حرب «إكراه» مع الصين؟ تعزيز تعاون أمريكا واليابان والفلبين بحريًّا

رنا أسامة

تعزز أمريكا التعاون الأمني البحري مع حليفتيها، اليابان والفلبين، مع تصاعد التوترات في منطقة الهندوباسيفيك.. هل سيكفي ذلك لمواجهة العداء الصيني المتزايد؟


انتقد دبلوماسي أمريكي في طوكيو، ما وصفه بالإجراءات البحرية العدائية المتزايدة للصين، على اعتبارها تهديدًا لسلامة الممرات المائية في منطقة الهندوباسيفيك الغنية بالموارد.

وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الأمني البحري ​​مع حليفتيها، اليابان والفلبين، في ظل التوترات الناتجة عن أزمة جزيرة تايوان المتمتعة بحكم ذاتي، لكن الصين تعدها جزءًا من أراضيها، وتعتبر التعاون الأمريكي معها استفزازًا يستدعي الرد بتحركات عسكرية.

مقاتلات أمريكية ويابانية مشتركة فوق بحر الفلبين

إكراه وترهيب

حسب وكالة “أسوشيتد برس“، قال نائب رئيس البعثة الأمريكية لدى اليابان، رايموند جرين، إن الصين تستخف بالقانون الدولي وتواصل اتخاذ إجراءات جائرة، بهدف تعزيز نفوذها وسيطرتها على منطقة الهندوباسيفيك.

وفي مؤتمر صحفي قبل اجتماع لمسؤولين من الولايات المتحدة واليابان والفلبين، أمس الأربعاء 7 سبتمبر 2022، شدد جرين على عدم السماح لأي دولة بالهيمنة على مياه الهندوباسيفيك “بالإكراه والترهيب الصريح”، في إشارة إلى عسكرة بكين لبحر الصين الشرقي والجنوبي، ومضايقة سفن خفر السواحل والصيد الأجنبية، فضلًا عن استنزاف الموارد البحرية والبيئية، وفقًا لما نقلته الوكالة.

مؤتمر صحفي بين مشؤولين في اليابان وأمريكا والفلبين

الصين وروسيا.. ثقة عسكرية معمقة

شاركت الصين بأكثر من ألفي جندي في مناورات فوستوك 2022 البحرية، التي استضافتها روسيا منذ 1 سبتمبر 2022 لمدة أسبوع، في إطار تعزيز التعاون العسكري الاستراتيجي بين البلدين، بالتزامن مع التوتر المشترك بينهما تجاه الولايات المتحدة.

وفي حين أرسلت الصين 3 سفن حربية و3 آلاف مركبة ومعدة للتدريبات، قال الكولونيل السابق بالجيش الصيني، يوي جانج، إن هذا يعكس عمق الثقة العسكرية بين بكين وموسكو، واعتبر أن “المناورات البحرية رد على الاستراتيجية الأمريكية في الهندوباسيفيك”، حسب ما نقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية.

تهديد أمني إقليمي

عالميًّا، تحتل الصين المرتبة الثانية في الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة، وتجري تحديثات لقواتها بسرعة، وتقول إن جيشها مخصص للدفاع فقط ولحماية حقوقها السيادية.

وتنظر اليابان إلى الصين على أنها تهديد أمني إقليمي، وسط مخاوف من تنامي التوترات المحيطة بتايوان التي تعتبر بكين أنها جزء من أراضيها. وتتخوف طوكيو كذلك من زيادة التعاون بين الصين وروسيا، لا سيما التعاون العسكري، بما في ذلك تدريباتهما المشتركة على إطلاق النار قبالة شمالي اليابان، نهاية الأسبوع.

أمريكا واليابان والفلبين

تحديات أمنية

قال نائب وزير الدفاع الياباني، كيمي أونودا، في المؤتمر الصحفي نفسه، إن اليابان والفلبين باعتبارهما دولتين بحريتين، تشتركان في تحديات أمنية، من بينها محاولات دول أخرى لتغيير الوضع الراهن بمفردها في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

ومن جانبه، نبه القائم بالأعمال في سفارة الفلبين، روبسبير بوليفار، إلى أن تعزيز التعاون بين الدول الثلاث مهم للمساعدة في حماية المصالح البحرية للفلبين، وفق “أسوشيتد برس”.

ربما يعجبك أيضا