لماذا يدعو مؤرخ إسرائيلي لمقاطعة جامعات دولته؟

مؤرخ إسرائيلي بارز: على «الأكاديمية الغربية» المشاركة في حملة المقاطعة

محمد النحاس

تحظى المقاطعة بدعم عدد متزايد من الأوساط الأكاديمية، وهو اتجاه تسارع في أعقاب الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، وفق مقال المؤرخ إيلان بابيه


يرى المؤرخ وعالم الاجتماعي الإسرائيلي البارز، إيلان بابيه، أن الجامعات الإسرائيلية متواطئة في سياسات الحكومة ضد الفلسطينيين. 

وفي مقالٍ بصحيفة “الجارديان” البريطانية، أوضح بابيه، أن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل هي جزء من حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “BDS” التي بدأت ضد إسرائيل عام 2005 في الدول الغربية، وتهدف للضغط على إسرائيل لإنهاء سياسات الفصل العنصري، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

المقاطعة الأكاديمية وحرب غزة

حسب المؤرخ البارز، فإن الحملة لا تستهدف الأفراد الإسرائيليين، بل المؤسسات فقط، وفي ظل المقاطعة، على سبيل المثال، يستطيع الباحثون الإسرائيليون المشاركة في المؤتمرات الأكاديمية، لكن في المقابل لا يشارك الأكاديميون المقاطعون في فعاليات الجامعات الإسرائيلية. 

وتحظى المقاطعة بدعم عدد متزايد من الأوساط الأكاديمية، وهو اتجاه تسارع في أعقاب الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، بحسب مقال المؤرخ إيلان بابيه، المنشور بصحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم السبت 1 يونيو 2024.

وإيلان بابيه هو مؤرخ إسرائيلي، وعالم سياسي وأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية في جامعة إكستر في المملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية التابع للجامعة، والمدير المشارك لمركز إكستر للدراسات العرقية والسياسية، ومعروف بمواقفه المناهضة لسياسة الفصل العنصري، ويعارض اضطهاد حقوق الشعب الفلسطيني، وله كتاب بعنوان “التطهير العرقي لفلسطين”.

تأثير فعال للمقاطعة

يرى المؤرخ الإسرائيلي أن الأكاديميين والجمعيات العلمية، الذين كانوا مترددين في الماضي في الانضمام إلى الحملة، أصبحوا الآن يدعمونها بالكامل.

وأردف: اليوم تؤثر المقاطعة على كل التخصصات الأكاديمية في إسرائيل، حيث يتم رفض المقترحات والمشاريع البحثية المشتركة. 

تواطئ الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية

في حين أن بعض أولئك الذين بدأوا المقاطعة لم يشاركوا دائمًا أسبابهم بشكل كامل في الماضي، إلا أنهم الآن يوضحون سبب المقاطعة، حيث يعتبرون أن الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية متواطئة بشكل مباشر أو غير مباشر في جرائم الدولة.

للمرة الأولى، تعرب الجامعات الإسرائيلية عن انزعاجها من تأثير هذه المقاطعة على قدرتها على إجراء البحوث على مستوى عالٍ فيما نفت في الماضي وجود تأثير للمقاطعة، حسب المقال.

الحراك الطلابي وتعزيز المقاطعة

عززت من المقاطعة حركة الاحتجاجات الطلابية التي بدأت في الولايات المتحدة، وانتشرت في جميع أنحاء العالم الغربي. 

وحثّ الطلاب أساتذتهم على الانضمام إليهم في مطالبة الجامعات بسحب استثماراتها من الجامعات والشركات الإسرائيلية،  وبعضهم نجح في بعض الحالات في إقناع الجامعات بقبول مطالبهم كليًا أو جزئيًّا.

وأدت العديد من التطورات داخل الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية إلى تأجيج المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، على سبيل المثال، منذ 7 أكتوبر، قامت الجامعات الإسرائيلية باضطهاد الطلاب العرب الذين عارضوا الحرب وأظهروا تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة، وفق بابيه، الذي يرى أن مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية تزيد من الضغوط على تل أبيب، وتحاصرها.

ربما يعجبك أيضا