لمواجهة روسيا.. أوكرانيا تعزز قدراتها بتكنولوجيا المُسيّرات

محمد النحاس
مسيرة أوكرانية

تسعى أوكرانيا لتطوير طائرات مُسيّرة لمواجهة الطائرات الإيرانية من طراز "شاهد" التي تستخدمها روسيا لاستهداف الدفاعات الجوية الأوكرانية. 


تواصل أوكرانيا تطوير تكنولوجيا الطائرات المُسيّرة كجزء أساسي من استراتيجيتها لمواجهة روسيا، حيث تسعى لتعويض التفوق العسكري الروسي من خلال حلول تكنولوجية مبتكرة.

وشملت الابتكارات الأوكرانية استخدام طائرات تُسقِط معادن مُنصهرة لتدمير مواقع الروس، وتجارب لتركيب بنادق آلية وقاذفات قنابل على الطائرات، بهدف تحسين فاعليتها في المعارك، وفق ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير اليوم السبت 12 أكتوبر 2024.

الحرب الجوية بالطائرات المُسيّرة

أحد الحلول التي اعتمدتها أوكرانيا لمواجهة طائرات الاستطلاع الروسية هو استخدام طائرات صغيرة، مثل الطائرات ذات الجناح الثابت، التي تتميز بسرعة أعلى وقدرة على التحليق على ارتفاعات أكبر. 

وتعتمد هذه الطائرات على أنظمة اتصال رقمية تُحسن من جودة الصور التي يتم نقلها، مما يساعد في اكتشاف الأهداف. 

وبينما تكلف صواريخ الدفاع الجوي مئات الآلاف من الدولارات، يمكن الحصول على الطائرات المُسيّرة الأوكرانية بأقل من 700 دولار للطائرة الواحدة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا وفعّالًا، وفق التقرير. 

“نفس التنين” (Dragon’s Breath)

يُستخدم طراز “نفس التنين” بشكل مكثف لاستهداف المواقع الروسية المختبئة تحت الأشجار، حيث تُسقط هذه الطائرات مادة “الثرمايت” المشتعلة التي يمكن أن تحرق المعدات العسكرية والذخائر، بل وتكسر التمويه الطبيعي للجنود.

 وتظهر فاعلية هذا الابتكار من خلال مسارعة روسيا لاستخدام طائرات مُسيرة مماثلة تحمل مواد قابلة للاشتعال، في محاولة لتقليد التكتيكات الأوكرانية.

“ملكة الدبابير” (Queen of Hornets)

طورت أوكرانيا طائرات “ملكة الدبابير”، التي يمكنها التحليق على ارتفاعات منخفضة، ومُجهزة بقاذفات قنابل تسمح لها بإطلاق الذخائر من مسافات بعيدة، مما يتيح لها تجاوز أنظمة التشويش الروسية التي تنشئ حول الأهداف مجالاً مضادًا للطائرات.

مسيرة أوكرانية مزودة ببندقية رشاشة

وتجري أيضًا تجارب لتركيب بنادق آلية على الطائرات المُسيّرة، ولكن هذا الابتكار لا يزال يواجه تحديات من حيث الدقة وعدد الطلقات المحدود، وتهدف هذه الجهود لتقليل المخاطر على الجنود في ساحة المعركة عبر تفعيل القتال عن بُعد.

فامباير

تمكنت الطائرات المُسيرة الثقيلة، مثل “فامباير” (Vampire)، من توسيع نطاق استخداماتها لتشمل نقل الإمدادات للجنود المحاصرين وزراعة الألغام خلف خطوط العدو. 

وتستطيع هذه الطائرات حمل حتى 20 رطلاً من المتفجرات، كما يمكن استخدامها لنقل طائرات أصغر، مثل المسيرات الانتحارية ذات الاستخدام الواحد، لتنفيذ هجمات دقيقة، وإذا تمكّنت هذه الطائرات من الطيران دون اكتشاف وضرب أهداف غير متوقعة، فإنها توفر ميزة استراتيجية كبيرة في ساحة المعركة.

تطوير أنظمة دفاع جوي

تسعى أوكرانيا لتطوير طائرات مُسيّرة لمواجهة الطائرات الإيرانية من طراز “شاهد” التي تستخدمها روسيا لاستهداف الدفاعات الجوية الأوكرانية. 

وتوجد بالفعل نماذج أولية لأنظمة دفاع جوي قادرة على حماية المدن الأوكرانية من خلال إسقاط هذه الطائرات بدون طيار قبل وصولها إلى أهدافها.

الابتكارات الأوكرانية في مجال الطائرات المُسيّرة تمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا الحرب، مما يتيح لأوكرانيا مقاومة التفوق العسكري الروسي بشكل غير تقليدي، ويجعلها أكثر قدرة على التكيف مع ظروف المعركة المتغيرة بسرعة.

ربما يعجبك أيضا