«قسد» تهدد بإشعال شمالي سوريا لمواجهة عملية تركيا العسكرية

محمود سعيد
قوات سوريا الديمقراطية "قسد"

نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط: “إننا نعارض بشدة أي عملية تركية في شمالي سوريا، وقد أبلغنا تركيا بهذا بوضوح".


باتت العملية العسكرية التي تهدد بها أنقرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ أشهر على الأبواب، وكانت القوات التركية بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المسلحة قد نفذت 3 عمليات عسكرية سابقا في الشمال السوري.

“قسد”، من جانبها، استنفرت قواتها، وحاولت الاستعانة بأمريكا وروسيا وإيران والنظام السوري لوقف العملية العسكرية، وقد نجحت مرات من قبل في وقف عمليات عسكرية ضدها، كان أشهرها عندما هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بتدمير اقتصاد تركيا.

«قسد» تستنفر قواتها وتهدد

القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، هدد بإشعال شمال سوريا في حال شنت تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة أي عملية عسكرية على مناطق سيطرتهم، كما أعلنت “الإدارة الذاتية الكردية” حالة الطوارئ في مناطق نفوذها.

واتفقت المليشيا الكردية مع نظام الأسد على إنشاء غرفة عمليات مشتركة بينهما في عين العرب شرقي حلب، لمواجهة العملية العسكرية التركية، لكن أمريكا حذرت “قسد” من أي تعاون مع قوات النظام.

مليشيات سوريا الديمقراطية تنتقد أمريكا

وصف مظلوم عبدي، اسمه الحقيقي فرهاد عبدي شاهين، جهود واشنطن للحد من الهجمات التركية على مناطق سيطرة قواته بـ”الإيجابية لكنها غير كافية للحد من هذه الهجمات”.

وقال إن التهديدات ضد مدن منبج وتل رفعت وكوباني بدأت منذ 23 من مايو الماضي ولا تزال مستمرة، وإن تركيا والفصائل المعارضة يستعدون، وسيهاجمون شمال شرقي سوريا عندما تسنح لهم الفرصة.

وأوضح أنه خلال الشهرين الماضيين، كانت لدى “قسد” لقاءات مكثفة مع “الحلفاء، مثل أمريكا وروسيا، بهدف وضع حد لهذه الهجمات، وهناك مواقف من جانب التحالف الدولي لكنها لا ترقى لوقف هجمات.

زعيم «قسد» يستغيث بالروس

أمام عدم رضا مظلوم عبدي عن المواقف الأمريكية رحّب عبدي بالجهود الروسية التي اعتبرها “مهمة لإيقاف التصعيد”، إضافة إلى تعزيز نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، قواته الموجودة على حدود المناطق المهددة في عين العرب وتل رفعت، موضحًا أن التعزيز مستمر على منبج بالتنسيق مع روسيا.

وحول القمة الثلاثية المرتقبة مع ضامني مسار “آستانة”، روسيا وتركيا وإيران، في 19 يوليو الحالي، أبدى عبدي تفاؤلًا بأن الأطراف الأخرى لن تسمح للقوات التركية بتنفيذ هجماتها على مناطق “قسد”.

الموقف الأمريكي

قالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط، دانا سترول، خلال ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط، في 13 يوليو: “إننا نعارض بشدة أي عملية تركية في شمالي سوريا، وقد أبلغنا تركيا بهذا بوضوح، لأن تنظيم (داعش) سيستفيد من تلك الحملة، ناهيك بالتأثير الإنساني”.

وكان عبدي قد قال، في وقت سابق، إنه من الصعب على قواته “القتال على جبهتين ضد داعش وضد تركيا”، مشيرًا إلى أنه، بحسب معلومات استخباراتية، توجد استعدادات للتنظيم للهجوم على مخيم “الهول”.

تعزيزات إيرانية روسية لمساندة المليشيا

من جهتها، أشارت القيادية في “قسد”، إلهام أحمد، إلى وجود تواصل وحوارات مع الجانب الروسي ونظام دمشق لتقوية الجبهات وانتشار قواتهم على طول الحدود، إضافة إلى التواصل مع أمريكا، وأفادت وكالة “ستيب الإخبارية”، بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للمليشيات الإيرانية إلى مطار منج العسكري شمال حلب الذي تسيطر عليه “قسد”.

كما نشر النظام، بدوره باتفاق مع “قسد”، عددًا من النقاط العسكرية والأسلحة الثقيلة ومضادات الطيران على محاور وخطوط التماس المقابلة لفصائل المعارضة السورية شرقي حلب، وحطت، بحسب “العربية“، قوات عسكرية من فرقة المظليين التابعة للجيش الروسي في منطقة القامشلي شمال شرقي سوريا.

تمرد عربي

في سياق متصل، أفادت مصادر محلية مطلعة لـ”أورينت نت” بأن غالبية قوات مجلس دير الزور العسكري التابع لـ”قسد”، رفضوا الاستجابة لمطالب المليشيا بحشد القوات ورفع الجاهزية وإرسال المقاتلين إلى جبهات مناطق ريف حلب للقتال في صفوف “وحدات حماية الشعب الكردية” في وجه العملية العسكرية التي سيشنها الجيش التركي والفصائل السورية المعارضة.

التمرد العسكري في صفوف “قسد” جاء بدافع عشائري، كون معظم العناصر الرافضة للمشاركة في معارك “قسد” ينتمي إلى قبيلتي العكيدات والبقارة، حيث اعتبر العرب أن تلك المعركة المرتقبة التي ستخوضها “قسد” لا تعنيهم، لأن معظم عناصر فصائل الجيش الوطني السوري المعارض في الجهة المقابلة هم من أبناء العشائر ذاتها في دير الزور والرقة، وهي العكيدات والبقارة والبوسرايا والجبور.

 

ربما يعجبك أيضا