لمحاربة «كورونا».. بكين تؤمن الحدود الجنوبية بالأسلاك الشائكة

authoraccount401

رؤية

بكين- تراكم الصين الحواجز الشائكة على طول حدودها الجنوبية البالغ طولها أكثر من 4800 كيلومتر؛ لمحاربة وباء كورونا، على الرغم من التداعيات المحتملة طويلة الأمد على التجارة والسفر.

وحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“، أمس الأربعاء، شهدت مدينة رويلي الصينية الصغيرة، الواقعة في أقصى الجنوب بجوار ميانمار، مشروع بناء كبير خلال العامين الماضيين وهو سياج حدودي مجهز بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار.

شيدت الصين سياجا بارتفاع 12 قدما (3.7 مترا) بشكل مفاجئ العام الماضي، في أقصى الشرق، على طول الحدود مع فيتنام، وقال سونغ هو، صاحب فندق بمقاطعة لاو كاي الجبلية بفيتنام، إنه يمنع السكان المحليين الفيتناميين من التوجه إلى القرى الصينية لجني الذرة أو بيع الأعشاب الطبية.

تعطلت شاحنات حاويات فيتنامية، الشهر الماضي، أثناء عبورها للحدود الصينية في مقاطعة لانغ، حيث ظلت آلاف الشاحنات التي تحمل الفاكهة عالقة على الحدود، بينما شددت الصين سياساتها الحدودية.

وقالت كارين دين من جامعة تالين في إستونيا، والتي تدرس ديناميكيات الحدود بين الصين وميانمار، إن هذه الجهود جزء من حملة أوسع تقوم بها الصين لتأمين حدودها وتسهيل مشاريع البنية التحتية ومنع اللاجئين من العبور إلى الصين.

بينما تحاول بعض البلدان الأخرى الانتقال نحو التعايش فيروس كورونا المستجد، تحافظ الصين بتصميم على استراتيجية “صفر كوفيد”، خاصة مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين هذا الأسبوع.

ولا تقتصر الإجراءات الصينية لمكافحة الفيروس التاجي على عمليات الإغلاق الصارمة والاختبارات الجماعية لسكان المدن، بل أيضا على عزل جيرانها بشكل متزايد.

تظهر مراجعة صحيفة “وول ستريت جورنال” للسجلات العامة أنه في العامين الماضيين، شيدت الصين وعززت ما لا يقل عن 300 كيلومتر من الأسوار الشائكة على طول حدودها، معظمها في الجنوب.

في مقاطعة كوانغ ننه الساحلية الفيتنامية، موطن المجتمعات الزراعية الصغيرة التي تنتمي إلى مجموعة داو العرقية، يمتد سياج قوي مع أعمدة معدنية صلبة ذات حواف حادة وأسلاك شائكة ملفوفة عبر قمم التلال على طول الحدود الصينية.

وتظهر الكاميرات والأضواء على فترات فوق الهيكل الذي تم تشييده مؤخرا باللون الأزرق، مع مسار ضيق مرصوف على الجانب الصيني.

قال دونغ أون، 31 عاما، وهو مزارع فيتنامي يعيش في مستوطنة عند قاعدة التل، إن الأضواء تضيء في الليل.

وأشار إلى أنه لم يعد بإمكان الناس من الجانب الفيتنامي المجازفة بقطع الأشجار، كما لم يعد يُرى المزارعون الصينيون يرعون جواميسهم المائية على الجانب الفيتنامي.

إلى جانب الحدود الجنوبية، حصنت العديد من المناطق الصينية الشمالية المجاورة لمنغوليا وروسيا الحدود بالأسوار على مدار العامين الماضيين، حسبما تظهر السجلات العامة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية ردا على أسئلة أن تحصين الحدود هو ممارسة دولية مقبولة على نطاق واسع، وأن السياج يساعد في منع انتقال كوفيد-19 عبر الحدود.

وفي هذا الجانب، قال ديفيد برينر، المحاضر بجامعة ساسكس ومؤلف كتاب عن الأراضي الحدودية في ميانمار، إن الصين تحاول السيطرة على حدودها مع ميانمار منذ سنوات للحد من أنشطة مثل التهريب وتحديدا المخدرات.

وأضاف: “قد يكون كوفيد المبرر الرسمي الذي تقدمه الصين لبناء المنطقة العازلة الآن. لكن هذه النية بدأت قبل وقت طويل”.

ربما يعجبك أيضا