لوفيجارو: حل البرلمان.. المقامرة الخطيرة لإيمانويل ماكرون

عبدالمقصود علي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

رأى الكاتب ألكسيس بريزيت في مقال بصحيفة  “لوفيجارو” الفرنسية أن رئيس الدولة إيمانويل ماكرون يخاطر بتسليم مقاليد السلطة غدا للحزب الذي وعد بوقف تقدمه، ويشكل هذا القرار غير المسبوق بالنسبة للبلاد قفزة إلى المجهول، وعواقبه لا تحصى.

وفي أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية الأوروبية، أعلن ماكرون الأحد 9 يونيو 2024 حل الجمعية الوطنية (البرلمان ومجلس الشيوخ)، ودعا لانتخابات جديدة في الـ30 من يونيو الجاري.

هزيمة ساحقة

الرئيس الفرنسي اعتبر أن نتيجة الانتخابات الأوروبية “ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا”، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف حصد “ما يقرب من 40% من الأصوات” في فرنسا.

ألكسيس بريزيت رأى أن ما أعلنه ماكرون كان متوقعًا، ورداً على الهزيمة الساحقة التي بدت بالنسبة له وكأنها “إذلال”، قرر الرئيس الفرنسي الاستسلام! في مساء الانتخابات الأوروبية.

فقبل أسبوع من بطولة أوروبا لكرة القدم، وقبل شهر ونصف من دورة الألعاب الأولمبية في باريس، أضاف الرئيس إلى الأزمة السياسية التي فتحها الانتصار التاريخي للتجمع الوطني (يمين متطرف)، أزمة مؤسسية من خلال الإعلان عن حل الجمعية  الوطنية.

وتابع هذا ما كان جوردان بارديلا (زعيم اليمين المتطرف الفائز بالانتخابات الأوروبية) يطلبه منذ أسابيع. وهذا ما رفضه إيمانويل ماكرون دائما.

قلق مزدوج

لكن من خلال الاستجابة المفاجئة لمطالب خصومه، يضيف الكاتب، يخاطر رئيس الدولة بتسليم مقاليد السلطة غدًا إلى الحزب الذي وعد بوقف تقدمه. وأكد ألكسيس أن الرئيس الفرنسي يقوم بحساب أن الناخبين سيصححون تصويتهم في الانتخابات الأوروبية خلال التشريعيات الفرنسية نهاية يونيو على أمل أن يستعيد الأغلبية.

ولكن تقدم التجمع الوطني ليس من قبيل الصدفة، يشير كاتب المقال، فهو يعكس غضبا يأتي من بعيد ويجتاح أوروبا بأكملها، ويغذي قلقا مزدوجا من مخاطر الهجرة غير المنظمة وتهديد “الإسلام السياسي ” لذا فمن غير المرجح أن يتراجع هذا القلق بحلول نهاية هذا الشهر.

ومن وجهة نظر، ألكسيس بريزيت، سابقة الأوروبيين ليست مطمئنة بشكل خاص. وهناك خوف من أن يحشد ماكرون الطاقات، ولكن ضده.

توقعات

وتساءل حينها ماذا سيفعل إذا أجبر ماكرون على تسليم مفاتيح قصر الماتينيون لجوردان بارديلا ؟ وهل سيكون قادرا على مواجهة دعوته إلى الاستقالة؟ هنا لا اعتراض على إعطائه الكلمة للشعب، لكن من الواضح أنه يلعب بمستقبله ومستقبل فرنسا.

من جهتها توقعت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية وفقا لنتائج استطلاع رأي أن يفوز التجمع الوطني بما بين 243 و 305 مقعدا ، مقارنة بـ 89 مقعدا حاليا.

هذه الفرضية يمكن أن تسمح لجوردان بارديلا بالحصول على الأغلبية المطلقة في الغرفة، ب289 مقعدا.وستكون الجبهة الوطنية وحدها في المقدمة، متقدمة بفارق كبير على الأغلبية الرئاسية، التي ستحصل فقط على ما بين 117 و 165 مقعدا، مقابل 246 نائبا.

أما حزب الوحدة الوطنية، الذي فاز بـ 131 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، فسيحصل على ما بين 55 و 79 مقعدا فقط. وللجمهوريين، سيكون هناك ما بين 44 و 60 مسؤولا منتخبا مقابل 62 مقعدا فازوا بها عام 2022.

ربما يعجبك أيضا