لماذا يستمر نشاط «بوكو حرام » في الساحل الإفريقي؟

أسماء حمدي
بوكوحرام

تضاعفت الأحداث المرتبطة بالحركات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي إلى 7 أضعاف منذ عام 2017، وأصبحت المنطقة بؤرة للتوتر وعدم الاستقرار.

وتنتشر في منطقة الساحل حركات مسلحة عديدة، بينها جماعات محلية مثل حركات الطوارق في شمال شرق مالي وشمال النيجر، و”جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد”، التي يطلق عليها اسم “بوكو حرام”، وهي تسمية ترفضها الجماعة.

 نقطة تحول كبرى

شكلت بوكو حرام، نقطة تحول كبرى في توزيع خريطة الجماعات الإرهابية العنيفة في الساحل الإفريقي، وشنت هجمات كبيرة ضد الفصيل المنشق الموالي لداعش والمعروف باسم ولاية غرب إفريقيا، وفقًا لتقرير نشره “مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية”.

حققت بوكو حرام إثر هذه الهجمات مكاسب على الأرض، إذ طرد تنظيم داعش من بعض الأراضي التي سيطر عليها في منطقة بحيرة تشاد، وتمكنت بوكو حرام من السيطرة على ما يصل إلى 40% من الجزر التي كانت تسيطر عليها ولاية غرب إفريقيا.

خسائر كبيرة

كانت ولاية غرب إفريقيا تتجنب المسلمين غير المقاتلين، لكن بوكو حرام عرفت بانتهاج أساليب القتل والسرقة من الجميع.

وتسببت المواجهات بين الجماعتين بين عامي 2022 و2023، في خسائر لهما أكبر من تلك التي ألحقتها بهم دول بحيرة تشاد، ومع ذلك فإن هذا الصراع لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا، حيث تعيد كلا الجماعتين ترتيب صفوفهما وتستهدفان المدنيين.

التأثير الغربي

يشار إلى أن بوكو حرام قد ارتبطت باسم زعيمها الراحل أبو بكر شيكاو، وكان زعيمها المؤسس، محمد يوسف، يعارض بشدة النفوذ الغربي في نيجيريا، ولا سيما التعليم الغربي الذي يفسد المسلمين النيجيريين.

عرفت بوكو حرام بشكل غير رسمي بين شعب مايدوجوري، حيث كان مقرها الرئيسي باسم بوكو حرام، وهو الاسم الذي انتشر عبر وسائل الإعلام والعالم الأكاديمي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

طبيعة زائفة

تشير كلمة بوكو إلى “شيء ذي طبيعة زائفة للغاية”، شيء ليس صحيحًا لأنه ينطوي على الخداع والاحتيال، واستخدم للإشارة إلى التعليم الغربي، وعلى نطاق واسع إلى التأثير الغربي. لذا بدأ استخدام بوكو لوصف شيء كاذب ومزيف في جوهره في شمال نيجيريا.

انقسام الجماعة

في مارس 2015، تعهدت بوكو حرام بالولاء لخلافة داعش، وفي أبريل 2015، أعلنت اسمها الجديد “ولاية غرب إفريقيا”.

وبسبب الصراع الداخلي، انقسمت الجماعة إلى فصيلين في أغسطس 2016، قاد أحدهما وهو ولاية غرب إفريقيا أبو مصعب البرناوي، ابن مؤسس الجماعة محمد يوسف، أما الفصيل الثاني الذي تزعمه شيكاو فقد عاد للاسم الرسمي، وهو “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد”.

رفض العلمانية والديمقراطية

رفضت بوكو حرام النظام السياسي النيجيري، القائم على العلمانية والديمقراطية الدستورية، كما تم اعتماده في عام 1999، والذي تلقي الجماعة باللوم عليه بسبب الفساد المزمن والفقر وعدم المساواة في نيجيريا، ولأن البلاد “غير إسلامية”.

ترى بوكو حرام في الديمقراطية نقيضًا للإسلام، إذ أنها تنظر إلى الديمقراطية على أنها سمة مميزة للحضارة الغربية، بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى الممارسات الديمقراطية، مثل الانتخابات على أنها تتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الإسلامية.

حرب ضد الديمقراطية والدستور

بالفعل، رفض محمد يوسف جميع المؤسسات المستمدة من العلمانية بدلًا من الشريعة، بما في ذلك الديمقراطية والسياسة الحزبية.

وقد خلفه أبو بكر شيكاو، ودعا إلى قتل كل من يمارس الديمقراطية، وذكر في رسالة مصورة له أن بوكو حرام هي حرب ضد التعليم الغربي والديمقراطية والدستور.

ربما يعجبك أيضا