدعم صحيفة همشهري والمطبوعات التابعة لها العمدة زاكاني، في حين يدعو الموقعان المتشددان، رجا نيوز ومشرق نيوز، إلى ترشيح جليلي.

ومن المرجح أن يتمتع مسعود بيزشكيان بأفضل إمكانية للوصول إلى وسائل الإعلام، إذ تؤيد جبهة الإصلاح ترشيحه، وتظهر صوره بشكل بارز في الصحيفتين اليوميتين الوسطيتين، هام ميهان وسازانديجي، رغم أن هذه المنشورات تنتقده أحيانًا بسبب خطأ أو خطأين.

إنفوجراف| القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة الإيرانية

إنفوجراف| القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة الإيرانية

مناظرات متلفزة

من المحتمل أن يتغير مشهد الحملة الانتخابية الأسبوع المقبل، إذ سيواجه المرشحون بعضهم البعض في مناظرات متلفزة، وعلى عكس المقابلات الحالية التي يتم بثها بطريقة مجزأة من قنوات مختلفة بدرجات متفاوتة من الشعبية والمشاهدة وتحرم المرشحين من رؤية المشاهدين المناسبين في الوقت المناسب، سيتم بث المناظرات من القنوات الرئيسية مثل الأخبار قناة شبكة أخبار جمهورية إيران في الوقت الذي يناسب معظم المشاهدين.

وقد صرح التلفزيون الحكومي صراحةً أنه سيدير ​​​​المناظرات وحذر المرشحين من تجنب القضايا المثيرة للجدل والحساسة. ومع ذلك، سيكون من الصعب على معظم المرشحين أن يبدوا خجولين كما يفعلون في المقابلات، حيث قد يضطرون إلى الرد على الاتهامات والاتهامات المضادة.

ربما يعجبك أيضا