لوموند: هجوم حماس على إسرائيل «زلزال سياسي وأمني»

عبدالمقصود علي
دخان يتصاعد من منطقة رحوفوت

يهدف الهجوم غير المسبوق الذي تشنه حركة حماس الفلسطينية من قطاع غزة إلى إعادة خلط أوراق الصراع مع إسرائيل، والشرق الأوسط يشهد زلزالًا سياسيًّا أمنيًّا جديدًا.

تحت هذه الكلمات رأى الكاتب بانجمان بارث في مقال بصحيفة لوموند الفرنسية، أن عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حماس بمثابة “زلزال سياسي وأمني”.

إعادة خلط الأوراق

أوضح بارث أن التاريخ الذي اختارته حماس لمهاجمة إسرائيل لم يكن من قبيل الصدفة، بل يهدف إلى إعادة خلط أوراق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على غرار الهجوم الذي شنه الرئيس المصري أنور السادات، يوم 6 أكتوبر 1973، وقلب ميزان القوى الإسرائيلي العربي.

وأشار إلى أنه بالنسبة لسكان الشرق الأوسط، اختراق قوات كوماندوز حماس السياج المحصن الذي يحيط بقطاع غزة، يذكرنا بعبور القوات المصرية لخط بارليف، وهو السور الذي بنته إسرائيل على طول قناة السويس بعد احتلالها لسيناء عام 1967، حيث كانت إسرائيل تعبر كلاهما غير قابلين للعبور.

اقرأ أيضًا: 8 أسباب وراء إطلاق حماس عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل

طوفان الأقصى وحرب 1973

شدد الكاتب على أن حرب 1973، التي كادت إسرائيل تخسرها، تبقى بمثابة صدمة لدى اليهود، حيث أثارت سلسلة من ردود الفعل المتسلسلة، بدءًا من سلام كامب ديفيد إلى الغزو الإسرائيلي للبنان، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل عميق.

لكن من الواضح، يضيف بارث، أنه من السابق لأوانه تخمين العواقب الدقيقة للصراع الجديد الذي اندلع فجر السبت 7 أكتوبر 2023، وهو يوم عطلة في التقويم اليهودي، تمامًا كما بدأت حرب أكتوبر في يوم الغفران، غير أن الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط عام 1973 لا علاقة لها بما عليه اليوم.

زلزال سياسي

لفت كذلك إلى أن الهجوم الذي نفذته حماس لا يتناسب إطلاقًا مع العمليات التي نفذتها منذ عام 2007، تاريخ سيطرتها على غزة، مشددًا على أن الشرق الأوسط يشهد زلزالًا سياسيًّا أمنيًّا جديدًا.

أما بالنسبة للمؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي ظلت مشلولة، وكأنها في حالة ذهول، طيلة صباح السبت، يشكل هذا الهجوم فشلًا غير مسبوق، فمن الواضح أن عملية بهذا الحجم تتطلب أشهرًا من التحضير، ومع ذلك لم تعلم به أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

وعلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر أنه “السيد الآمن” في إسرائيل، فإن هذه الكارثة، يقول الكاتب، ستؤثر عليه شخصيًّا.

ربما يعجبك أيضا