لنزع فتيل الحرب.. حل معادلة «غزة-جنوب لبنان» دبلوماسيًا

«اليوم التالي» في غزة مفتاح نزع فتيل الحرب عن لبنان والمنطقة

يوسف بنده

الولايات المتحدة تعد خطة لوقف نار موقت بين إسرائيل وحزب الله. بالتزامن مع استئناف المفاوضات بشأن اتفاق رهائن غزة ووقف إطلاق النار.


مسارعة دولية وإقليمية لإطفاء نار الحرب في المنطقة، خشية من اتساعها بعدما انتقل تركيز العمليات الإسرائيلية من جبهة غزة إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني.

إذ تهدد إسرائيل بشن عملية برية لاجتياح جنوب لبنان، وذلك بعد عدة ضربات نوعية استهدفت قادة ومنصات صواريخ ومخازن أسلحة حزب الله، ما دفع الحزب الموالي لإيران لإرسال صواريخه إلى مدى أبعد من المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة، وهو ما ينذر باستمرار تبادل الضربات بين الطرفين وصولًا إلى حرب غير معلومة العواقب.

نتنياهو لبنان

نتنياهو يضغط بالتهديد باجتياح بري نحو جنوب لبنان

تحركات دولية

كشف وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء 25 سبتمبر، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في لبنان، لمنع تطور النزاع الراهن بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة.

وحسب تقرير شبكة فرانس 24، فإن هذا الاقتراح قدمته كل من فرنسا والولايات المتحدة بعد مباحثات مكثفة جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد لقاء ثنائي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ماكرون مع بزشكيان

اجتماع الرئيسين الإيراني والفرنسي على هامش اجتماع الأمم المتحدة

تحركات إقليمية

توازيًا مع تلك التحركات، هناك تحركات إقليمية للضغط على إسرائيل والمجتمع لمنع وقوع مثل تلك الحرب، فقد حذرت مصر والأردن والعراق، فى بيان مشترك أمس الأربعاء، من أن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة، مع مواصلتها الحرب على غزة، وتصعيدها فى لبنان.

كذلك، أبدت إيران وهي أحد الأطراف الخارجية التي لها تأثير على لبنان، مرونة في الرغبة إلى منع وقوع هذه الحرب، وذلك خلال اجتماعها مع فرنسا أحد الأطراف الأخرى المؤثرة داخل لبنان، حيث اجتمع الرئيسان الفرنسي ماكرون والإيراني بزشكيان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وقال بزشكيان: “يمكن لفرنسا أن تكون أكثر فعالية في وقف جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وشعب لبنان”.

كما أعلن قصر الإليزيه في بيان، أن ماكرون دعا إيران بصراحة إلى “دعم تهدئة شاملة” في المنطقة. وشدد على “الدور المحوري الذي يمكن لإيران أن تلعبه، مطالباً طهران باستخدام نفوذها لدى الجهات الفاعلة في المنطقة من أجل المساعدة في تخفيف حدة التوتر”.

نتنياهو 3

تحركات أمريكية لخطوات تهدئة على مستويات متزامنة تبدأ بغزة وجنوب لبنان في وقت متزامن

معادلة التهدئة

كشف تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعد خطة لوقف نار موقت بين إسرائيل وحزب الله. وأنه يتزامن مع ذلك، استئناف المفاوضات بشأن اتفاق رهائن غزة ووقف إطلاق النار.

ما يعني أن الولايات المتحدة تتحرك على أساس المعادلة التي فرضتها العمليات العسكرية في غزة، حيث تحركت جبهة حزب الله للإسناد، ويصر الحزب اللبناني الموالي لإيران على عدم التراجع عن ذلك الإسناد، حتى تتوقف العمليات العسكرية في غزة.

بينما تصر إسرائيل على فصل الترابط بين غزة وجنوب لبنان، حيث يوجه حزب الله صواريخه على شمال الأراضي المحتلة، ما جعل سكان المستوطنات الشمالية يلجئون إلى معسكرات إيواء.

وتركز إسرائيل عملياتها في الوقت الراهن عملياتها نحو جنوب لبنان، بهدف إضعاف حزب الله، وإرغامه على فك الارتباط، انتقالًا إلى مرحلة تفعيل القرار الأممي 1701، لإبعاد قوات حزب الله عن الحدود إلى ما وراء نهر الليطاني، بحيث تضمن تل أبيب تحقيق منطقة آمنة وعازلة بعد عودة عمل القوات الدولية إلى تلك المنطقة، مايسمح بعودة سكان المستوطنات الشمالية.

حزب الله

شروط حزب الله لدخول المفاوضات مع إسرائيل

حل دبلوماسي

حسب تقرير أكسيوس، فإن الهدف هو تحقيق وقفة تتيح مساحة للمفاوضات بشأن اتفاق دبلوماسي أشمل لمنع حرب أوسع، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، وتوفير زخم متجدد لوقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن..

وقال مصدر للموقع الأمريكي: “إذا رأت حماس أن حزب الله يعطي فرصة لحل دبلوماسي، فقد يشجع زعيم حماس يحيى السنوار على التحرك نحو التوصل إلى اتفاق”.

كما أكد مسؤول إسرائيلي لأكسيوس: “لقد أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لمناقشة هذه المبادرة”. ما يعني أن إسرائيل لا ترغب في حرب مفتوحة، بل الوصول إلى أهداف اجتياحها البري المؤجل.

قائد حماس يحيى السنوار

قائد حماس يحيى السنوار

خطوة فلسطينية

وتأتي التحركات الفلسطينية في إطار المساعي الأمريكية، ففي تصريحات لقناة “الجزيرة مباشر” القطرية، أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن حركتي فتح وحماس ستجتمعان قريبًا في القاهرة. مضيفا أن السلطة ستدير قطاع غزة بعد الحرب وبمشاركة “الجميع”.

وقد كشف مصدر بحركة حماس الفلسطينية، اليوم الخميس 26 سبتمبر، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع حركة فتح بشأن الإدارة المدنية لقطاع غزة. وبموجب الاتفاق، لن تشرف حماس على المعابر الحدودية لقطاع غزة، كما تم التوضيح أنه خلال هذه الفترة تستمر المحادثات بين كبار مسؤولي حماس وفتح حول شكل إدارة قطاع غزة هذه الأيام.

ما يعني أن هناك تحركات للتحضير لليوم التالي في غزة، خاصة أن السلطة الفلسطينية كانت تتخوف من تلك الخطوة، بينما هي مفتاح لإنهاء حرب غزة التي أشعلت جبهات في اليمن وفي جنوب لبنان وسوريا والعراق.

ربما يعجبك أيضا