لماذا على تايوان التمسك بمبدأ «صين واحدة»؟

عمر رأفت
واشنطن بوست: تايوان يجب ألا تتخلى عن اتفاقياتها مع الصين منذ سنوات

بموجب ما يسمى بالاتفاق الجماعي عام 1992، وافقت تايوان والصين على قبول العمل تحت إطار "صين واحدة".


أصبحت أزمة مضيق تايوان واحدة من أخطر الصدامات التي قد تنشب بين القوى العالمية، خصوصًا مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال الكاتب الأمريكي، تيري جو، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، يوم أمس الاثنين 17 يوليو 2023، إن بكين وواشنطن وتايبيه تشترك جميعها في المسؤولية عن حالة الاحتقان تلك.

مستقبل محفوف بالمخاطر

قال الكاتب إن زيارات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأخيرة للعاصمة الصينية بكين، بجانب زيارة وزيرة الخزانة، جانيت إل يلين، أعطت إمكانية في وجود مسار للعلاقات الأمريكية الصينية أكثر مما كان موجودًا في السنوات القليلة الماضية.

اقرأ أيضًا: مساعدات عسكرية أمريكية لتايوان والصين تنتقد زيارة بريطانية

لكنه أوضح في الوقت ذاته، إن تلك العلاقات مهددة بسبب مستقبل تايوان المحفوف بالمخاطر، على حد وصفه، موضحًا أن الصين تعتبرها جزءًا من أراضيها وتريد ضمها للأراضي الصينية، مشيرًا إلى أن الأمر متروك للجزيرة وشعبها وقادتها لاتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين مستقبلها.

واشنطن بوست: تايوان يجب ألا تتخلى عن اتفاقياتها مع الصين منذ سنوات

واشنطن بوست: تايوان يجب ألا تتخلى عن اتفاقياتها مع الصين منذ سنوات

وضع متوتر

أشار المقال إلى أن القيادة الحالية للحزب التقدمي الديمقراطي في تايوان جعلت الوضع أكثر توترًا، موضحًا أنه بموجب ما يسمى بالاتفاق الجماعي عام 1992، وافقت تايوان والصين على قبول العمل تحت إطار ما يسمى بـ”صين واحدة”، وأجرتا مناقشات أسفرت على مر السنين عن عدد من الاتفاقيات المثمرة.

اقرأ أيضًا: سيناتور أمريكي: نساند تايوان والصين ستدفع ثمن دعمها لروسيا

لكن بعد فترة وجيزة من تولي تساي إنج ون رئاسة تايوان، في العام 2016، استشهدت الصين بالاتفاق الجماعي السابق، الذي يعترف بأن تايوان جزء من الصين، كمبرر لإنهاء المحادثات عبر المضيق، ولم تستأنف، وفق ما ذكره المقال.

وفي نفس الوقت، دعا نائب رئيسة تايوان، لاي تشينج تي، الذي يرشح نفسه لخلافة تساي، إلى تقليص العلاقات التجارية مع بر الصين الرئيس، ويصر على أنه يمكن استبدالها بشبكة دولية من الشركاء، وهو مثل تساي يرفض إطار “صين موحدة”.

صين واحدة

أوضحت الصحيفة أن الاتفاق الجماعي لعام 1992، الذي يرفضه الحزب الحاكم في تايوان، سهّل ملايين الزيارات عبر المضيق، والاستثمارات الضخمة والتجارة المتبادلة، والنمو الاقتصادي، ومئات الرحلات الجوية المباشرة الأسبوعية، وتخفيف التوترات والشعور بالتفاؤل بشأن إحلال السلام.

وحذرت واشنطن بوست في المقال من أن التخلي عن مبدأ “صين واحدة” سيؤدي إلى تفاقم خطر الحرب مستقبلًا، وعزل تايوان دوليًّا وإلحاق الضرر بها وخوف المستثمرين.

علما تايوان والصين

تايوان والصين

الحاجة إلى السلام

قال الكاتب الأمريكي: “لقد دافعت منذ فترة طويلة عن الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة عبر المضيق بين تايوان والصين، على اعتبارها الطريقة الوحيدة لتخفيف التوترات حقًا، والحفاظ على الديمقراطية والحرية وسيادة القانون في تايوان، وهذا هو الحل الأنسب لهذا الصراع”.

واقبتس تيري جو عبارات من رئيس وزراء إسرائيل السابق، إسحاق رابين، عندما قال إنه يجب التفاوض على السلام مع الأعداء، وليس مع الأصدقاء، في حين أشار جو في المقال إلى أن هناك الحاجة إلى ضمان ألا تتصرف تايوان والصين في المستقبل كأعداء.

وقال في نهاية مقاله إن شعب تايوان في حاجة إلى السلام والاستقرار، لضمان مستقبل مشرق خالٍ من الضبابية، مضيفًا أن السلام ليس فكرة مجردة بالنسبة له، مشيرًا إلى أنه جزءًا من الجيل الذي حارب من أجل الدفاع عن تايوان.

تايوان والصين

على التايوانيين تحمل المسؤولية

أضاف الكاتب أنه كان يخدم قبل 50 عامًا في كينمن، وهي جزيرة تدار بواسطة حكومة تايوان، قصفتها الصين في العام 1958، ولذا يجب ضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث أبدًا في المستقبل، والحد من الخطابات الاستفزازية.

وشدد على أن شعب تايوان يقدّر بنحو كبير الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته الولايات المتحدة على مدار العقود الـ7 الماضية، وتدين ديمقراطية تايوان وديناميكيتها الاقتصادية بالكثير للشعب الأمريكي، لكن هذا يأتي وقت يتعين فيه على الشعب تحمل مسؤولية الدفاع عن نفسه.

ربما يعجبك أيضا