ليبيا تنقسم مجددًا.. اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المتناحرة حول طرابلس

أحمد ليثي

أفادت وسائل إعلام ليبية بأن تحالف المجموعات المسلحة التابعة لفتحي باشاغا عادت مرة أخرى إلى مواقعها بعد أن كانت متجهة إلى العاصمة الليبية.


لقي 32 شخصًا على الأقل مصرعهم وأصيب 159 آخرون في اشتباكات عنيفة بين الميليشيات الليبية المتناحرة في أنحاء العاصمة طرابلس.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير لها، اليوم الأحد 28 أغسطس 2022، أن قتالًا عنيفًا اندلع في طرابلس خلال الليل، حيث سُمع إطلاق نار كثيف ودوي عدة انفجارات في أنحاء المدينة، فيما تُظهر الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الاشتباكات.

أزمة الحكومة

قالت حكومة الوحدة الوطنية، المدعومة من الأمم المتحدة، عبر صفحتها يموقع “فيسبوك” إن الاشتباكات اندلعت بسبب إطلاق مجموعة عسكرية النار عشوائيًّا على قافلة تمر في منطقة شارع الزاوية، في حين كانت الجماعات المسلحة تتجمع عند البوابة 27 غرب طرابلس، وبوابة الجبس جنوب طرابلس.

ويقع مقر رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد دبيبة، في طرابلس في الجزء الغربي من ليبيا، ومبنى البرلمان في طبرق، شرقي البلاد، مقر حكومة منافسة يقودها وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، وتعدّ ليبيا منقسمة بين الفصائل المتحاربة منذ العام 2014، في أعقاب انتفاضة 2011.

صراع دائم

وفقًا لتقرير “سي إن إن”، يحاول باشاغا دخول طرابلس والاستيلاء عليها لأنه يدعي أن حكومة الوحدة الوطنية غير قانونية ويجب أن تتنحى، في حين رفضت حكومة الوحدة الوطنية ذلك، وادعت أن السلطة يجب أن تُسلم سلميًّا من خلال الانتخابات، وليس القوة.

وحملت بلدية طرابلس كلاً من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة والجيش الوطني الليبي المسؤولية عن تدهور الوضع في العاصمة، بحسب وكالة الأنباء الليبية (لانا)، وهي كالة الأنباء الرسمية للحكومة المعترف بها دوليًّا.

دعوات لإنهاء النزاع

دعا الهلال الأحمر الليبي في تغريدة، السبت، جميع الأطراف إلى دعم فرقه لأداء مهامها الإنسانية داخل المدينة، كذلك دعا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين، حسب ما أوردته (لانا).

ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يوم السبت، إلى وقف فوري لأعمال العنف، مناشدًا الأطراف الليبية بالانخراط في حوار حقيقي لمعالجة المأزق السياسي الحالي، وعدم استخدام القوة لحل خلافاتهم، ودعا الأطراف إلى حماية المدنيين والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها إيذائهم.

نداءات عالمية

نقلت شبكة “سي إن إن” عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأطراف في ليبيا تعمل على تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات، ولكن تظل الأمم المتحدة على استعداد لتقديم الوساطة لمساعدة الجهات الليبية على رسم طريق للخروج من المأزق السياسي الذي يهدد الاستقرار المتحقق بشق الأنفس”.

من جهته، حث السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد بي نورلاند، على أهمية تجنب الاشتباكات العنيفة في طرابلس، بحسب تغريدة من السفارة الأمريكية في ليبيا، قائلاً إنه ناقش مع رئيس المجلس الرئاسي يوم الجمعة الحاجة إلى وقف التصعيد، وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على أساس دستوري والتقدم نحو الانتخابات.

الأمم المتحدة

قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تغريدة، يوم السبت، إنها “تشعر بقلق عميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة بما في ذلك القصف العشوائي المتوسط ​​والثقيل على الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالمنشآت المدنية بما في ذلك المستشفيات”.

وأضافت التغريدة أن “الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والأعيان المدنية”.

هل من حل؟

نشر عبدالحميد الدبيبة مقطع فيديو يظهر فيه وسط حراسه وهو يحيّي مؤيديه، في حين أفادت وسائل إعلام ليبية بأن تحالف المجموعات المسلحة التابعة لفتحي باشاغا عادت مرة أخرى إلى مواقعها، بعد أن كانت متجهة إلى العاصمة الليبية.

من جهة أخرى، تضررى 6 مستشفيات من جراء القصف، في حين لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مناطق الاشتباكات، وأعلنت وزارة الصحة الليبية أن حصيلة القتال وصلت إلى 23 قتيلًا و140 جريحًا.

ربما يعجبك أيضا