لماذا يرفض الأمريكيون تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى؟

أحمد ليثي

يؤيد عدد من المشرعين الأمريكيين طلب أوكرانيا للحصول على صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر.. ماذا يمكن أن يعرقل الخطوة؟


رفضت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طلبًا من أوكرانيا بإرسال صواريخ بعيدة المدى، ضمن آخر حزمة مساعدات أرسلتها الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، اليوم السبت 17 سبتمبر 2022، عارض كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) فكرة إرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، وطالب مشرعون بتوفير كل ما يتيح للأوكرانيين تحقيق الانتصار على الأرض.

أمريكا يمكن أن تكون طرفًا في الصراع

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حذرت الولايات المتحدة، أمس الأول الخميس، من إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، ووصفته الخطوة بأنها تتجاوز الخط الأحمر. وقالت زاخاروفا: “إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فسوف تصبح طرفًا مباشرًا في الصراع”، حسب تقرير “إن بي سي نيوز”.

وفي المقابل، أعلنت إدارة بايدن، في اليوم نفسه، إرسال حزمة كبيرة أخرى من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بقيمة 600 مليون دولار، تشمل قذائف مدفعية وألغام والمزيد من ذخيرة أنظمة الصواريخ سريعة الحركة “هيمارس”، لكن المساعدة لا تشمل صواريخ بعيدة المدى.

الإدارة الأمريكية ترفض

وفقًا للتقرير، يؤيد عدد من المشرعين الأمريكيين، من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، طلب أوكرانيا الحصول على الصواريخ التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، لكن إدارة بايدن قالت الشهر الماضي إن أوكرانيا لا تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى، قائلة إن الصواريخ ذات المدى الأقصر قد أثبتت فاعليتها ضد القوات الروسية.

وقال الرئيس الأمريكي، الثلاثاء الماضي: “لن نرسل إلى أوكرانيا أنظمة صاروخية بعيدة المدى لضرب الداخل الروسي”، لكنه لم يحدد ما إذا كانت واشنطن استبعدت أسلحة معينة. وبحسب “إن بي سي نيوز”، رد مسؤول أمريكي كبير عندما سئل عن الصواريخ بعيدة المدى، قائلًا: “هذا الأمر ليس مطروحًا للنقاش”.

لا حاجة إلى صواريخ طويلة المدى

قال المسؤول الأمريكي الذي لم تذكر “إن بي سي نيوز” اسمه، إن أوكرانيا استطاعت إصابة أهداف روسية بالأسلحة التي تمتلكها على مسافات تقل عن 160 كيلومترًا، وأضاف أنه لا توجد حاجة ملحة إلى أن تبلغ الصواريخ مدى أطول في الوقت الحالي، لكن ديناميكيات ساحة المعركة يمكن أن تتغير مع تطور احتياجاتهم، وبذلك تتطور أنواع المساعدة.

ومن جهته، قال السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، الجنرال باتريك رايدر، إن “كبار القادة على اتصال منتظم مع شركائنا الأوكرانيين لتقييم ودعم متطلباتهم، وكما يتضح من التقدم الذي أحرزوه مؤخرًا، فإنهم يواصلون توظيف القدرات التي قدمتها لهم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة”.

الإدارة الأمريكية تتحسب في إرسال الأسلحة

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، غيرت إدارة بايدن موقفها بشأن الأسلحة التي يمكن تقديمها للجيش الأوكراني، وسط نداءات متكررة من أوكرانيا وحلفاء أوروبا الشرقية لإرسال أكبر كم ممكن من الأسلحة. ورغم رفض الإدارة الامريكية في البداية الموافقة على طلبات إرسال أسلحة، وافقت لاحقًا.

ومع ذلك، ظلت الإدارة الأمريكية تعارض تزويد كييف بطائرات مقاتلة، قائلة إن أسلحة أخرى ستكون أكثر فاعلية في الحرب، وإن الطائرات الحربية قد تسبب تصعيدًا للتوترات مع موسكو، لذا حاول البيت الأبيض تحقيق توازن عن طريق الوقوف أمام روسيا دون إثارة رد قد يجذب الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى التورط المباشر في الحرب.

أوكرانيا لا تضرب أهدافًا داخل روسيا

بحسب التقرير، اختارت أوكرانيا عدم ضرب أهداف في الأراضي الروسية، بالمدفعية وأنظمة الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة وحكومات أخرى. ويقول مؤيدو أوكرانيا إن كييف ملتزمة بهذا النهج، وإلا ستخاطر بفقدان الدعم العسكري الغربي.

من جهته، أشاد النائب الديمقراطي عن ولاية كولورادو، جيسون كرو، بالدعم الذي قدمته إدارة بايدن لأوكرانيا حتى الآن، لكنه حث المسؤولين على توفير صواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة مسلحة، ومستشارين عسكريين أمريكيين، لمساعدة القوات الأوكرانية على الأرض.

علينا أن نقدم المزيد من المساعدة

قال كرو إن الولايات المتحدة بحاجة إلى وضع الأوكرانيين في وضع يسمح لهم بالانتصار في الحرب، وإن الأوكرانيين لن يطلبوا شيئًا يسيئون استخدامه، وأشار إلى أنه لا يشارك الإدارة الأمريكية مخاوفها من التصعيد، مضيفًا أن “الأوكرانيين سيستخدمون الأسلحة بطريقة مناسبة، فالحرب تتغير وتتطور باستمرار، ويجب أن نغير أهدافنا مع تغير المعطيات”.

من جهته، دافع النائب الديمقراطي عن ولاية ماساشوستس، سيث مولتون، عن قرار إدارة بايدن، قائلاً: “أريد أن نرسل صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، لكن إدارة بايدن لديها مبررات قوية لعدم منحها هذه الأسلحة في هذه اللحظة، فقد أطلعتنا على ذلك هذا الأسبوع، وقد اقتنعت بمبرراتها القوية”.

ربما يعجبك أيضا