لواء جولاني تحت النار.. لماذا استهدفته الفصائل العراقية؟

إسراء عبدالمطلب

في ظل التوتر المتزايد بين إسرائيل وحزب الله وحركة حماس، تدخل الفصائل المسلحة العراقية على خط المواجهة، محاولةً الزج بنفسها في أتون هذا الصراع المعقد.

وتأخذ هذه الفصائل من نصرة القضية الفلسطينية دافعًا لتحركاتها العسكرية، متبنية قصف مواقع إسرائيلية متقدمة، مثل قاعدة مراقبة لواء جولاني، حسب وكالة أنباء رويترز.

الفصائل العراقية في الصراع

في تطور جديد، أعلنت الفصائل المسلحة العراقية، اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024، في بيان لها، عن قصف قاعدة مراقبة لواء جولاني باستخدام طائرات مسيرة، مدعيةً أن هذا الهجوم يأتي نصرةً لأهالي غزة في ظل التصعيد العسكري الجاري.

وقالت ما تُعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” إنها استهدفت صباح اليوم الاثنين قاعدة مراقبة لواء جولاني الإسرائيلي “في الأراضي الفلسطينية المحتلة” بطائرات مسيرة، وتضمّ “المقاومة الإسلامية في العراق” فصائل أبرزها كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء، وهي 3 فصائل مستهدفة بعقوبات أمريكية.

نصرة لغزة

أضافت الجماعة في بيان لها: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم الاثنين قاعدة مراقبة لواء جولاني الصهيوني بأراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير، وتؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دك معاقل الأعداء”.

وأشار البيان إلى أن الهجوم جاء “نصرة لأهلنا في غزة وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ”. ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو تمكن من اعتراض الطائرة المسيرة التي تم إطلاقها من العراق قبل أن تصل إلى الأراضي الإسرائيلية، دون وقوع إصابات تذكر.

ويعد لواء جولاني واحدًا من أهم ألوية الجيش الإسرائيلي وأكثرها شهرةً. تأسس اللواء في 22 فبراير 1948، بعد فترة قصيرة من تولي ديفيد بن غوريون منصب أول رئيس وزراء لإسرائيل، وتم تسميته نسبةً إلى هضبة الجولان السورية، ويحمل أيضًا اسم “اللواء 1” كونه من أوائل الألوية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي وما زال قائماً حتى اليوم.

تكوين اللواء وتاريخه

تعود جذور لواء جولاني إلى جنود الهاغانا، وهي منظمة صهيونية تأسست عام 1920 بهدف حماية المستوطنات اليهودية، وبعد تقسيم لواء ليفانوني الذي كان يقاتل على حدود لبنان إلى لوائين هما “جولاني وكرملي”، تمركز جولاني في تلال وأودية الجليل، واللواء جزء من سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي ويتبع للفرقة 36، ويُنظر إليه باعتباره أحد ألوية النخبة في الجيش.

وينقسم لواء جولاني إلى أربع كتائب رئيسية، هي: “هبوكيم هراشون” (الفوج الأول لسلاح البندقية)، “جدعون”، “باراك”، وكتيبة “الاستطلاع”. كل من هذه الكتائب لديها تاريخ طويل في العمليات العسكرية منذ تأسيس اللواء. شاركت كتيبة “هبوكيم هراشون” في حرب 1948، بينما كانت كتيبة “باراك” مشاركةً في جميع المعارك التي خاضها اللواء منذ قيام دولة إسرائيل. كتيبة “الاستطلاع” تأسست عام 2001 وتتميز بمهامها السرية وتطلب من جنودها اجتياز اختبارات جسدية وذهنية صارمة.

مشاركات جولاني

شارك لواء جولاني في جميع الحروب التي خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من حرب 1948، حيث حاول صد الجيوش العربية القادمة من سوريا ولبنان والأردن والعراق، كما لعب دوراً محورياً في حرب 1967، وخاصةً في عملية تل العزيزات في الجولان السوري، وفي عام 1982، خاض اللواء معركة قلعة الشقيف أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ووصل إلى مشارف بيروت، وفي حرب لبنان عام 2006، كان له دور أساسي في المواجهات.

ومنذ بداية الحرب الأخيرة على غزة في 7 أكتوبر الأول الماضي، كان لواء جولاني مشاركاً رئيسياً في العمليات العسكرية إلا أن اللواء تكبد خسائر كبيرة، خاصة خلال معركة حي الشجاعية شرقي غزة، حيث سقط العشرات من ضباطه وجنوده قتلى، وفي 14 ديسمبر الماضي، انسحب اللواء بشكل مؤقت من غزة بعد كمين نصبته حركة حماس، وأدى إلى مقتل قائدهم المقدم تومر جرينبيرج وثمانية آخرين.

التصعيد مع حزب الله

يتواصل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية، حيث يتبادل الطرفان القصف بشكل شبه يومي، ووفقاً لآخر الإحصائيات، قُتل أكثر من 455 شخصاً في لبنان منذ بداية التصعيد، بينهم 88 مدنياً و295 مقاتلاً من حزب الله. من الجانب الإسرائيلي، أُعلن عن مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً جراء القصف المتبادل.

ويظل الصراع بين إسرائيل وحزب الله وحركة حماس في حالة تصاعد مستمر، مع دخول فصائل جديدة إلى المعركة، مثل الفصائل العراقية المسلحة، وتبرز أهمية لواء جولاني في المشهد العسكري الإسرائيلي من خلال تاريخه الطويل في خوض الحروب والعمليات العسكرية، إلا أن خسائره الأخيرة في غزة تسلط الضوء على تعقيدات الحرب والمواجهات المستمرة في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا