لماذا لن توقف الهدنة «أنهار الدماء» في غزة؟

محمد النحاس

تعطي الأرقام دلالة على مدى النطاق الوحشي لما يحدث في غزة


ذكر مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أنه حتى إذا ما نجحت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة، وإسرائيل فإن نزيف الدماء سيتواصل.

حسب المقال، فإن هناك من لم يفهم بعد أبعاد الهجوم الإسرائيلي المروّع على القطاع، ومن المفهوم أن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى إشاعة الشك أعداد القتلى، لأن الأرقام تكشف خطورة الجرائم المرتكبة.

ما حقيقة أرقام وزارة الصحة الفلسطينية؟

عكفت وسائل الإعلام الغربية، عند ذكرها لأعداد الضحايا الحرب في غزة، لاستخدام وصف “وزارة الصحة التي تديرها حماس”، وضمنيًّا تشير بذلك إلى عدم إمكانية الثقة في هذه الأرقام.

وبحسب مقال الجارديان، فقد يبدو هذا الزعم منطقيًّا للوهلة الأولى، لكن مع الرجوع إلى بيانات الصراعات السابقة، كانت أعداد الضحايا متسقى إلى حدٍ كبير مع إحصائيات الأمم المتحدة.

والشهر الماضي، بعد أن أن أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكوك حول أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بيانات الضحايا بما في ذلك الاسم كاملاً ورقم الهوية، والأعمار.

أعداد الضحايا أكبر مما هو معلن

والواقع أن التقدير الرسمي لوزارة الصحة الذي بلغ جاوز 13300 حالة وفاة بعد ستة أسابيع، قد يكون أقل من الواقع، كما اعترف مسؤول أمريكي كبير، حيث لا تتضمن هذه الأرقام الضحايا الذين دفنوا تحت الأنقاض مع عدم التمكن من انتشال جثثهم.

ووفقاً للمرصد الأورومتوسطي المستقل لحقوق الإنسان، والذي يرأسه أستاذ القانون الأمريكي الفخري والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بفلسطين، ريتشارد فولك، فإن عدد القتلى المدنيين حتى 20 نوفمبر بلغ 16.413، مع ما يقرب من 34 ألف جريح.

هل الضحايا من المقاتلين أم المدنيين؟

وفق المقال، نظراً لأن هذه المذبحة قد لا تنتهي قريباً، ومع اعتبار أن عدد سكان غزة يبلغ 2.2 مليون نسمة، فإن هذه الأرقام تُنبئ بمقدار الكارثة.

وحسب مقال الجارديان، وفي ظل أن 70% من الضحايا من النساء والأطفال والمسنين يظهر بالتبعية أن أكثر الضحايا هم من المدنيين وليسوا من المقاتلين. وتعطي هذه الأرقام دلالة على مقدار النطاق الوحشي لما يحدث في غزة.

وليس الأمر كما لو أن الحقائق على الأرض غير موجودة (إزاء الحجة القائلة بضبابية المشهد)، فبفضل الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الشجعان، والذين استشهد منهم العشرات، تضافرت الأدلة على الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين.

استمرار الموت رغم الهدنة

يتابع المقال متسائلاً عن سبب غياب إلحاح السياسيين والإعلام الغربي عن وضع حد لذلك؟ وعن سبب “اشمئزازهم” مما أسموه الجرائم التي ارتكبها بوتين في أوكرانيا؟.

ويردف ختامًا بأن هذه الهدنة وإن كانت محبذة، لكن الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية للقطاع، سيعني استمرار الموت البطيء لسكان غزة بعد توقف القصف.

ربما يعجبك أيضا