لماذا يستهدف الاحتلال مستشفيات غزة؟

الاحتلال يشن حربًا "غير متكافئة" ضد مستشفيات قطاع غزة.. ما الدافع وراء ذلك؟

محمد النحاس
غزة

عمد الاحتلال لاستهداف المدنيين الذين يحاولون الفرار من المستشفيات رغم رفعهم الأعلام البيضاء.. فما دلالات ذلك؟


تتواصل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع الطبي في غزة، مع مواصلة الاحتلال عدوانه لليوم الـ37، واستهدافه للمستشفيات بشكل ممنهج.

وفي ظل نقص الوقود الحاد، وعمد الاحتلال لقطع التيار الكهربائي، خرجت بعض مستشفيات القطاع عن الخدمة تمامًا، وسط مناشدات بسرعة التحرك لتدارك الكارثة قبل أن تزداد تفاقمًا.. فكيف ركز الاحتلال ضرباته على المستشفيات؟ ولماذا يطبق الحصار عليها؟

كيف تسبب الاحتلال في دحض روايته بشأن المشفى المعمداني؟

لم تكن حادثة استهداف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني المروعة والتي هزّت العالم وأرعبت فرئاصه وانتفضت لأجله العواصم العربية والغربية والشرقية، ببعيدةٍ عن نهج الاحتلال والخط الذي التزمه خلال العدوان على غزة المستمر منذ أكثر من 37 يومًا، إذ عمد الاحتلال مرارًا وتكرارًا لاستهداف مستشفيات القطاع بكافة الوسائل.

وزعم الاحتلال أن استهدافه المكثف لمجمع الشفاء الطبي، الذي يقبع به أكثر 10 آلاف شخص بين مصابين ونازحين وكوادر طبية، يأتي بسبب وجود مراكز قيادية تتبع للفصائل الفلسطينية في أسفله -وهي ادعاءات لم يثبتها- لكن ما يدحض هذه المزاعم استهدافه عشرات المراكز الطبية الأخرى والمستشفيات والمقار الأممية ومراكز النزوح.

ترجمة فعلية لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين

في مستشفى الشفاء المحاصر منذ أيام، حول الاحتلال محيطه لساحة حرب، وعمد لاستهداف المدنيين الذين يحاولون الفرار من المشفى رغم رفعهم الأعلام البيضاء، فضلًا عن عدم تمكنهم من دفن عشرات الشهداء واضطرار كادر المشفى لدفنهم في ساحات المجمع.

ويشير حقوقيون في هذا الصدد، إلى أن وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، الفلسطينيين بـ”الحيوانات البشرية” كان مقدمةً لـ”حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال”، كما تطفو على السطح تصريحات وزير إسرائيلي آخر، من اليمين المتطرف، بشأن إلقاء “قنبلة نووية على قطاع غزة”.

مستشفيات غزة في مرمى النيران

قال الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الأحد، إن مستشفى القدس في مدينة غزة “توقف عن العمل”، مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود، مشيرًا في منشور عبر إكس (تويتر سابقًا) إلى أن “الطاقم الطبي يبذل قصارى جهده لتقديم الرعاية للمرضى والجرحى”.

ويضم المشفى نحو 500 مريض ويأوي أكثر من 14 ألف نازح، بحسب الهلال الأحمر، وذلك مع توغل القوات الإسرائيلية في غزة، وتزعم أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية، يستخدمون هذه المستشفيات في الوصول لبنية الأنفاق التحتية، وتنفي الفصائل هذا الأمر وكذلك العاملون في مستشفيات غزة، كما طلب الاحتلال من الطواقم الطبية مغادرة عدة مستشفيات، غير أنهم رفضوا “ولو كان الثمن هو الموت” في إصرار على أداء الواجب الطبي والإنساني مهما كانت الظروف.

وكان الهلال الأحمر قال، أول من أمس السبت، إن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية طوقت مستشفى القدس “من جميع الجهات، مع قصف مدفعي أدى إلى اهتزاز المبنى”، واستهدف الاحتلال أيضًا مستشفى الرنتيسي، والمشفى التركي، وغيره من مراكز طبية ومستشفيات القطاع.

عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الأطباء داخل مجمع الشفاء يقولون إنه لا يوجد طعام أو ماء أو كهرباء، فيما تجاوز تعداد الشهداء منذ بدء العدوان قبل أكثر من شهر ما يزيد عن 11 ألف شهيد، وأكثر من 25 ألف مصابًا حسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

والأحد، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 7 من جنوده وإصابة 10 آخرين على الحدود مع لبنان، متهمًا حزب الله باستهداف مواقع عسكرية حدودية، ويأتي هجوم حزب الله بعد يوم واحد من خطاب الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وأشار خلاله لـ”تصعيد” هجمات الحزب ضد الاحتلال، كمًا ونوعًا، وقد دعا نصر الله أيضًا إلى زيادة الضغط على الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة.

ربما يعجبك أيضا